أوروبا تساند غزة وتهاجم إسرائيل.. مساع أوروبية لوقف اتفاقية الشراكة مع تل أبيب.. مسئولة: الوضع يتعقد.. إسبانيا تدعو لقطع العلاقات فورا.. وبابا الفاتيكان: الصراعات فى الشرق الأوسط تستعر بشراسة شيطانية غير مسبوقة

ظل تزايد الإدانة الدولية للإبادة الجماعية التى ترتكبها إسرائيل فى غزة، كثفت الدول الأوروبية ضغوطها على إسرائيل من أجل إنهاء حرب غزة ، وسط مساعى إلى لمراجعة الدول الأوروبية لاتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبى وإسرائيل، وأيضا وسط دعوات لقطع العلاقات مع إسرائيل وذلك من أجل إنهاء الحرب فى غزة.
وأشارت صحيفة الإكونوميستا الإسبانية إلى أنه من المنتظر إجراء تصويت على إلغاء اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبى وإسرائيل، والذى يمثل تغييرا فى المسار طال انتظاره ،ويتطلب التعليق تصويتًا بالإجماع من جميع الدول الأعضاء السبع والعشرين.
واتهم رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز، بنيامين نتنياهو، بخلق جحيم فى غزة، مؤكدا أنه يجب أن يتم قطع العلاقات مع إسرائيل بسبب انتهاكها للقانون، وقال لنتيناهو: كفى.
ووفقا لصحيفة إيه بى سى الإسبانية، فقد اتهم سانشيز بنيامين نتنياهو بخلق "جحيم" فى غزة، وطالب بقطع العلاقات مع إسرائيل، وقال "مع سقوط أكثر من 55 ألف قتيل، لا بد من اتخاذ تدابير ملموسة، واستذكر دعم 149 دولة في الأمم المتحدة لقرار روجت له إسبانيا، مضيفا: "سأدعو الاتحاد الأوروبي إلى تعليق اتفاقية الشراكة مع إسرائيل فورًا. ليس من المنطقي أن نفرض 18 عقوبة على روسيا بسبب عدوانها على أوكرانيا، وأن تعجز أوروبا عن تعليق الاتفاقية مع إسرائيل.
وأضاف رئيس الوزراء أن التقرير "يؤكد أن إسرائيل تنتهك المادة الثانية من الاتفاقية مع الاتحاد الأوروبي "قائلا" في مواجهة هذا، لا يمكننا ولا ينبغي لنا أن نبقى مكتوفي الأيدي"، مؤكدًا أن أوروبا "يجب أن تعلق" الاتفاقية، قائلا "لدينا آليات ضغط لإجبار الحكومة الإسرائيلية على وقف هذه الكارثة؛ وعلينا واجب أخلاقي لإنقاذ الأرواح".
وتصر الدول الأعضاء على التوصل إلى وقف إطلاق نار، وتقديم مساعدات إنسانية إلى غزة. كما تؤيد استنتاجات التقرير الذي كلف بإعداده الممثل السامي، والذي ينص على أن إسرائيل انتهكت المادة الثانية من الاتفاق، والتي تُشير إلى احترام حقوق الإنسان. لكن هذا النهج لا يكفي بعد لاتخاذ قرارات ملموسة، لا سيما وأن الإجماع مطلوب، وهو غير موجود.
في هذا الصدد، تُدرك مصادر الاتحاد الأوروبي أن العديد من الدول تُريد خطوات ملموسة للضغط على إسرائيل الآن، بينما تدعو دول أخرى إلى فتح عملية حوار مع حكومة نتنياهو. في هذا السياق، يطلبون من الممثلة العليا كايا كالاس تقديم خيارات أكثر واقعية لمعالجة هذه القضية في يوليو المقبل.
وفى السياق نفسه ،قال بابا الفاتيكان لاون 14 إن الصراعات في الشرق الأوسط تستعر "بشراسة شيطانية" غير مسبوقة، داعيا إلى احترام أكبر للقانون الدولي، وذلك في تصريحات أدلى بها للأساقفة الكاثوليك ووكالات الإغاثة العاملة في المنطقة.
وأشارت الصحيفة إلى أنه فى اجتماع ترأسه البابا قال إن دول المنطقة "تدمرها الحروب الآن أكثر من أي وقت مضى وتستنزف مصالحها وتخنقها سحب من الكراهية تسمم أجواءها بصورة لا تطاق".
وأضاف: "عنف الحرب يضرب أراضي الشرق الأوسط بشراسة شيطانية غير مسبوقة ، والقلب ينزف عند التفكير في أوكرانيا وفي الوضع المأساوي واللاإنساني في غزة والشرق الأوسط الذي تمزقه الحرب، مشيرا إلى الحرب التي استمرت 12 يوما بين إيران وإسرائيل والتي شهدت أيضا قصف الولايات المتحدة لمنشآت إيرانية نووية قائلا إنه لا بد من إظهار احترام أفضل للقانون الدولى.
وقال البابا: "من المحزن حقا أن نشهد اليوم في أماكن كثيرة فرض قانون الأقوى، الذي يُفرض على أساس المصالح الخاصة".
وأيضا حث رئيس الوزراء الأيرلندي مايكل مارتن إسرائيل على الكف عن التنديد بكل تقرير مستقل عن الوضع في غزة و"التشهير" بمن يشككون في ما يحدث في القطاع، وقال مارتن للصحفيين لدى وصوله إلى قمة قادة الاتحاد الأوروبي في بروكسل: "يجب على إسرائيل التوقف عن إدانة كل تقرير يصدر باستخدام معايير زائفة لوصف الوضع في غزة".
وأضاف: "أعتقد أن هذا النوع من التكتيك والنمط من تشويه سمعة من يشككون فيما يحدث في غزة يجب أن يتوقف أيضًا".
وأشار الزعيم الأيرلندي إلى مراجعة الاتحاد الأوروبي لاتفاقية الشراكة مع إسرائيل، والتي خلصت إلى أن إسرائيل لا تلتزم بالتزاماتها المتعلقة بحقوق الإنسان، كما هو منصوص عليه في المادة 2 من المعاهدة، في أعقاب عمليتها العسكرية في غزة.
وقال: "يجب على إسرائيل احترام جميع بنود تلك الاتفاقية، بما في ذلك تلك المتعلقة بحقوق الإنسان".
وأكدت رئيسة البرلمان الأوروبي، روبرتا ميتسولا، أن "الوضع حرج"، وأضافت "علينا أيضًا السعي لوقف إطلاق النار في غزة لإدخال المساعدات الإنسانية الضرورية وعودة الرهائن".
كما قال رئيس الوزراء السلوفيني روبرت جولوب إن الاتحاد الأوروبي "لم يعد قادرًا منذ فترة على الترويج لسيادة القانون بشكل حقيقي نظرًا لردنا غير الكافي على الفظائع التي تحدث في غزة"، وقال: "كان ينبغي علينا بذل المزيد في الماضي، ولكن لم يفت الأوان بعد، اليوم نفتتح النقاش"، في إشارة إلى التقرير الذي قدمته الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي كايا كالاس للدول الأعضاء يوم الاثنين بشأن اتفاقية الشراكة.
وكانت طالبت 9 دول أوروبية، مسئولة السياسة الخارجية بالاتحاد، كايا كالاس، وقف التعاون التجارى مع إسرائيل، لوقف الحرب فى غزة، والبحث عن بدائل للتجارة مع المستوطنات الإسرائيلية فى الأراضى الفلسطينية المحتلة، وبعث وزراء خارجية، بلجيكا وفنلندا وأيرلندا ولوكسمبورج وبولندا والبرتغال وسلوفينيا وإسبانيا والسويد، رسالة تسعى للامتثال لرأى استشارى صادر عن محكمة العدل الدولية، والذى خلص إلى أن الاحتلال والمستوطنات غير قانونيين، وأنه يبنغى على الدول الأعضاء فى الاتحاد الأوروبى، تجنب العلاقات التجارية والاستثمارية.
كما يستمر البرلمان الأوروبى فى الضغوط لفرض عقوبات على إسرائيل، حيث خلصت الجلسة الأخيرة التى تم عقدها من أجل مناقشة التداعيات الإنسانية فى غزة، أن الاحتلال الإسرائيلى مسئولا عن منع دخول المساعدات إلى قطاع غزة، كما أنه المسئول عن استخدام غير متناسب للقوة، وسط مطالب متزايدة من النواب بفرض عقوبات فورية على إسرائيل.
Trending Plus