"طلع البدر علينا".. العالم الإسلامى يحتفل برأس السنة الهجرية بالإنشاد الدينى والأكلات الخاصة.. الكسكسي والبيض المشوى فى تونس.. الرشتة والشخشوخة فى الجزائر.. والكعبة المشرفة تتزين بالكسوة الجديدة مع بداية العام

يزين هلال شهر محرم لعام 1447هـ، السماء مساء اليوم الخميس، إيذانًا بمولد عام هجري جديد، يحتفل به العالم الإسلامى بطقوس تختلف من بلد إلى آخر .
"طلع البدر علينا من ثنيات الوداع، وجب الشكر علينا، ما دعا لله داع"، هكذا احتفل أهل يثرب بالرسول، عندما آتاهم مهاجرا من مكة بعد ما لاقوه من عذاب وظلم من كفار قريش، ليتم الاحتفال بتلك الذكرى المباركة في أول يوم من شهر محرم، ومن ذلك الوقت يعرف الإنشاد الدينى بأحد أهم مظاهر الاحتفاء ببداية العام الهجري الجديد.
وتحتفي بعض العائلات بهذه المناسبة الدينية بإعداد أطلاق خاصة؛ إضافة إلى ذكر سيرة خاتم الأنبياء وحفظ وتلاوة القران في حلقات الذكر في بيوت الله أحلى وأطيب.
احتفالات الجزائر
بالنسبة للجزائريين، فتحرص الكثير من العائلات على التجمع مع إعداد أكلات خاصة، وتعتبر وجبة الشخشوخة من الأكلات المشهورة في الجزائر، وهي من ضمن الوجبات الخاصة بمناسبات الأفراح والأعياد. ويتم تحضير الشخشوخة بعجينة من القمح اللين والملح والماء، تخلط المقادير بشكل جيد إلى أن تتشكل عجينة متماسكة ويتم ترقيق سُمكها وتقطيعها لأشكال صغيرة، ثم يفرغ المرق والخضار واللحم فوقها.
عادة "الدارس"
ومن العادات المتوارثة لدى العائلات الجزائرية عادة "الدارس"، حيث يتم وضع طفل صغير في صحن كبير وغمره من طرف كبير العائلة (الجدة) بمختلف أنواع الحلويات كفأل خير مع دخول السنة الهجرية الجديدة، ويتم توزيع تك الحلويات على كل أفراد العائلة في أجواء مميزة.
على عكس محافظات الشرق الجزائري، يحتفي الجزائريون في غرب البلاد وجنوبها بطبق الكسكسي التقليدي الذي يُصنع من طحين القمح ويتم تشكيله حبيبات صغيرة، حيث يطبخ بالبخار ويضاف إليه اللحم والمرق.
والكسكسي من الوجبات الرئيسية المعروفة منذ القدم، وهناك عائلات تداوم على طبخه أسبوعيا ليوافق كل يوم جمعة، مثلما تفعل السيدة سهيلة التي أكدت لـ"العربية.نت" أنها تجتهد في الاحتفال بكل المناسبات الدينية بتحضير الأطباق التقليدية التي تجمع العائلة.
وبالنسبة لسكان العاصمة الجزائرية وضواحيها، تعتبر "الرشتة" من أشهر الأطباق الشعبية وأشهاها، ويتم تحضيرها في البيت احتفاءً بالمناسبات الدينية.
كسوة الكعبة
وبالتزامن مع بداية العام الجديد ؛ وقامت الهيئة العامة لإدارة شؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، ممثلة في مجمع الملك عبد العزيز لكسوة الكعبة المشرفة، فك المذهبات، وفك الصمديات والقناديل والحُليّ المثبتة فى الكسوة، وإنزال الكسوة القديمة والتى يبلغ طوالها (6.35)، وعرضها (3.33)، وإكسائها بالكسوة الجديدة، فى عادة متواصلة منذ 100 عام، إذ إن الكسوة الجديدة في طريقها إلى المسجد الحرام.
ويشرف فريق سعودي خبير ومدرب ومؤهل علميًا وعمليًا على أعمال الفك ومراحل تغيير كسوة الكعبة الأساسية الامتدادات في رفع الكسوة القديمة، وفك المذهبات، وسدال الكسوة الجديدة.
تلك الكسوة الفاخرة ذات الخط العربي المتقن بخيوط الذهب والحرير، والتى تتجدد سنويًا، في تقليد راسخ يجسد تعظيم البيت العتيق، وتشارك فيه فرق متخصصة تعمل بإشراف مباشر من الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، التي تواظب على الحفاظ على قدسية المشهد وروعة التنظيم.
احتفالات تونس
يحرص التونسيون على تبادل الزيارات للحفاظ على صلة الرحم، بجانب انتعاش التجارة في تلك المناسبة.
كما يحيي التونسيون تلك الذكرى بطرق مختلفة ؛ حيث يقدمون على الموائد المسلوق والفواكه الجافة وعرائس من الحلوى.
وفى الأول من هذه السنة تتعطل جميع الأنشطة بالإدارات وبقية المجالات. حيث يتجمع القرويون والقرويات لذبح الخراف ويعدون الكسكسي بالقديد أو العصيدة الحارة بالبيض وطبق الملوخية، بجانب تجمع الأطفال حول نار موقد لشواء البيض وسماع صوت فرقعته.وقد دأب النساء المسنات على استعمال الحنة والتبرك بها بوضعها على شعورهن وأيديهن. وتشترك المدن التونسية في مظاهر الاحتفال بتلك المناسبة إلا في مدينة نابل بالوجه القبلي فيتم الاحتفال بهذه المناسبة بتقديم الكسكسي والعصبان المجفف المزين بالبيض
Trending Plus