اكتشافات تكتب التاريخ من جديد.. تفاصيل سلسلة نجاحات مشروع حفائر البعثة المصرية بطريق الكباش.. الحفائر تكشف سور ضخم يعود للملك "من خبر رع".. وورش تمثل منطقة صناعية وأفران صناعة تماثيل البرونز.. صور

الحفائر والعمل على طريق الكباش بمدينة الأقصر

الأقصر – أحمد مرعى

الجمعة، 27 يونيو 2025 09:00 ص

◄ الحفائر تمت في منطقة نجع أبو عصبة بمساحة 5 أفدنة عقب إزالة 300 منزل أعلاها

◄ اكتشاف مجموعة تماثيل برونزية وتمائم وعملات وورش لصناعة الجعة

مشروع أثرى مميز يتم على أرض طريق الكباش الفرعونى بين معابد الكرنك ومعبد الأقصر بطول 2700 متر، وهو طريق الإحتفالات الكبرى الذي كان يخرج فيه ملوك وملكات مصر القديمة على مر العصور بمشاهد عظيمة، حيث يتم العمل في موقع حفائر نجع أبو عصبة على طريق الكباش بمدينة الأقصر، ضمن خطط إحياء طريق الكباش التاريخي.

وفى هذا الصدد "حصل اليوم السابع" على تفاصيل سلسلة نجاحات مشروع حفائر البعثة المصرية في موسم 2025 على طريق الكباش، حيث أن تلك البعثة تابعة للمجلس الأعلي للآثار المصرية، وتعمل في نجع أبو عصبة إلي الجنوب من حرم معبد آمون بالكرنك- وهي المنطقة المحصورة بين الصرح العاشر شرقاً، وطريق كباش معبد خنسو غرباً منها، والتي تعتبر جزءاً هاماً من منطقة المواكب الكبري وإحتفالات أعياد الأوبت، وتبلغ مساحتها حوالي 5 أفدنة تقريباً، وكان يشغل هذه المنطقة (نجع أبو عصبة) مجموعة كبيرة من المنازل والتي بلغت أكثر من 300منزل، حيث قام المجلس للأعلي المصرية بالتعاون مع محافظة الأقصر بتعويض أهالي، وأصحاب هذه المنازل بنجع أبو عصبة- فهي تمثل القطاع الخامس والأخير من قطاعات مشروع طريق الكباش الشهير بالأقصر, وبعد ذلك تمت عملية إزالة هذه المنازل في عام 2019م- وبعدها تمت عملية ضم هذه المنطقة إلي منطقة معابد الكرنك.

وتعتبر تلك البعثة هي مصرية خالصة تابعة للمجلس الأعلي للآثار المصرية، حيث يترأس هذه البعثة الدكتور عبد الغفار وجدي مدير عام أثار الأقصر، وأعضائها كل من صلاح الماسخ مدير الموقع، والدكتور عبد الحكيم أحمد البدري مدير الترميم بالبعثة، وناهد أحمد محمود وخديجة أحمد علي وأسامة محمد مصطفي ومحمد بدوي محمد وأحمد حسان، والمصورين: كريمة الضوي وأحمد الروبي.

وقد أسفرت أعمال المصرية البعثة حتي الآن إلي الكشف عن سور ضخم من الطوب اللبن يرجع تأريخه إلي عهد الملك (من خبر رع) أحد ملوك الأسرة ال 21، وهو سور مبني من قوالب الطوب الطوب اللبن الذي ختم كل قالب فيه بأسم الملك( من خبر رع) مع أسم زوجته (إيست مخب) بداخل طغراء (مربع) وليس خرطوش، كما تم الكشف عن بواية من الحجر الرملي في قلب هذا السور اللبن.

كما تم العثور علي بعض الورش المختلفة والتي توضح وظيفة المنطقة في فترات زمنية مختلفة وهذه الورش تمثل منطقة صناعية, حيث تم الكشف عن ورش أو أفران صناعة تماثيل البرونز، حيث تم العثور علي مجموعة من التماثيل الأوزويريه مصنوعة من البرونز مختلفة الأحجام، بالإضافة بعض العملات والتمائم، كما تم العثور علي ورشة كبيرة لصناعة الجعة، وفي بعض المباني تم العثور علي قوالب من الطوب الأحمر تحمل أسم الملك(من خبر رع ) وزوجتة (إبست مخب) ولكن داخل خرطوش هذه المرة، بالإضافة إلي العثور علي العديد من اللقي الأثرية المختلفة.

وخلال الفترة الماضية استقبلت منطقة آثار الكرنك وطريق الكباش بمدينة الأقصر، سلسلة زيارات من الدكتور محمد إسماعيل خالد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، برفقة الدكتور محمد عبد البديع رئيس قطاع الآثار المصرية، والدكتور هاني الطيب مدير عام اللجنة الدائمة بالمجلس الأعلي للآثار المصرية، لمتابعة العمل في حفائر نجع أبو عصبة، حيث إنه خلال جولة الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار والوفد المرافق لهم، قدم لهم صلاح الماسخ مدير بمعابد الكرنك، شرح وافى لتفاصيل العمل في موقع حفائر نجع أبو عصبة على طريق الكباش بمدينة الأقصر، وآخر ما توصلت إليه المرحلة الثانية من إحياء طريق الكباش التاريخي الذي يربط بين معابد الكرنك ومعبد الأقصر.

ويعتبر طريق الكباش الفرعوني سحر من تاريخ الحضارة الفرعونية المتواجدة في قلب مدينة الاقصر حتي يومنا هذا منذ آلاف السنين، فهو عبارة عن طريق إحتفالات تاريخي يضم تماثيل أبو الهول أو الكباش بطول 2700 متر من معبد الأقصر لمعبد الكرنك، وكان في العصور الفرعونية عدد الكباش في الصفين 1300 كبش ما بين كل كبش وكبش 4 أمتار، وطول الكبش الواحد حوالي 2.50 متر، والموجود حالياً من كافة تلك الكباش الـ1300 لا يزيد عن 300 كبش فقط من الكباش الأصلية، وباقي الكباش عبارة عن بقايا وتدمرت في العصور التي أعقبت العصور الفرعونية، كما قام الأهالي قديماً بالتعدي علي المناطق الآثرية والإهمال خلال السنوات السابقة، حيث أخذ العشرات من الأهالي الكتل والكباش وأقاموا عليها المنازل وجعلوها أساس حجري لمنازلهم، كما كان يزين الطريق بين كل كبش وآخر دائرة مزروع بها زهور ومربوطة بقنوات مياة لري الزهور.

وبدأ بناء هذا الطريق على يد الملك أمنحتب الثالث، الذي بدأ تشييد معبد الأقصر، ولكن النصيب الأكبر من التنفيذ يرجع إلى الملك نختنبو الأول، مؤسس الأسرة الثلاثين الفرعونية آخرأسرات عصر الفراعنة، ويبلغ طول الطريق2,72 كم، وعرضه 700 متر، ويصطف على جانبيه 1200 تمثال، نُحت كل منها من كتلة واحدة من الحجر الرملي، وأقيمت على هيئتين؛ الأولى تتخذ شكل جسم الأسد ورأس الإنسان، باعتبار الأسد أحد رموز إله الشمس، أما الهيئة الثانية فكانت على شكل جسم كبش، ورأس كبش، وهو رمز من رموز الإله خنوم،إله الخصوبة في الديانة المصرية القديمة، الذي قدسوه باعتباره الإله الخالق للبشرية كلها.