صوم الرسل 2025.. أقدم صوم فى الكنيسة الأرثوذكسية.. موسم روحى يحمل بركة التقديس والاستعداد للخدمة.. والقس مقار: الامتناع عن تناول اللحوم والدواجن ومنتجات الألبان والسماح بالأسماك..وهذه الأصوام المتبقية

ضمن الأجندة الروحية لـ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية خلال ما تبقى من العام الميلادي 2025، تواصل الكنيسة صوم الرسل، وذلك عقب الاحتفال بعيد العنصرة.
وعن الأصوام المتبقية بالعام الميلادي الحالي 2025، يحل صوم السيدة العذراء في الخميس 7 أغسطس، وهو من الأصوام الشعبية المحببة بين الأقباط، أما صوم الميلاد المجيد، فينطلق هذا العام في الثلاثاء 25 نوفمبر، استعدادًا للاحتفال بميلاد السيد المسيح في 7 يناير، بحسب التقويم القبطى.
وأكد القس مقار ليشع، كاهن كنيسة العذراء بالقصيرين، أهمية صوم الرسل في الحياة الكنسية، مشيرًا إلى أنه أقدم صوم عرفته الكنيسة القبطية منذ نشأتها، حيث صامه الآباء الرسل كبداية لخدمتهم، كما أشار إليه السيد المسيح بقوله: "ولكن حينما يُرفع عنهم العريس، فحينئذ يصومون".
وأوضح القس مقار فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن صوم الرسل هو صوم خاص بالخدمة والكنيسة، لافتًا إلى أن يسوع نفسه بدأ خدمته على الأرض بالصوم أربعين يومًا، كذلك فإن الآباء الرسل صاموا قبل بدء رحلاتهم التبشيرية، وهو ما يظهر في سفر أعمال الرسل: "وبينما هم يخدمون الرب ويصومون، قال الروح القدس: أفرزوا لي برنابا وشاول للعمل الذي دعوتُهما إليه..." (أع 13: 2-4).
وأضاف: "فى صوم الرسل اجتمعت عناصر روحية غاية في العمق: الصوم، الصلاة، الخدمة، والتوجيه الإلهي بعمل الروح القدس. وقد حدثت رؤى وتوجيهات أثناء الصوم، كما في حالة القديس بطرس الرسول الذي رأى السماء مفتوحة ورؤيا قبول الأمم أثناء صومه".
وأشار القس مقار إلى أن هناك أنواعًا مختلفة من الأصوام في الكنيسة، منها أصوام التوبة مثل صوم أهل نينوى، وأصوام الاستعداد للنعمة كالأصوام التي تسبق الأسرار المقدسة، ولكن يتميز صوم الرسل بأنه صوم من أجل الخدمة والكنيسة، قائلًا: "نصوم لكي نخدم ونحن في حالة روحية، نصوم شاعرين بضعفنا، منتظرين تدخل الله في العمل والخدمة".
ويُذكر أن صوم الرسل هو الصوم الوحيد الذي تختلف مدته من عام إلى آخر، إذ تبدأ بعد عيد العنصرة مباشرة وتستمر حتى يوم 5 أبيب (الموافق 12 يوليو). وتختلف بدايته وفقًا لموعد عيد القيامة والعنصرة.
ويُعد صوم الرسل من أصوام الدرجة الثانية في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، حيث يمتنع فيه الأقباط عن تناول اللحوم والدواجن ومنتجات الألبان، مع السماح بتناول الأسماك، تخفيفًا عن الشعب بسبب كثرة أيام الصوم على مدار السنة، واحتياج البعض للبروتين الحيواى، وتعتبر أصوام الدرجة الأولي، هم: الأربعاء والجمعة، الصوم الكبير "عيد القيامة"، صوم يونان، برمون الميلاد والغطاس. أما أصوام الدرجة الثانية وهم: صوم الميلاد، صوم الرسل، صوم السيدة العذراء.
جدير بالذكر أن الأعياد والأصوام تلعب دورًا محوريًا في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، إذ تمثل وسيلة روحية تعكس عمق الإيمان وتجسد حكمة الآباء في وضعها. فتحتل الأصوام مكانة خاصة، فهي ليست مجرد امتناع عن الطعام، بل هي دعوة للصلاة، والتوبة، والتقرب إلى الله. ومن اللافت أن الكنيسة وضعت هذه الأصوام وفق رؤية روحية عميقة.
Trending Plus