الحاجب المنصور أرعب ممالك أوروبا.. 50 معركة لم تسقط له راية

حين تذكر أمجاد الأندلس، يسطع اسم رجل كتب تاريخه بدمائه وذكائه الفذ، إنه الحاجب المنصور! القائد الذي أرعب ممالك أوروبا، وجعل أجراس الكنائس تُقرع خوفاً لا احتفالاً، اسمه الحقيقي: محمد بن أبي عامر المعافري، ولد سنة 938م، في منطقة قريبة من الجزيرة الخضراء بالأندلس.
كان من عائلة عربية بسيطة، لكنه لم يجعل الفقر حاجزاً أمام طموحه الكبير، درس الفقه واللغة، وانخرط مبكراً في العمل الإداري والسياسي داخل بلاط الحكم الأموي.
بذكائه الخارق وشخصيته الكاريزمية، استطاع أن يكسب ثقة الأمراء، وأصبح كاتباً للأمير، ثم قاضيًا، ثم قائدًا عسكريًا، إلى أن تولى لقب "الحاجب"، أي الحاكم الفعلي للأندلس خلفاً للخليفة الصوري، ومن هنا، بدأ العصر الذهبي لـ الحاجب المنصور... عصر القوة والهيبة!
الحملات العسكرية.. وأسطورة الرعب!
الحاجب المنصور، محمد بن أبي عامر العامري، ولد سنه 326 هجرية جنوب الأندلس، دخل متطوعاً في جيش المسلمين، وأصبح قائد الشرطة في قرطبة لشجاعته، ثم أصبح مستشار حكام الأندلس لفطنته، ثم أميراً للأندلس وقائداً للجيوش، خاض بالجيوش الإسلامية أكثر من 50 معركة، انتصر فيها جميعاً، ولم تسقط ولم تهزم له راية، وطئت قدماه أراضي لم تطأها أقدام مسلم قط، أكبر انتصاراته غزوة "ليون"، حيث تجمعت القوات الأوروبية مع جيوش ليون، فقُتل معظم قادة هذه الدول، وأُسرت جيوشهم، وأمر برفع الأذان للصلاة في هذه المدينة، كان ينزل من صهوة الجواد ويمتطي جواداً آخر للكرامة، كان يدعو الله أن يموت مجاهداً لا بين غرف القصور، وقد مات كما يتمنى، إذا وافته المنية وهو في مسيرة لغزو حدود فرنسا، كان عمره حين مات 60 سنة، قضى منها أكثر من 25 سنة في الجهاد والفتوحات.
لماذا لقبوه بـ "المنصور"؟
لأنه كان كلما خرج في حملة، عاد منتصرًا منصورًا... كأن النصر حليفه أينما حل وارتحل، بل أصبح الأوروبيون أنفسهم يقولون: "إن طرقاتنا لا تعرف السلام إلا إذا مات المنصور!"
نهاية الأسطورة
توفي الحاجب المنصور سنة 1002م بعد عودته من إحدى حملاته، دفن وهو مكفن بثيابه التي خاض بها معاركه، وعلى قبره كتبوا: أثاره تنطق عنه، والمآثر تذكره".
حين مات القائد الحاجب المنصور، فرح بخبر موته كل أوروبا وبلاد الفرنج، حتى جاء القائد الفونسو إلى قبره ونصب عليه خيمة كبيرة، فيها سرير من الذهب، ونام عليه هو وزوجته، وقال الفونسو «أما ترونني اليوم قد ملكت بلاد المسلمين والعرب»!! وجلست على قبر أكبر قادتهم.
فقال أحد الموجودين: "والله لو تنفس صاحب هذا القبر ما ترك فينا واحداً على قيد الحياة، ولا استقر بنا قرار»، فغضب الفونسو وقام يسحب سيفه على المتحدث حتى أمسكت زوجته بذراعه، وقالت: «صدق المتحدث، أيفخر مثلنا بالنوم فوق قبره!! والله إن هذا ليزيده شرفاً، حتى بموته لا نستطيع هزيمته، والتاريخ يسجل انتصاراً له وهو ميت، قبحاً بما صنعنا وهنيئاً له النوم تحت عرش الملوك".

Trending Plus