إبادة الفلسطينيين.. نفاق المجتمع الدولى

تستمر جرائم الإبادة الجماعية ضد أبناء الشعب الفلسطينى فى غزة مع تكثيف الاحتلال الإسرائيلى فى استهداف النازحين والأماكن التى يزعم أنها آمنة فى القطاع، فضلا عن تكثيف الهجمات على المستشفيات فى شمال وجنوب غزة، مما أدى لخروج عدد كبير منها عن الخدمة مع الحاجة إلى معدات ومستلزمات عاجلة لإنقاذ حياة المرضى.
إسرائيل دمرت خلال الحرب على غزة القطاع الصحى وقتلت أكثر من 56 ألف فلسطينى وأصابت 150 ألف آخرين ومئات المفقودين، الأعداد المروعة من الوفيات والإصابات تكشف مدى ازدواجية المعايير التى يتعامل بها المجتمع الدولى وسط صمت أمريكى وغربى مخز على الجرائم البشعة التى ترتكبها دولة الإرهاب الإسرائيلية التى تتبع استراتيجية التدمير المنهجى لكل جانب ضرورى لاستمرار الحياة فى غزة سواء مستشفيات أو مدارس أو أراضى صالحة للزراعة، يأتى كل ذلك فى إطار التدمير المنهجى للفلسطينيين لإبادتهم والقضاء على كل سبل الحياة فى غزة.
لم تكتف دولة الإرهاب الإسرائيلى بالإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين بالقصف والتدمير والتشريد إنما لجأت أيضا إلى الخطاب العنيف المناهض للفلسطينيين، والذى يصور الشعب الفلسطينى بأكمله فى غزة باعتبارهم أعداء يجب القضاء عليهم واقتلاعهم من أرضهم بالقوة، وانتشر هذا الفكر المتطرف فى كل شرائح المجتمع الإسرائيلى.
تعد دعوات الإبادة العنيفة الصادرة عن كبار المسؤولين الإسرائيليين من ذوى السلطة القيادية والموجهة جنود الاحتلال العاملين على الأرض بمثابة دليل دامغ على التشجيع الصريح والعلنى لارتكاب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطينى الأعزل.
ورصدت الأمم المتحدة أفعال القيادة التنفيذية والعسكرية والجنود الإسرائيليين شوهوا بشكل متعمد القواعد الأساسية للقانون الدولى الإنسانى: التمييز «بين الأهداف العسكرية والمدنية» والتناسب «فى الرد العسكرى» واتخاذ الإجراءات الاحترازية- فى محاولة لإضفاء الشرعية على عنف الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطينى.
وحث خبراء أمميون من دول العالم على الإسراع فى تجنب «الهاوية الأخلاقية التى ننزلق إليها»، وعلى «ضرورة أن تتحرك الدول لوضع حد للإبادة الجماعية الجارية وتفكيك نظام الفصل العنصرى، وضمان مستقبل يعيش فيه الفلسطينيون والإسرائيليون جنبا إلى جنب بحرية وكرامة».
وذكرت لجنة الأمم المتحدة الخاصة للتحقيق فى الممارسات الإسرائيلية، أن «حرب إسرائيل فى غزة تتوافق مع خصائص الإبادة الجماعية مع سقوط أعداد كبيرة من القتلى والجرحى والظروف المهددة للحياة المفروضة عمدا على الفلسطينيين هناك»، مؤكدة أن استخدام الجيش الإسرائيلى للاستهداف المدعوم بالذكاء الاصطناعى بحد أدنى من الإشراف البشرى، مع القنابل الثقيلة، يكشف مدى تجاهل إسرائيل لالتزامها بالتمييز بين المدنيين والمقاتلين واتخاذ الضمانات الكافية لمنع وقوع قتلى من السكان المدنيين.
ورغم الجرائم البشعة التى ترتكب ضد الفلسطينيين يواصل المجتمع الدولى نفاقه بتبرير العمليات العسكرية للاحتلال الإسرائيلى، وهو ما يهدد بتوسيع رقعة الصراع فى الإقليم وسعى الشعب الفلسطينى لانتزاع حقه بالقوة طالما أن المنظومة الدولية تتجاهل مطالبه العادلة بإقامة دولته المستقلة وإنهاء الاحتلال الإسرائيلى وفق القرارات الأممية الصادرة بالخصوص.
Trending Plus