قلعة صناعة الشماسي والبرجولات من التمر حنة.. قرية "ميت كنانة" بالقليوبية ترفع شعار "قرية بلا بطالة".. صاحب ورشة: المهنة نتوارثها جيلا بعد جيل منذ عقود طويلة.. وأكثر من 200 ورشة يعمل بها 4000 عامل.. فيديو وصور

تصميم شمسية من الحناء

القليوبية إبراهيم سالم

السبت، 28 يونيو 2025 12:00 ص

ميت كنانة.. قرية رفعت شعار "بلا بطالة" في القليوبية وتميزت بكونها قلعة صناعة الشماسي والبرحولات من نبات التمر حنة، فبمجرد أن تطأ قدمك القرية تجد كل بيت بها بداخله ورشة صغيرة إلى جانب الورش الكبيرة المنتشرة في كل أرجاء القرية لصناعة البرجولات والشماسي وكراسي البحر وغيرها من الانتيكات من نبات الحناء، حيث تأصلت هذه المهنة بالقرية على مدار عقود طويلة من السنوات وتوارثها الأبناء عن الأباء والأجداد، ولازالوا يورثونها جيلا بعد جيل.

واشتهرت قرية ميت كنانة بمركز طوخ بمحافظة القليوبية، بكونها أحد أهم قلاع صناعة الشماسى والبرجولات والمظلات، حيث تعد هذه الحرفة من الحرف القديمة والشائعة التى تشتهر بها القرية ولايزال عدد كبير من الأهالى يعتمدون عليها كمصدر رزق دائم، والتى تراجعت كغيرها من الحرف اليدوية أخيرا.

فى البداية، قال محمد سمير صاحب ورشة لصناعة الشماسي والبرجولات من الحناء، إن القرية تتميز بصناعة حطب الحناء منذ عشرات السنين حيث يقوم الشباب والأهالى بصناعة الشماسى والكراسى والترابيزات من الجريد والخوص وبيعها للفنادق والمناطق السياحية بالغرقة وشرم الشيخ والعين السخنة وغيرها، وكذلك حاملات الطعام والفاكهة، وبيعها للأهالى فى الأسواق الشعبية.

وأوضح "محمد" خلال حديثه لـ "اليوم السابع"، أن نبات الحناء يتم زراعته فى محافظات الصعيد، ويتم تجهيزه من خلال وضعه فى المياه لمدة من أسبوع إلى 10 أيام حسب درجات الحرارة، حيث أنه في فصل الصيف يتم وضعه ف الماء لمدة أسبوع، بينما تزيد تلك الفترة في فصل الشتاء، حتى يلين حطب الحناء، ثم يتم تقطيعه وتنظيفه ليستخدم بعد ذلك فى صناعة الأعمال اليدوية كالشماسى والمظلات والبرجولات وأقفاص الطيور والكراسى، أما أوراق نبات الحناء فتستخدم فى أدوات ومستحضرات التجميل وأعمال العطارة والأعشاب الطبية.

وتابع، أن القرية تعمل فى هذه الصناعة منذ سنوات طويلة وهى حرفة قديمة وكانت البداية بصناعة "مشنات الخبز" ثم تطورت إلى صناعة الشماسى والبرجولات، مشيرا إلى أن القرية بها ما يقرب من 200 ورشة وأكثر من 4 آلاف عامل، مشيرا إلى أن هناك مجموعة من المخاطر تهدد الحرفة والتى أثرت عليها، ومنها تراجع السياحة ونقص الأيدى العاملة بعد عزوف عدد كبير من الشباب عن العمل بصناعة الحناء لعدم وجود مرتبات ثابتة لمواجهة ظروف الحياة فضلا عن ارتفاع أسعار طن حطب الحناء بسبب زيادة أسعار النقل.

واستطرد، أن القرية حاليا تعمل بالتنسيق مع جهاز تنمية المشروعات الصغيرة لتقنين وضع عدد من الورش الكبيرة من خلال العمل على تطبيق شروط التقنين واستخرج التراخيص اللازمة، من أجل العمل على التأمين على العمالة بالورش حفاظا على حقوقهم، كما أنه يتم العمل حاليا على تطوير المهنة من خلال إدخال صناعات أخرى غير الشماسي والبرجولات منها الانتيكات والفوانيس، حيث أنه يتم حساب العمال من خلال الانتاج اليومي.