المشروعات القومية.. إنجازات مستدامة

فلسفة العطاء تقوم في الأصل على تحمل المسئولية، وبذل الجهود تلو الأخرى، دون توقف مع إرادة، وعزيمة تمكن من يتولى زمام الأمور أن يبلغ غايته، التي يرتأى أنها تحقق التقدم، والازدهار، والرقي يشعر الجميع بالرضا، ويزيد من حالة الاصطفاف، والتكاتف واللحمة، ويسهم في استثمار كافة الطاقات، ويخلق مناخًا داعمًا، ترتفع في أرجاءه الروح المعنوية، وتتنامي الآمال، والطموحات، وتتعدد الرؤى نحو صورة مستقبل، يحمل بين طياته الخير للجميع، وهذا ما قد شهدناه في فترة البناء الأولى، التي قادها الرئيس عبد الفتاح السيسي بحرفية، واقتدار، وجرأة وحماسة غير مسبوقة النظير في عمر هذا الوطن الحبيب.
رغم التحديات، والتهديدات، والنوازل، التي مرت علينا في الفترة المنصرمة؛ إلا أن الدولة المصرية غيرت سجل تاريخ الإنسانية وفق أنموذج متفرد، قام على ماهية إثبات الوجود، والرغبة في الخروج من حالة الثبات، والجمود إلى انطلاقة متسارعة خطفت أنظار العالم نحو بلد كان يعاني من أمراض لا حصر لها، ثم فجأة بدأ يتعافى بقوة، وينهض مستكملًا بناء حضارته؛ فدشنت مشاريع قومية أضافت للدولة أضعاف ما حازته في تاريخها المجيد، وهنا ندين بالفضل لصاحب الإقدام الذي لم يتوقف عند مخططات تسير ببطء؛ فشد الوثاق؛ كي تحرز الدولة إنجازات سوف يسطرها التاريخ بماء من ذهب.
لم أرَ في تاريخ الأبطال شجاعة الإقدام نحو الإعمار، واستتباب الأمن، والاستقرار إلا في مصر البلد الأمين، ولم أرَ إصرار، ومثابرة من أجل تحقيق مصالح الدولة العليا في أزمنة قياسية إلا في عهد الرئيس المغوار صاحب البطولات المتعددة؛ فرغم التشكيك وطوفان الإشاعات، التي لا حصر لها والتي نالت من شخصه، ومن مؤسسات الدولة العظيمة؛ إلا أنه لم يعبأ تجاه هذا كله، وانطلق في طريقه غير ملتفتًا إلى حاقد، أو مغرض، أو مَنْ لديه مآرب، وأجندات؛ لكنه وثق في شعبه، الذي أيد مسيرة العطاء، وتحمل الصعاب من أجل بناء للوطن مستدام تعود ثمرته على أجيال تلو أخرى.
في الماضي كنا نطالع استراتيجيات للتنمية طموحة؛ لكنها انفصلت عن واقع بصعب وصفه، أو رسمه، والآن نعيش في خضمّ نهضة حقيقية لم نكن نتخيل ما بها من إنجازات مبهرة في شتى ربوع هذا الوطن؛ فقد كنا نحلم أن نصل إلى حالة الاكتفاء؛ لكن طموحاتنا أطاحت بطيف الأحلام المتواضعة، ومضت نحو تطلعات، وطموحات، لا تتوقف إلا عند جودة الحياة بعد بلوغ كرامة العيش، التي تعمل الدولة على تحقيقه بجهود متواصلة، وحثيثة؛ ومن ثم نرى أن التنمية المستدامة في جمهوريتنا الجديدة أضحت واقعًا نرصده في شتى مجالاتها.
الرؤى السديدة، والشجاعة، التي امتلكها قائد المسيرة تسببت في خروجنا من حيز النضال من أجل لقمة العيش إلى الرغبة في تحقيق انتصارات تنموية تنعكس إيجابًا على نهضة الأمة المصرية بصورة عملية؛ فقد تعافت الدولة في العديد من ملفاتها، وأصبحت قبلة للاستثمارات المباشرة في شتى ربوعها، وهنا نثّمن ما تم إنجازه على أرض الكنانة من مشروعات قومية، التي تابعها الرئيس بشخصه، ومازال حريصًا على متابعتها وفق المراحل، والمخططات، التي رسمت لها، وهنا نرفع القبعة لكل من شارك في رسم السيناريوهات، وعضد مسيرة الوطن نحو نهضته المستحقة.
جمال النموذج المصري في صورة الإنجازات المبهرة لمشروعات القومية قد تجلى في دحر أشكال البيروقراطية، التي تؤدي إلى طرق مسدودة؛ حيث ذلل الرئيس كافة العقبات التي تحد من مقدرة الإنتاجية، وتحقيق الغايات المنشودة؛ فقدم النصح، والدعم المادي، والمعنوي؛ فصارت الطريق ممهدة نحو النهضة، التي تعد في مجملها ضربًا من الإعجاز؛ لكن الإخلاص، والشرف، ومحبة الوطن غير المشروطة، وحسن النوايا كانت من العوامل الرئيسة في تحقيق نجاحات، لا يتصورها العقل البشريّ، وما كان للمنطق أن يتوصل إليها بحساباته المتعارف عليها لدينا.
سيظل شعب مصر العظيم البطل أيقونة للنجاح؛ فقد تحمل، ودعم، ولم يكلّ، أو يملّ رغم صعوبة المرحلة، التي نمر بها؛ لأنه امتلك ماهية الوعي الصحيح نحو بناء الوطن، كيف لا؟ وهو صاحب الملاحم الكبرى في تاريخ البشرية؛ ومن ثم أكرمنا الله - عزوجل- بقائد صاحب حكمة، ورشد؛ ليعلي من شأن هذا الوطن، ويرفع مع المخلصين من رجاله الراية عالية خفاقة.. ودي ومحبتي لوطني وللجميع.
____
أستاذ ورئيس قسم المناهج وطرق التدريس
كلية التربية بنين بالقاهرة جامعة الأزهر
Trending Plus