وداعًا لخبز الأمس.. المخبوزات الوظيفية سلاحك الجديد ضد الأمراض

في تطور لافت يُعيد تعريف مفهوم الغذاء الصحي، تشهد صناعة المخبوزات نقلة نوعية نحو إنتاج "المخبوزات الوظيفية" التي تتجاوز مجرد توفير الطاقة لتصبح أداة فعالة في تعزيز الصحة والوقاية من الأمراض، هذا التوجه الجديد يدمج ببراعة بين المتعة الحسية للمخبوزات التقليدية والقيمة الغذائية المضافة التي تدعم وظائف الجسم الحيوية، مما يجعلها خيارًا ذكيًا ومغذيًا للمستهلك الواعي.
يُؤكد خبراء التغذية أن المخبوزات الوظيفية ليست مجرد اتجاه عابر، بل هي استجابة لمتطلبات العصر في توفير غذاء يساهم بفعالية في تحسين الصحة العامة والرفاهية. وتعتمد هذه المخبوزات على استراتيجيات مبتكرة لتقديم فوائد صحية تتجاوز مجرد القيمة الغذائية الأساسية.
استراتيجيات تعزيز الفوائد الصحية..
أوضح الدكتور محمد عبد الغنى الباحث بـ معهد تكنولوجيا الاغذية انه يتم إثراء المخبوزات بالألياف لتعزيز الهضم وخفض الكوليسترول وتنظيم سكر الدم، مستخدمين مصادر مثل الحبوب الكاملة، بذور الكتان والشيا، نخالة القمح، والشوفان. كما يُعزز المحتوى البروتيني باستخدام دقيق البقوليات ومسحوق الحليب وبياض البيض لدورها الحيوي في بناء الأنسجة. ولتعويض النقص الغذائي الشائع، تُدعّم المخبوزات بفيتامينات حيوية كـحمض الفوليك، وفيتامين D، وفيتامين E، بالإضافة إلى معادن كالزنك والحديد والكالسيوم.
وتُستبدل الدهون التقليدية بدهون صحية غير مشبعة مثل زيت الزيتون وزيت الكانولا وزيت الأفوكادو، أو تُضاف أوميغا-3 من بذور الكتان والجوز لصحة القلب.
إضافة مكونات نشطة بيولوجيًا: تُضاف البروبيوتيك (بكتيريا نافعة) لدعم صحة الأمعاء والمناعة، وغالبًا ما تُضاف بعد الخبز لضمان فعاليتها.
وتُستخدم البريبيوتيك (ألياف غير قابلة للهضم كالإينولين) لتغذية البكتيريا النافعة. كما تُدمج مكونات غنية بـمضادات الأكسدة مثل التوت المجفف، الشوكولاتة الداكنة، القرفة، والكركم لمكافحة الإجهاد التأكسدي. وتُستخدم مستخلصات نباتية محددة كـمستخلص الشاي الأخضر لتنظيم سكر الدم.
تقليل المكونات غير المرغوبة: تتجه الصناعة نحو خفض السكر باستخدام بدائله الطبيعية (مثل سكر الفاكهة، الستيفيا، والإريثريتول) أو بتقليل الكميات المضافة. ويُخفض الصوديوم للحفاظ على ضغط دم صحي. كما تتوفر خيارات تستخدم دقيقًا خاليًا من الغلوتين (كالأرز، الذرة، الكينوا، الحنطة السوداء) لتناسب من يعانون من حساسية القمح.
المستقبل الواعد:
تمثل المخبوزات الوظيفية قفزة نوعية، محولةً المخبوزات من مجرد مصدر للشبع إلى أداة قوية لتعزيز الصحة والوقاية من الأمراض المزمنة.
يرى الخبراء أن الجمع بين متعة الاستهلاك والفوائد الصحية يضعها كحل واعد لتحديات التغذية الحديثة. ومع استمرار الأبحاث، يُتوقع ظهور أجيال أكثر تطورًا وتخصيصًا من هذه المخبوزات لتلبية احتياجات صحية دقيقة، مع التأكيد على أهمية ضمان جودتها ورفع وعي المستهلك بفوائدها كجزء من نمط حياة صحي شامل.
Trending Plus