حكايات الدم والموت فى مستشفيات غزة.. «اليوم السابع» يوثق شهادات صادمة لأطباء ووفود أجنبية حول مجازر الإبادة الجماعية للفلسطينيين: مشاهد مروعة لا يتحملها عقل.. جرحى غزة يحتاجون إلى معجزة للبقاء على قيد الحياة

الأطباء فى غزة
الأطباء فى غزة
تحقيق - أحمد جمعة

- رئيس الطاقم الطبى النرويجى الدكتور جير أندرسون: أميل لاستراتيجية البقاء حينما أكون محاطا بالحرب والبؤس
 

- الطبيبة البريطانية  فيكتوريا روز: مشاهد مروعة لا يتحملها عقل.. ومشاعر صعبة وقاسية للغاية تلاحقنى نتيجة معاناة الأطفال والنساء فى القطاع

- جراح ماليزى: إبادة جماعية تمارس ضد الفلسطينيين.. طبيب فرنسى لـ«اليوم السابع»: جرحى غزة يحتاجون إلى معجزة للبقاء على قيد الحياة.. طبيب فلسطينى: نعيش أقسى المحطات الإنسانية فى التاريخ المعاصر.. ومدير «الشفاء الطبى»: الأطباء يضطرون لاختيار حالات يتم علاجها وأخرى تنتظر الموت
 

«نحن مستعدون للتوقيع على أى وثائق بتحملنا مسؤولية بتر قدم ابنتنا حتى لا تفقد حياتها فى ظل الظروف الصحية الكارثية.. أحب على يديك دكتور أن تبتر قدمها سريعا كى لا أفقد كل أبنائى فى هذه الحرب اللعينة».. بكلمات مرتعشة ونظرات حائرة طالبت الأم الفلسطينية أم يزن طبيبا فى استقبال أحد مستشفيات غزة ببتر ابنتها «دارين» التى أصيبت فى قدمها اليمنى إثر سقوط صاروخ إسرائيلى على منزلهم فى شمال القطاع.


صرخات تدوى فى أرجاء الشوارع داخل غزة.. ركام لمستشفيات تحولت لأطلال.. أنين مصابين مع ندرة الأدوية المخدرة والمسكنة.. أجسام محترقة وأشلاء متناثرة.. أطباء عاجزون عن أداء واجبهم تجاه عشرات المرضى نتيجة نقص الأدوية الطبية.. هذا توصيف بسيط للوضع داخل مستشفيات غزة التى استهدفها جيش الاحتلال الإسرائيلى على مدار عام ونصف العام تقريبا.


وسط معاناة سكان قطاع غزة فى المستشفيات تتعالى صرخات وشهادات الأطقم الطبية الأجنبية التى دخلت القطاع، للمساعدة فى علاج المصابين والحالات التى تحتاج تدخلات جراحية عاجلة، هذه الشهادات التى توثقها «اليوم السابع» فى هذا التقرير هى شهادات للتاريخ نسجلها ليتابع العالم الجرائم المتواصلة التى يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلى ضد الفلسطينيين المدنيين العزل.

WhatsApp-Image-2025-06-25-at-12.30.49-PM
المستشفيات

توثق «اليوم السابع» شهادات ميدانية توصف ما يحدث داخل المستشفيات حيث تُجرى عمليات دون تخدير وأمهات تحتضن أطراف أطفالهن الذين لفظوا أنفاسهم الأخيرة داخل أروقة المستشفيات.


وخلال زيارات عاجلة نظمتها منظمات دولية، منها أطباء بلا حدود، اللجنة الدولية للصليب الأحمر، منظمة الصحة العالمية، وأطباء متطوعون للعمل داخل مستشفيات غزة، تحدّث الأطباء الأجانب عن مشاهد تفوق التصور داخل مستشفيات قطاع غزة.

 

شهادة مسؤول الفريق الطبى النرويجى
 

ويقول الطبيب المعروف جير أندرسون مسؤول الفريق الطبى النرويجى فى غزة إنه تمكن من زيارة القطاع أكثر من 20 مرة خلال مسيرات العودة وأربع مرات خلال الحرب الحالية، مؤكدا أنه يخطط للعودة مجددا إلى القطاع فى شهر سبتمبر المقبل، لافتا إلى أن دخولهم تم عبر منظمة الصحة العالمية عبر معبر رفح البرى وانتقل الفريق النرويجى من جنوب غزة إلى شمالها ووصل فى أبريل 2024، مؤكدا أن زيارته الأخيرة إلى القطاع تمت فى فبراير الماضى وتحديدا لمستشفى العودة لمدة 24 ساعة لزيارة مدير المستشفى الدكتور محمد صالحة.

WhatsApp-Image-2025-06-25-at-12.30.45-PM
الاطباء

ولفت رئيس الفريق النرويجى، أن فريقه تمكن من إجراء العديد من العمليات فى ظل تحديات رئيسية تتمثل فى نقص المعدات وقلة سعة المستشفى، مضيفا: كنا نحضر طعامنا معنا، لكن العديد من السكان المحليين لم يكن لديهم ما يكفى من الطعام، ورغم قلة الطعام لديهم، إلا أنهم أرادوا مشاركتنا طعامهم».


يذكر أن مستشفى العودة فى شمال قطاع غزة قد عمل بشكل مستمر لأكثر من 600 يوم بدون توقف رغم تصاعد الهجوم الإسرائيلى إلا أن الأطقم الطبية أجبرت على ترك المستشفى خلال الأسابيع الماضية بعد تهديد إسرائيل بقصف المستشفى بشكل كامل وقيامها بقصف فى محيطها، مما شكل تهديدا حقيقيا على حياة الأطقم الطبية والمرضى الذين نزحوا فى مشهد جماعى حزين إلى وسط القطاع.


وعن أكثر المشاهد تأثيرا فى مستشفى العودة خلال عمله، أكد رئيس الفريق الطبى النرويج أنه يحاول دائما التركيز على التجارب الإيجابية، وأميل إلى تجاهل أسوأ الذكريات، موضحا أن هذه هى استراتيجية البقاء التى يتبعها عندما يكون محاطًا بالحرب والبؤس.


«لا استطع التوقف عن التفكير فى الدكتور محمد عبيد الذى كان طبيب العظام الوحيد فى غزة الذى عمل ليل نهار ودائما مبتسما فى خدمة المرضى منذ 7 أكتوبر 2023» تحدث الطبيب النرويجى بنبرة حزب عن الطبيب محمد عبيد الذى اعتقله الجيش الإسرائيلى فى 31 أكتوبر الماضى أثناء عمله، وتابع بالقول: الدكتور عبيد كان زميلًا شجاعًا ومخلصًا، وأنا قلقٌ للغاية على مصيره.

مجمع ناصر الطبي
مجمع ناصر الطبي


وكشف تقرير صادر عن جمعيات طبية فلسطينية عن اعتقال واختفاء 180 من العاملين فى مجال الرعاية بغزة، وتعانى الأطقم الصحة الفلسطينية داخل السجون الإسرائيلية بشكل كبير وقد أعربت منظمة الصحة العالمية عن قلقها العميق بشأن سلامتهم ورفاهيتهم.


وأعرب رئيس الفريق الطبى النرويجى عن حزنه الشديد على الطبيب عدنان البرش الذى اعتُقل أثناء عمله وتوفى بعد أربعة أشهر فى السجن فى أبريل 2024.


وعن لحظات الأمل داخل غزة، أشار إلى تسجيله لبعض اللحظات الأكثر قوة عندما يشهد عملية ولادة قيصرية ويرى حياة جديدة تنبثق رغم كل اليأس والمستقبل المظلم، أو عندما قابلت أطفالاً ابتسموا وضحكوا حتى أثناء حمل مثل هذا العبء الثقيل.


ويعمل الطاقم الطبى النرويجى ضمن منظمة نورواك وهى منظمة نرويجية غير حكومية تعمل فى مجال المساعدات الإنسانية، وتحديداً فى مجال الصحة فى الشرق الأوسط. تهدف المنظمة إلى تقديم المساعدة والدعم للمحتاجين فى هذا المجال، مع التركيز على مبادئ العمل الإنسانى والأخلاقيات الطبية، مثل الحياد والخدمة حسب الحاجة بغض النظر عن العرق أو الدين أو الانتماء السياسى.

 

طبيبة بريطانية: كل مرة أعود إلى غزة أجد الوضع أسوأ
 

تقول الطبيبة البريطانية فيكتوريا روز، وهى طبيبة مختصة فى قسم جراحة التجميل، إنها قدمت مرات عديدة إلى قطاع غزة، مع العلم أنها ستغادر القطاع قريبا: «فى كل مرة أعود إلى غزة أجد الوضع أسوأ، رأيت مشاهد مروعة لا يتحملها عقل، كل مرة أخرج من غزة أبكى بحرقة، وأخشى ألا أعود لأراهم مجددًا، الأطباء هنا أبطال بحق».

د.victoria-rose أخصائية جراحة تجميل
د.victoria-rose أخصائية جراحة تجميل


وتؤكد الطبيبة البريطانية التى فى مجمع ناصر الطبى بغزة لـ«غزة» أنها فى كل مرة ترى مزيد من المشاهد المروعة التى لا يتخيلها عقل أى إنسان، مضيفة: فى كل مرة أرى أطفالا ونساء مصابين، أسأل نفسى لماذا يحدث هذا، هل تستطع أن تتحمل أمهات العالم وهم يرون أطفالهم مصابين؟، هل كل هذه المشاهد لم تحرك الضمائر الحية فى هذا العالم على ما يرونه ويشاهدونه؟.


وتضيف الطبيبة البريطانية: أحكى لكم وأنا من قلب الحدث، الأمور هنا سيئة للغاية بشكل لا يستطيع الإنسان أن يصفها وأن يتحملها، تغمرنى مشاعر صعبة وقاسية للغاية على ما يعانيه الأطفال والنساء فى قطاع غزة.. فى كل مرة أنهار باكية على ما يحدث وعندما أخرج من القطاع أودع الأطباء وأنهار بالبكاء بشكل كبير لأنى لا أعلم هل سأعود مرة أخرى إلى غزة وهل سأراهم جميعا أم لا.. حقا الأطباء داخل قطاع غزة ماهرون جدا ويتقنون عملهم ويفعلون المستحيل لإنقاذ المرضى ويفعلون كل شىء.. تحية إجلال وتقدير لهم.

 

الجراح الماليزى: القطاع الصحى يعانى من نقص شديد
 

أما الجراح الماليزى أشوك كانان الذى يعمل مع منظمة أطباء بلا حدود وعمل فى مناطق عديدة حول العالم وهو طبيب متخصص فى الجراحة العامة، أكد أنه لم يشهد طيلة مسيرته حالات مثل هذه الحالات والإصابات التى شاهدها فى مستشفيات قطاع غزة.

 

وأكد الجراح الماليزى فى تصريحات لـ«اليوم السابع» أنه لم أر الإصابات وطبيعة الإصابات والأعداد الكبيرة للإصابات التى تصل مستشفيات غزة، مشيرا إلى أن القطاع الصحى داخل غزة يعانى من نقص حاد وشديد فى المعدات الطبية اللازمة للعمليات الجراحية، مضيفا: حقا هذه إبادة تمارس بشكل كبير تجاه الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة ولا يمكن تحمل هذه المشاهد المروعة التى لا يتحملها أى إنسان حر فى العالم.


ووجه الجراح الماليزى رسالة إلى العالم قائلا: أوقفوا هذه الإبادة بكل الطرق المتاحة وسارعوا بإنقاذ ما تبقى من المستشفيات فالوضع الصحى لا يحتمل المزيد ويجب عليكم دعمه بكل الطرق المتاحة».


ومن داخل غرف العمليات، تحدث طبيب التخدير الماليزى، زول رايمى الذى وصل غزة رفقة وفد طبى ماليزى أنه على مدار عمله فى مستشفيات ماليزيا لم ير هذا الكم من الإصابات فى حياته، مؤكدا أن عدد الإصابات التى تصل مستشفيات غزة كبير جدًا، ولا تتوفر الأدوية المخدرة لإجراء العمليات، مما يضطر الأطقم الطبية لإجراء بعض العمليات الجراحية دون تخدير كامل.


وأضاف الطبيب الماليزى: غرف العمليات مليئة بالمصابين، والجراحون يعملون بلا توقف، عملية تلو الأخرى، ليلًا ونهارًا، بأدوات محدودة وظروف بالغة الصعوبة.. ما أراه هنا يفوق الوصف، حجم الدمار الصحى هائل، والأطباء الفلسطينيون يواصلون عملهم بإصرار استثنائى، الوضع الصحى كارثى ويستدعى تدخلًا فوريًا من منظمات الصحة العالمية».

 

طبيب فرنسى: الجرحى يحتاجون إلى معجزة للبقاء على قيد الحياة
 

فيما تحدث الطبيب الفرنسى جان بول دوفور عن المشاهد الصعبة التى شاهدها فى مستشفيات غزة ومنها طفلة بترت ساقها دون تخدير كامل، مشيرا إلى أن عدد من الجرحى فى غزة يحتاجون إلى معجزة للبقاء على قيد الحياة، والأدوات غير موجودة.


وأضاف الطبيب الفرنسى خلال حديثه لـ«اليوم السابع»: رأيت طفلة بعمر 5 سنوات تخضع لعملية بتر دون وجود مخدر كافٍ، فالمستشفى بلا ماء أو كهرباء أو أدوية، وهذا تجاوز كل حدود الإنسانية.

WhatsApp-Image-2025-06-25-at-12.30.51-PM


أما الممرضة الإسبانية إيزابيل غارسيا، فقالت خلال مؤتمر صحفى فى مدريد بعد عودتها من قطاع غزة، إنه لا يوجد أى مكان آمن فى غزة حتى المستشفيات تُقصف، مؤكدة أن إسرائيل ترتكب جرائم ضد المدنيين أمام أعين العالم، والعالم يلتزم الصمت.

 

الدكتور محمد أبو سخيل: انهيار النظام الصحى
 

فيما وثقت «اليوم السابع» شهادة الطبيب الفلسطينى محمد أبو سخيل، الذى عمل فى مستشفى الشفاء بقطاع غزة بخصوص المجازر التى ترتكب ضد المدنيين، مؤكدا أنه وقف عاجزًا للحظة وسط الصراخ والدماء، متحدثا عن واحدة من أقسى المحطات الإنسانية فى التاريخ المعاصر من جرائم بشعة ترتكبها إسرائيل ضد المدنيين الفلسطينيين.


وأكد الطبيب الفلسطينى خلال متابعته لعمل داخل غرفة الطوارئ أنه فى بداية الحرب كان الوضع الصحى مقبولًا نسبيًا، لكن شيئًا فشيئًا، ومع كثرة الإصابات وتدمير المستشفيات انهار النظام الصحى، مشيرا إلى رؤيته لمشاهد لن تفارقه أبدا، مضيفا: «فى إحدى الليالى، استقبلنا موجة من الإصابات، وفجأة سمعت صراخ امرأة وهى تركض باتجاهى وتصرخ: هل رأيت ابني؟ هل رأيت ابنى؟.. كانت تمسكنى بقوة، تبكى وتصرخ، لا تقول شيئًا سوى تلك الجملة... ولم أعرف من هي، ولا من يكون ابنها وللحظة شعرت بالعجز، لم أعرف كيف أجعلها تهدأ، لم أعرف كيف أُجيب، هذا الموقف حفر بداخلى ألمًا لا يوصف».


وعن المشهد الأكثر رعٍبًا يقول الطبيب الفلسطينى: لحظة قصف المستشفى المعمدانى هو الأصعب رعبا لى فقد كان الانفجار عنيفًا، وقلب كل شىء فى ثوان، قسم الطوارئ أصبح فوضى، صراخ من كل مكان، والجرحى يتساقطون بالعشرات، وقفت للحظة مشلول الفكر لا أعرف من أبدأ به أو ماذا أفعل.. التقطنا أنفاسنا، وبدأنا نعمل بأقصى ما نملك».


واستطرد: فى إحدى الليالى، جاءت فتاة فى العشرين من عمرها، جميلة الوجه ومليئة بالطموح لكنها أصيبت فى الحبل الشوكى، وستفقد القدرة على الحركة إلى الأبد، نظرت فى وجهها، ولم أستطع أن أجد إجابة واحدة لسؤال ظل يتكرر بداخلى: ما ذنبها؟.. مشهد آخر لن أنساه، طفل صغير، هو الناجى الوحيد من عائلته، فقد أمه وأباه وإخوته، وبقى وحده لا يعرف من العالم إلا وجوه الطواقم الطبية. عندما يكبر، كيف سيواجه الحياة؟ بأى ذنب حُرم من كل شىء؟».


ووجه الطبيب الفلسطينى رسالة إلى العالم قائلا: هل تملكون قلوبًا تشعر؟ أوقفوا هذه الإبادة الجماعية بحق شعب أعزل.. أوقفوا المجازر بحق النساء والأطفال، نحن نعمل بما نملك، لكننا ننهار من الداخل، هذه ليست حربًا على مقاتلين، بل على أحلام، وأرواح، وكرامة إنسانية».


من شفاء الجراح إلى جرح الضمير.. كلمات اختلط فيها الطب بالألم، والمهنية بالدموع يتضح حجم الكارثة الصحية والإنسانية فى غزة حيث أصبح الطبيب شاهدًا لا على الجروح فحسب، بل على جريمة ترتكب بحق وطن بأكمله.


الوفود الطبية الأجنبية التى دخلت غزة لم تخفِ غضبها واستياءها، ووجهت اتهامات مباشرة لإسرائيل باستخدام الحصار كسلاح لتدمير القطاع الصحى، مطالبين بتحقيقات دولية عاجلة فى الجرائم التى ارتُكبت ضد الطواقم الطبية والمرضى.
وأصدرت منظمة الصحة العالمية بيانًا قالت فيه إن القطاع الصحى فى غزة على وشك الانهيار التام، واستمرار استهداف المنشآت الطبية يُعدّ جريمة حرب وفقًا للقانون الدولى».


ونشرت وزارة الصحة الفلسطينية فى غزة قائمة بالاحتياجات الطبية العاجلة، والتى تشمل احتياجات أساسية عاجلة منها أدوية التخدير، الجراحة الطارئة، أكياس دم ومشتقاته، أدوية علاج الأورام الغسيل الكلوي، حضانات للأطفال، معدات تعقيم، أسطوانات أكسجين وأجهزة تنفس اصطناعى، مولدات كهربائية ووقود لتشغيلها.


أما الاحتياجات الناقصة كليًا تتمثل فى أدوية الأمراض المزمنة مثل السكرى، الضغط، وأدوية القلب، ولوازم العناية المركزة من محاليل وريدية وتعقيمية، كراسى متحركة، وأطراف صناعية، معدات الأشعة والتصوير الطبى، أدوات ومواد خاصة بجراحة العظام والحروق.

 

مدير مجمع الشفاء الطبى: الأطباء يضطرون لاختيار من يتم علاجه
 

من جانبه، تحدث الدكتور رائد النجار، مدير مجمع الشفاء الطبى لـ«اليوم السابع» عن الصعوبات والتحديات التى تواجه الأطقم الطبية فى غزة، مؤكدا أن الأطباء يضطرون لاختيار من يتم علاجه ومن يترك ينتظر الموت بسبب نقص الإمكانيات وهو أبشع ما قد يواجهه أى طبيب.


وأوضح أن تأثير إغلاق الاحتلال الإسرائيلى للمعابر خنق ممنهج للمستشفيات والمرضى منذ أكثر من 30 يوما، ما أدى إلى منع دخول الشحنات الطبية والوقود، وتعذر خروج الجرحى والمرضى للعلاج بالخارج.


وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية فى غزة أن هناك أكثر من 9,000 مريض بحاجة إلى تحويلات عاجلة للخارج، بينما يواجه الآلاف خطر الوفاة بسبب نقص المعدات.


فيما أوضحت الأمم المتحدة فى بيان سابق لها أن إغلاق المعابر فى ظل هذه الكارثة الصحية يُعد انتهاكًا واضحًا للقانون الدولى الإنسانى، ويهدد حياة المدنيين بشكل مباشر».


يأتى ذلك فى وقتٍ تُسجل فيه آلاف الانتهاكات ضد الطواقم الطبية والمرضى، يقف المجتمع الدولى أمام مفترق طرق إما أن يتحرك لإنقاذ ما تبقى من الأرواح فى غزة، أو يُسجل التاريخ صمته كوصمة عار لا تُغتفر.


الجرائم التى يشهدها القطاع ليست فقط فى ساحات المعارك بل فى غرف العمليات، وبين أنين الأطفال، وصمت الأطباء المنهكين الذين يؤدون واجبهم الإنسانى وسط جحيم مستعر.

 

مدير مستشفى العودة: الأطقم الطبية فى المستشفى لم تنقطع عن العمل لمدة 600 يوم
 

من جانبه، أكد الدكتور محمد صالحة مدير مستشفى العودة فى شمال غزة لـ«اليوم السابع» أن الأطقم الطبية فى المستشفى لم تنقطع عن العمل لمدة 600 يوم، مشيرا إلى دور الأطقم الطبية الأجنبية وتحديدا الطاقم النرويجى الذى تعرض لصدمة بسبب الأعداد الضخمة التى يتعاملون معها يوميا فى غزة والتى كانت توازى مجموع الإصابات التى كانوا يتعاملون معها فى النرويج خلال عام كامل.


وأوضح أن وفود طبية عربية تأتى عن طريق تنسيق منظمة الصحة العالمية وكان آخرهم وفقد من مؤسسات دولية أجروا عمليات معقدة منها الأورام النسائية وغيرها، مشيرا إلى نقص الإمكانيات سواء من الدواء والمستلزمات الطبية والوقود حيث يجرى العمل على مولدات صغيرة كنوع من التحكم لساعات التشغيل مرتبطة بالقدرة التشغيلية، فالمستشفيات تستهلك كميات وقود ضخمة، مضيفا: نحتاج ألف لتر يوميا ويجرى العمل الآن بـ100 لتر يوميا فقط.. نعمل فى ظروف غير إنسانية وصعبة ويتم تشغيل الكهرباء بقسم على حساب الآخر.


وأوضح الطبيب الفلسطينى أنه لا يتوافر أكسجين وتلجأ الأطقم الطبية لأجهزة تنفس يتم وضع كل مريض على التنفس نصف ساعة فقط، مشيرا إلى ندرة بعض التخصصات الطبية ومنها الأوعية الدموية وقد ارتقى عدد كبير من المدنيين نتيجة عدم توافر تخصصات بعينها لتجرى لهم عمليات تنفذ حياتهم، وتابع بالقول: لا يوجد جراح عظام شمال غزة وهو ما تسبب فى معاناة شديدة مع زيادة الإصابات التى تحتاج لجراح عظام.


ووصف الطبيب الفلسطينى الظروف فى شمال غزة بالصعبة فى ظل عدم توافر التخصصات الضرورية فى المستشفى وهناك عمليات نجحت وأخرى كانت صعبة ولم تنجح رغم محاولة إنقاذ حياة الناس.

 

p
التقرير بعدد اليوم السابع

 

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

بسبب دب.. إغلاق مطار فى اليابان وإلغاء 10 رحلات بعد ظهوره على المدرج.. فيديو

زى النهارده.. الأهلى يهزم دمنهور بثنائية ويحتفل بالتتويج بالدوري رقم 16

تعطل القاذفة الشبح الأمريكية بعد ضرب منشآت إيران النووية.. فيديو

عادل إمام يعود للأضواء بعد غياب سنوات والسر فى الذكاء الاصطناعى.. اعرف القصة

تقرير برلمانى حول وحدات الإيجار القديم فى مصر.. 1.6 مليون أسرة بواقع 6.3 مليون فرد يقيمون فى "إيجار قديم".. ويؤكد: يسكن 82% منهم بـ 4 محافظات 41% فى القاهرة و18.7% بالجيزة و12.9% بالإسكندرية و9% بالقليوبية


مانشستر سيتي.. هجوم ناري وصدارة مستحقة في كأس العالم للأندية

مكتب نتنياهو: لم نتلق أي خطة سياسية تتضمن اتفاقات سلام وإقامة دولة فلسطينية

مقتل انفلونسر فنزويلى بالرصاص أثناء بث مباشر على تيك توك.. صور وفيديو

المرور يضبط 52 ألف مخالفة خلال 24 ساعة

الأهلى يرحب برحيل وسام أبو علي فى الميركاتو الصيفى


رامى رضوان يعلق على شائعة انفصاله عن دنيا سمير غانم: صفحات رخيصة

وزير الإسكان: إزالة التعديات واسترداد مساحة 153 فدانا بمدينة سفنكس الجديدة

محمد شريف ينتظر 48 ساعة لحسم مصيره مع الأهلى.. والزمالك يترقب موقفه

كاظم الساهر لـ"اليوم السابع": مصر جزء من مشوارى الفنى وأنا دائم السؤال عليها

بعد تجديد حبس المتهمة.. زوج ضحية حادث التجمع:"عيالى صاروا أيتاما فى لحظة"

تحذير من الأرصاد: ارتفاع فى درجات الحرارة ونسب رطوبة عالية بجميع الأنحاء

الزمالك يمنح المدير الفنى الجديد حرية تحديد مصير معسكر الإعدار الخارجى

إسرائيل تعلن مقتل 11 عالما نوويا و30 قيادة عسكرية خلال الحرب على إيران

سوريا.. قرار جديد بشأن خفض رسوم جوازات السفر لمواطنيها

برقم الجلوس.. إعلان نتيجة الدبلومات الفنية 2025 قريبًا بعد انتهاء التصحيح

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى