لم يتبق منها سوى أطلال دفنتها رمال الصحراء.. "السميرة والضباشية والجب واللبخة والبرمودى ودير المنيرة" أشهر قصور الواحات الخارجة الأثرية المحصنة.. صروح أثرية مبنية من الطوب اللبن بأسوار تزيد عن 12 مترا.. صور

حصن الدير بالواحات الخارجة
حصن الدير بالواحات الخارجة
الوادى الجديد- ماهر أبو نور

تزخر واحات الوادي الجديد، بالعديد من المواقع الأثرية الفريدة من نوعها والتى تعكس مدى أهمية تلك الواحات لدى الحضارات القديمة منذ عهد الفراعنة، وحتى فترة الدولة العثمانية، حيث تنتشر فى الواحات الخارجة العديد من القصور الأثرية القديمة، ومن أهمها قصر الضباشية أو عين طباشير، وهو موقع أثري في شمال منخفض الخارجة، يضم أطلال معبد وكولمباريوم و67 مقبرة، هي كل ما تبقى من مستوطنة رومانية قديمة ويرجع تاريخ أقدم فخار عُثر عليه في إحدى المقابر إلى ما بين الأسرة السابعة والعشرون وحتى القرن الأول الميلادي، ويُعتقد أن استيطان المنطقة خلال العصور القديمة كان على مسافة ما من المعبد وعلى بعد حوالي 500 م شرق الكولمباريوم، وبجانب المعبد الكبير المبني من الطوب اللبن، توجد أطلال ثلاثة معابد أخرى شرقه ومقابر موزعة بين المعبد والكولمباريوم وإلى الشمال الغربي من الكولمباريوم، الذي يعتقده البعض برج حمام يوناني.

وأجرى المجلس الأعلى للآثار عمليات التنقيب في الموقع منذ 1990 وتم الكشف عن مقابر شمال غرب قصر الضباشية في 1994، وعُثر بداخل المقبرة 41 على مومياوات كلاب على غرار مومياوات الكلاب التي عُثر عليها في دير المنيرة، مما يُشير إلى احتمالية عبادة أنوبيس في المنطقة وأُعيد مسح الموقع ضمن مشروع مسح شمال واحة الخارجة في 2004.

كما يوجد بالواحات الخارجة قصر الجب أو عين الجب هو حصن روماني قديم، يقع أقصى شمال منخفض واحة مركز الخارجة في الصحراء الغربية. ويبعد حوالي 45 كم شمال مدينة الخارجة ويعد أكبر حصن روماني في الواحة، شُيد قصر الجب على تبة عالية على بعد حوالي 2 كم فقط من قصر السميرة وهو نسخة طبق الأصل من حصن الجب والذي يمكن رؤيته من الطريق الرئيسي.

وكان قصر الجب هو آخر مصدر للمياه في منخفض الخارجة خلال العصر الروماني  ويعتقد أنه كان بمثابة برج مراقبة ومنارة لإرشاد وتوجيه المسافرين داخل وخارج الواحة، حيث يمكن رؤية كل الصحراء الواقعة بين المنحدرات الشرقية والغربية من الحصن. وهو مبني من الطوب اللبن مع جدران خارجية بسمك 2.5 م وأبراج مستديرة مدعمة في أركانها متصلة بحاجز على طول الجزء العلوي من الجدران وانهارت المداخل على الجانبين الشرقي والجنوبي للحصن بالإضافة إلى معظم الجدار الشرقي، لكن لا يزال باقي المبنى في حالة جيدة، كذلك يحتفظ الجدار الجنوبي بمدخله المقوس وكان المبنى في الأصل مكوناً من ثلاثة طوابق وبالإمكان رؤية الدرج الموجود على الجانب الجنوبي المؤدي إلى الحاجز.

وضم الحصن العديد من الغرف الضيقة المتقاربة، ولا تزال بقايا ست غرف مقببة للحامية موجودة على طول الجانبين الشرقي والغربي للفناء. يوجد تحت الحصن أيضاً نظام قنوات مائية وهو جزء من نظام هيدروليكي متطور ومعقد للغاية يتصل بالواحة.

ومن أهم قصور الواحات الخارجة أيضا قصر السميرة و هو حصن روماني قديم، يبعد حوالي 43 كم شمال مدينة الخارجة و2.5 كم جنوب حصن قصر الجب، يُعتقد أن قصر السميرة وقصر الجب كانا يتبعان المستوطنة المحيطة بهما والتي لم يتبق منها سوى بقايا قطع فخارية متناثرة. تقع السميرة على أرض منبسطة على الطريق الصحراوي القديم بين أسيوط وواحة الداخلة، أو ما يُعرف باسم درب الأربعين، عند النقطة التي يليها منخفض الخارجة عبر ممر راميا.

ويحتوي الحصن المبني من الطوب اللبن، والذي تبلغ مساحته 14 م² وارتفاعها 7 م، على عدة غرف، انهارت جميعها في وقت لاحق وتميزت زوايا المبنى بأبراج دائرية مدعمة، وكانت مداخل الحصن في وسط الجدران الجنوبية والشمالية حيث تقع المستوطنة الأثرية، التي اكتُشف مؤخراً أنها كبيرة ومعقدة، على الجانب الجنوبي من الحصن وربما كانت ذات يوم محطة إمداد مهمة للمسافرين الذين يدخلون ويخرجون من الواحة، ولا يزال من الممكن رؤية أشكال العديد من المنازل المدمرة تحت الرمال وبقايا هياكل الطوب اللبن والأفران والصوامع ومواضع الطحن مما يُشير إلى أن المستوطنة ربما كان موقعاً صناعياً واسعاً بالإضافة إلى دورها الزراعي.

ومن القصور الأثرية التى ما زالت متبقية هو قصر اللبخة أو عين اللبخة، هي قلعة ومستوطنة رومانية قديمة، تقع شمال منخفض الخارجة، على بعد حوالي 50 كم من مدينة الخارجة وحوالي 12 كم غرب طريق أسيوط الرئيسي إلى المدينة نفسها. يحتوي الموقع على معبدين وحصن كبير ومجموعة من القبور المزخرفة.

شيدت قلعة اللبخة في موقع استراتيجي عند واد بقاعدة الجرف الشمالي وكانت تتمركز بها حامية لحراسة تقاطع طريقين قديمين هامين للقوافل من الشمال والغرب.

وتشبه قلعة قصر اللبخة حصن دير المنيرة المجاور في النمط المعماري، لكنها أصغر منه، ومع ذلك، لا بد أن قصر اللبخة كان ذو مشهد مهيب بجدرانه المصنوعة من الطوب اللبن والتي تصل إلى ارتفاع 12 م مع أربعة أبراج مستديرة ضخمة موزعة على أركانه. يتيح المدخل على الجانب الشرقي الوصول إلى الداخل، وهو اليوم عبارة عن أنقاض من الجدران المنهارة وبقايا من الحجرات المقببة المغمورة بالرمال.

وكانت العديد من المباني تحيط بالقلعة سابقاً وإلى الجنوب توجد بقايا طينية لبئر كبير ونبع قديم لا يزال محاطاً بأشجار النخيل والسنط والطرفاء، وقد عملا على توفير المياه للقلعة والمستوطنة ومن المحتمل أن يشير حجم البئر إلى أن مجتمعاً كبيراً كان يعيش بالموقع، والذي كان يخدمه سلسلة من القنوات التي تم إنشائها لنقل المياه إلى الحقول المزروعة ولم تخضع القلعة نفسها للتنقيب أبداً، لكن المنطقة الواقعة أسفل الجدران الغربية والجنوبية كانت مؤخراً موضوع دراسة أجراها المجلس الأعلى للآثار بالتعاون مع فريق ألفا نيكروبوليس الفرنسي، الذين اكتشفوا العديد من التماثيل الصغيرة بالإضافة إلى كميات كبيرة من الفخار الروماني وكان قصر اللبخة أيضاً جزء من مسح شمال واحة الخارجة الذي أجراه فريق فرنسي من علماء الآثار.

ومن أهم القصور الأثرية أيضا هو دير المنيرة أو حصن الدير، وهو موقع أثري على بعد حوالي 23 كم شمال مدينة الخارجة و3 كم شرق قرية المنيرة، يضم الموقع حصناً رومانياً يعد من أكبر الحصون الرومانية في واحة الخارجة، شُيد لحراسة الطريق الصحراوي الرئيسي باتجاه فرشوط ووادي النيل، كما يضم الموقع معبداً رومانياً من الطوب اللبن على مقربة من الحصن.

يُعتقد أن الحصن بُني في عهد الإمبراطور دقلديانوس " 284-305"، أو أحد خلفائه. وربما تحول إلى دير لاحقاً، كما يُشير اسمه، واستخدمت القوات البريطانية الحصن والمنطقة المحيطة بها خلال الحرب العالمية الأولى، ضمن حملتها ضد السنوسيين وهو ما تؤكده النقوش الحديثة التي خلفها أفرادها.

وأظهر مسح 1997 عن وجود ثلاث مناطق دفن في جنوب وشمال وشرق الحصن. خلال أعمال التنقيب في القطاع الجنوبي في 1998، وعُثر على ثمانية مقابر منهوبة وتوابيت خشبية ورفات بشرية وأثاث جنائزي تقليدي وكشفت مواسم التنقيب اللاحقة المخصصة للقطاع الشمالي من المدافن عن 35 مقبرة و19 تابوتاً من الحجر الجيري الأبيض، يحتوي بعضها على جثث محنطة محفوظة جيداً ومدفونة في وضعية أوزوريس بأذرع متقاطعة فوق الصدر.


واعتقد الباحثون أن المدافن تعود إلى القرنين الثالث والخامس الميلادي، حيث أجرى المعهد الفرنسي للآثار الشرقية تحت إشراف فرانسواز دوناند أعمال تنقيب في محيط دير المنيرة في 2002. شملت الاكتشافات الهامة العثور على مقابر قبطية، أكفان ملونة، ومومياوات للكلاب، وتبين أن مومياوات الكلاب كانت قرابين نذرية إلى المعبود أنوبيس، والذي كان يُعبد في أسيوط وأبيدوس حيث تؤدي المسارات الصحراوية إلى واحة الخارجة وهي العبادة التي كانت معروفة بالفعل في موقع قصر الضباشية.

ويأخذ الحصن شكل المربع وتتراوح أبعاده بين 74 و 75 م2 من الجانبين. يصل ارتفاع الجدران المبنية إلى 12.5 م وعرضها 3.6 م في الجزء العلوي من الجدار وتضم زوايا الجدران أبراج "قطرها 6.7 إلى 7.4 م"، وعلى جميع الجوانب برجان نصف دائريان بعرض حوالي 5 أمتار وتتصل الأبراج، البالغة اثنا عشر برجاً، ببعضها البعض عبر حاجز يمتد على طول الجزء العلوي، ويمكن الوصول إليه عبر سلالم من داخل الحصن وربما كان المدخل الوحيد للحصن يقع على الجانب الغربي. يؤدي درجان إلى المصعد الموجود أعلى الجدار على الجانب الجنوبي الداخلي والآخر في الجانب الشمالي الداخلي وفي وسط الفناء، كان هناك بئر عميق يزود الحامية بالمياه بالإضافة إلى المباني الخارجية والحقول المزروعة خارج الحصن عبر نظام مبتكر من القنوات الجوفية.

وكذلك قصر البرمودي هو عبارة عن مستوطنة رومانية قديمة تقع في واحة الخارجة في مصر. يعود تاريخ المستوطنة إلى الفترة الرومانية في القرن الثالث الميلادي، تشتمل البقايا الأثرية في الموقع على آثار قلعة رومانية مربعة الشكل مصنوعة من الطوب الطيني بالإضافة إلى مأوى وبرج للحمام.

قصر اللبخة
قصر اللبخة

 

qasr_dush
 

 

اسوار الحصون من الطوب اللبن بارتفاع شاهق
اسوار الحصون من الطوب اللبن بارتفاع شاهق

 

اطلال قصر السميرة
اطلال قصر السميرة

 

جانب من قصر اللبخة
جانب من قصر اللبخة

 

حصن الدير بالواحات الخارجة
حصن الدير بالواحات الخارجة

 

دير المنيرة بالخارجة
دير المنيرة بالخارجة

 

قصر البارامودى بالخارجة
قصر البارامودى بالخارجة

 

قصر الجب بالخارجة
قصر الجب بالخارجة

 

قصر السميرة الأثري
قصر السميرة الأثري

 

قصر اللبخة
قصر اللبخة

 

قصر اللبخة الأثرى
قصر اللبخة الأثرى

 

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

10 مستندات مطلوبة للترشح فى انتخابات مجلس الشيوخ.. اعرفها

أسرع قطارات السكة الحديد.. اعرف مواعيد قطار تالجو اليوم السبت

44.5 مليار جنيه لدعم الصادرات المصرية في موازنة 2025/2026 لتعزيز التنافسية

أوروبا تصفع شركات التكنولوجيا.. تأييد غرامة قياسية لجوجل تتجاوز 4 مليارات يورو.. تغريم تيك توك 350 مليون يورو بسبب تسريب بيانات.. والأوروبيون يهجرون التطبيقات الأمريكية على خلفية التوترات السياسية مع ترامب

"شربنا" و"أغلى الناس".. أعمال جديدة تجمع صلاح مندي وحلمي عبد الباقي


خطوات التظلم على نتيجة الفصل الدراسى الثانى لطلاب النقل والشهادة الإعدادية

محمد هانى يتخطى متعب وفتحى وشادى محمد فى قائمة الأكثر مشاركة مع الأهلى

شخص يلاحق زوجته بدعوى حبس بسبب تبديدها 365 ألف جنيه.. اعرف التفاصيل

مواجهات نارية مرتقبة فى الطريق إلى نهائى كأس العالم للأندية 2025

مصرع 3 من أسرة واحدة فى انقلاب سيارة من أعلى كوبرى قويسنا بالمنوفية


حبس السائق المتسبب فى مصرع 19 شخصا بالمنوفية وإجراء تحليل مخدرات له

إحالة "ديلر المطرية " للجنايات بتهمة حيازة حشيش واستروكس.. اعرف التفاصيل

تنسيق الجامعات 2025.. القائمة الكاملة للجامعات التكنولوجية

حقيقة اقتراب المهدى سليمان من الانتقال للزمالك لتدعيم حراسة المرمى

بعد تألقها فى مهرجان موازين.. نانسى عجرم تحيى حفلاً غنائيًا فى لندن

توقعات الذكاء الاصطناعي لبطل كأس العالم للأندية 2025

انطلاق منافسات نهائي بطولة العظماء الثمانية للاسكواش

بعد مصرع 19 فى حادث المنوفية.. أدعية الاستعاذة من فواجع الأقدار

19 زهرة ذبلت فى يوم واحد على طريق المنوفية.. الأهالى يودعون ضحايا حادث الطريق الإقليمى بالدموع ويسردون قصص الكفاح والعطاء للراحلات.. ووزارة الداخلية تضبط المتهم وتجرى تحقيقات موسعة معه.. فيديو

حراسة مرمى الأهلى.. هل يبدأ ريبيرو خطوات منح مصطفى شوبير فرصة المشاركة؟

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى