عمر مكرم.. علاقة متقلبة مع محمد على باشا ونفى بسبب الضرائب

تحل، اليوم، ذكرى مجىء الزعيم المصرى الشهير عمر مكرم من أسيوط إلى القاهرة، وقد ولد فى أسيوط سنة 1750، وتعلم فى الأزهر الشريف ولى نقابة الأشراف فى مصر سنة 1793، وقاوم الفرنسيين فى ثورة القاهرة الثانية سنة 1800 وكان له دور فى تولية محمد على شئون البلاد، حيث قام هو وكبار رجال الدين المسلمين بخلع خورشيد باشا في مايو سنة 1805.
غير أن العلاقة بين عمر مكرم ومحمد على باشا لم تسر في اتجاه واحد فقد بدأت التقلبات بعد سنوات قليلة حتى وصلت إلى العداوة بين الرجلين، حيث يقول سلامة موسى في كتاب الثورات: عندما فرض محمد علي الضرائب على الشعب، عمد كثير من الأعيان والعامة إلى بيت عمر مكرم وهتفوا به؛ لأنه هو الزعيم المختار، وطلبوا منه مشافهة محمد علي في إلغاء الضرائب، وقصد عمر مكرم إلى محمد علي وأوضح له العهد السابق الذي تعهد فيه مراد وإبراهيم بالعدل والحق، ولكن محمد علي لم يبال.
وكان محمد علي لا يزال يخشى سلطان الدولة العثمانية، فلما طولب بحساب الدولة، الميزانية، احتاج إلى أن يستشهد بعمر مكرم، فدعاه كي يوقع على الحساب الذي سيرسل إلى الآستانة، ولكن عمر مكرم رفض التوقيع.
وكان هناك ديوان قد ألفه نابليون من أعيان الشعب وعلماء الأزهر للاستشارة، ولكن محمد علي ألغاه وعرف عمر مكرم كما عرف محمد علي أن كليهما عدو للآخر.
وعندئذ أمر محمد علي بحرمان عمر مكرم من نقابة الأشراف، ثم أمر بنفيه إلى دمياط، حيث بقي تسع سنوات، عاد بعدها إلى القاهرة، ولكنه لم يلبث قليلًا حتى نفي إلى طنطا حيث مات بعد شهور.
وهكذا خلا الجو لمحمد علي ومعه جيش، وليس أمامه مماليك يقاومونه.
Trending Plus