عودة الألغام تثير الرعب فى أوروبا.. 5 دول من الناتو تجهز" ستار حديدي" جديد ضد موسكو.. تخطط لزرع الملايين من الألغام الأرضية على الحدود.. تعلن الانسحاب من اتفاقية تحظر استخدامها.. ماذا تعرف عن "اوتاوا"؟

تنتاب أوروبا حالة من القلق والتوتر بسبب تخطيط 5 دول فى الناتو لزرع ملايين الألغام المضادة للأفراد المحظورة دوليا على حدودها مع روسيا وبيلاروسيا، فى الوقت الذى قتلت فيه الألغام الأرضية ما لايقل عن 2000 شخص حول العالم فى عام 2023، وذلك بانسحابها من اتفاقية "اوتاوا".
وأشارت صحيفة 20 مينوتوس الإسبانية فى تقرير لها إلى أن الدول الخمس هي فنلندا وإستونيا وليتوانيا ولاتفيا وبولندا، التي انسحبت من اتفاقية أوتاوا لعام 1997 التي تحظر استخدام الألغام الأرضية المضادة للأفراد، وأعلنت أنها ستنسحب من الأمم المتحدة في الأيام المقبلة، مما يمنحها حرية التصرف في إنتاج وتخزين ونشر هذه الأنواع من الذخائر قبل نهاية العام، حيث يدرس كبار القادة العسكريين مناطق الغابات والبحيرات في شرق أوروبا التي ستُخزن فيها هذه المتفجرات، وتعتبر ليتوانيا هي الدولة الأكثر حساسية في هذا الصدد، إذ يتعين عليها حماية حدودين حساستين، إحداهما مع بيلاروسيا شرقًا والأخرى مع جيب كالينينجراد الروسي غربًا، واللتان تمتدان معًا لمسافة 725 كيلومترًا تقريبًا.
لكن بالنسبة للسكان الليتوانيين، فإن زرع الألغام يُثير قلقهم بقدر ما يُثيره التهديد الروسي المزعوم، إن لم يكن أكثر. قال أحد السكان، الذي أعرب عن قلقه إزاء عدم قدرتهم على الذهاب بحرية إلى الغابة بسبب زرع هذه العبوات الناسفة: "قد يكون ذلك مفيدًا للدفاع، لكنه ليس جيدًا للسكان لأن الألغام قد تبقى هناك".
وتشير التقديرات إلى أن ليتوانيا، التي تخطط لإنفاق 5.5% من ناتجها المحلي الإجمالي على الدفاع، استثمرت حوالي 930 مليون دولار أمريكي في تصنيع الألغام الأرضية والألغام المضادة للدبابات والألغام المضادة للأفراد. وأوضح وزير الدفاع السابق لوريناس كاسيوناس أن هذه الذخائر ستُخزن بالقرب من الحدود مع روسيا وبيلاروسيا، وسيتم نشرها في حالة حدوث أزمة.
وأكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنها "قلقة للغاية" إزاء قرار هذه الدول الخمس الأعضاء في حلف شمال الأطلسي. وصرحت كوردولا دروجي، المديرة القانونية باللجنة الدولية للصليب الأحمر، قائلةً: "إن إعادة استخدام هذه الأسلحة المروعة ستكون انتكاسة مقلقة للغاية"، مؤكدةً أن "الألغام المضادة للأفراد ذات فائدة عسكرية محدودة، ولكن لها عواقب إنسانية مدمرة".
في عام 2023، قتلت الألغام الأرضية ما لا يقل عن 2000 شخص حول العالم. وكان 84% من الضحايا من المدنيين، وكان طفلًا من كل أربعة منهم. ولا تزال هذه الأسلحة تشكل تهديداً خطيراً لدول مثل أنجولا، وكمبوديا، وأفغانستان، والبوسنة والهرسك.
ما هي اتفاقية اوتاوا لحظر الألغام الأرضية المضادة للأفراد؟
منذ السبعينيات، برز الاهتمام العالمي بقضية الألغام الأرضية بصورة واضحة، بسبب الآثار الإنسانية المخيفة لها، وجرى التركيز على أنّ الألغام الأرضية تمثل انتهاكا لقواعد القانون الدولي الإنساني.
وتم التوقيع على اتفاقية أوتاوا عام 1997، ودخلت حيز التنفيذ عام 1999.
ويبلغ عدد الدول الأطراف في اتفاقية أوتاوا 164 دولة، بينما لم تنضم البلدان الرئيسة الحائزة على هذه الألغام، وهي الولايات المتحدة والصين وروسيا وباكستان والهند ، وتقضي الاتفاقية بحظر استعمال وتخزين وإنتاج ونقل واستخدام وتسويق الألغام المضادة للأفراد وتدمير الألغام سواء أكانت مخزنة أم مزروعة في الأرض.
ولا تشمل الاتفاقية الألغام المضادة للمركبات والدبابات، أو الأجهزة المتفجرة التي يتمّ التحكم فيها عن بعد.
وتُلزم معاهدة أوتاوا الدول بإزالة التهديد الذي تمثله الألغام المزروعة في الأرض، ومساعدة ضحايا الألغام، وتوعية السكان المدنيين بمخاطر الألغام المضادة للأفراد.
والعام الماضي، أوضح تقرير لمنظمة مراقبة الألغام الأرضية أنّ الألغام الأرضية استُخدمت بشكل نشط في عامي 2023 و2024، من قبل روسيا وميانمار وإيران وكوريا الشمالية.
Trending Plus