شوكولاتة بدون كاكاو وقهوة بلا بن.. حيل صناعية للتغلب على آثار تغير المناخ

تلجأ العديد من الشركات المصنعة للمنتجات الغذائية فى العالم ، إلى حيل جديدة و ابتكارات فى عالم الغذاء بسبب ارتفاع الأسعار والتغيرات المناخية التي أدت إلى أزمات فى عدد من المواد الغذائية، خاصة الشوكولاتة والقهوة.
الشوكولاتة
بصفتها أكبر منتج ومصدر للشوكولاتة في العالم، تواجه صناعة الشوكولاتة الأوروبية – التي تُقدر قيمتها بنحو 44 مليار يورو – تهديدًا حادًا نتيجة التأثيرات المناخية. يأتي نحو 97% من الكاكاو، المكوّن الأساسي للشوكولاتة، من دول ذات تصنيف منخفض أو متوسط من حيث القدرة على التكيف مع تغير المناخ، بحسب "مؤشر نوتردام العالمي للتكيّف".

ومن أحدث هذه التطورات ما يتعلق بالكاكاو، الذي أعادت شركات أوروبية ، إنتاج منتجاتها من الشوكولاتة بدون "الكاكاو" وذلك باستخدام الخروب والشعير، وقامت شركات فى ألمانيا وبريطانيا وأيضا إسبانيا، بطرح أول شوكولاتة خالية من الكاكاو فى العالم ، وأشارت هذه الشركات أنها بديل للشوكولاتة مصنوع من الخروب والشعير، وهو خالٍ من الكافيين ويحتوي على سكر أقل من الشوكولاتة، وعلاوة على ذلك، يرتبط إنتاجها بانبعاثات أقل من ثاني أكسيد الكربون بنسبة 80% مقارنةً بالأنواع التقليدية من الشوكولاتة.
وأوضحت هذه الشركات أن بديلها للشوكولاتة التقليدية هو حل لتلبية الطلب العالمي على الشوكولاتة بطريقة أكثر مراعاةً للبيئة، وتجنب المشاكل الأخرى المرتبطة بمناطق إنتاج الكاكاو، مثل إزالة الغابات وعمالة الأطفال، كما أن مزج المكونين يعتبر ذو نكهة تشبه إلى حد كبير نكهة الشوكولاتة التقليدية.
وكان "الخروب" من أبرز هذه البدائل التي لجأت إليها إسبانيا ، وتُعد "خوانا ماريا فيرجير مارتن"، الجيل الثالث في عائلتها المتخصصة بالخروب، من أوائل من طوّروا وصفات جديدة حولت هذه الثمرة إلى منتج فاخر.
وبدأت فيرجير بإنتاج دقيق الخروب المخصص للحلويات، ثم طورت معجون الخروب المشابه في قوامه لمنتجات الكاكاو، وأطلقت خطًا لإنتاج ألواح "نوجا الخروب" التي تلقى رواجًا كبيرًا، رغم تأكيدها أن الخروب والشوكولاتة منتجان مختلفان.قهوة بدون بن
بذور عباد الشمس والبطيخ
أما القهوة فتنوعت صناعتها فى الوقت الحالي باستخدام العديد من المواد الغذائية ، وقالت صحيفة لا سيكستا الإسبانية إنه يتم جمع قشور بذور عباد الشمس وبذور البطيخ، والتي يقوم الخبراء بإخضاعها لعملية كيميائية حاصلة على براءة اختراع، ويضمنان إنتاج جزيئات تُحاكي نكهة وملمس هذا المشروب العريق. تُنتج حبوب البن المطحونة والمُخمّرة كوبًا عاديًا، لا يُمكن تمييزه عن القهوة الحقيقية للعين البشرية.
إكسيليا
وفى ظل أزمة عالمية تواجه صناعة القهوة بسبب الجفاف والتغيرات المناخية، بدأت تنشط زراعة حبوب أخرى للقهوة تعرف باسم إكسيلسا، وتتميز بقدرتها على تحمل الظروف المناخية القاسية، ما يجعلها بديلًا واعدًا وسط التحديات التى تواجه الدول المنتجة للقهوة مثل البرازيل، التى يُتوقع أن ينخفض محصولها بنسبة 12% هذا العام بسبب الجفاف.
وتوقع تقرير أنه انخفض المخزونات العالمية فى موسم 2024-2025 إلى أدنى مستوى خلال 25 عاما وعليه، فإن نقص المعروض من القهوة أدى إلى ارتفاع الأسعار بشكل مستمر، مما يعكس حالة من القلق بشأن الإمدادات، اكتُشفت حبوب قهوة إكسيلسا قبل أكثر من قرن فى جنوب السودان، وأثارت اهتمام المزارعين فى البلاد ما قد يسهم فى تعزيز اقتصاد البلاد.
كما تنمو إكسيلسا فى دول أفريقية أخرى مثل الكونغو وأوغندا، بالإضافة إلى الهند وإندونيسيا وفيتنام، وتتميز شجرتها بجذور عميقة وأوراق سميكة، مما يمنحها قدرة على تحمل الحرارة والجفاف، كما أنها مقاومة للعديد من الأمراض التى تصيب القهوة.
Trending Plus