من لم يقتله القصف قتله الجوع.. الاحتلال الإسرائيلى يواصل تدمير غزة وإنهاء حياة سكان المدينة الفلسطينية.. الأوضاع الصحية فى القطاع تتجاوز مرحلة الكارثة.. وحرب الإبادة تخلف 200 ألف فلسطينى بين شهيد وجريح ومفقود

تعيش سكان غزة في ترقب لحظي للموت إما بالجوع أو بقنابل الاحتلال الإسرائيلي، فالحصار البري والبحري والجوي، المفروض على القطاع من قبل تل أبيب منذ اليوم السابع من أكتوبر 2023، فاقم الأوضاع الإنسانية والمعيشية وأصبحت شبه المستحيلة بسبب منع الماء والغذاء والدواء وحتى حليب الأطفال الرضع، فمن لم يُستشهد بالقصف قتله الجوع أو نقص العلاج.
ويتعمد جيش الاحتلال في إغلاق كافة المعابر المؤدية إلى قطاع غزة بأمر مباشر من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ويمنع دخول آلاف شاحنات المساعدات التي تنتظر العبور، وإمعانا في الإبادة استهدف جيش الاحتلال المخابز ومستودعات الطعام ليقتلهم جوعا، ودمر محطات تحلية المياه ليميتهم عطشا.
وقد أعلن المكتب الحكومي في غزة، السبت، بارتفاع عدد الشهداء من الأطفال نتيجة الجوع وسوء التغذية في قطاع غزة إلى 66 شهيدا، مع استمرار الحصار، وإغلاق المعابر، وشح الغذاء، ومنع إدخال حليب الأطفال، والمكملات الغذائية المخصصة للفئات الهشة والضعيفة، لا سيما الرضّع والمرضى.
وقال المكتب في بيان، إن "هذا السلوك يمثل جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية، ويكشف عن تعمّد الاحتلال "الإسرائيلي" استخدام التجويع سلاحاً لإبادة المدنيين وخاصة الأطفال، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف."
ودعا المجتمع الدولي والأمم المتحدة والدول العربية والإسلامية إلى التَّدخل العاجل والضغط على الاحتلال لفتح المعابر فوراً، والسماح بدخول الإمدادات الغذائية والطبية، وإنقاذ ما تبقى من الأطفال والمرضى قبل فوات الأوان.
بدورها أعلنت منظمة الصحة العالمية، أن نحو 112 طفلا فلسطينيا يدخلون المستشفيات بقطاع غزة يوميا لتلقي العلاج، من سوء التغذية منذ بداية العام الجاري، جراء الحصار الإسرائيلي الخانق.
وأوضح المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم جيبريسوس، في تصريح صحفي، أن الوضع في غزة التي تتعرض لهجمات إسرائيلية مكثفة وحصار خانق "تجاوز مرحلة الكارثة". وأضاف أن 17 مستشفى تعمل جزئيا من أصل 36 في القطاع، مشيرا إلى عدم وجود مستشفى في شمال غزة، أو في رفح جنوبا.
ولفت إلى أن 500 شخص "قتلوا" أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء في نقاط توزيع المساعدات الإنسانية التي تتبع الولايات المتحدة وإسرائيل، ولا تشمل الأمم المتحدة.
وذكر جيبريسوس، أن منظمة الصحة العالمية تمكنت بشكل "محدود للغاية" من الوصول إلى غزة للمرة الأولى هذا الأسبوع بعد 2 مارس الماضي.
بدورها أفادت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، السبت، بأن الاستجابة الصحية في قطاع غزة تواجه تحديات تشغيلية جسيمة.
وقالت "الأونروا"، في منشور على "فيسبوك"، "تواصل الاستجابة الصحية في قطاع غزة مواجهة تحديات تشغيلية جسيمة، بما في ذلك إلحاق أضرار كبيرة بالمرافق الصحية". وأشارت إلى عقبات أمام التحركات الآمنة وفرض قيود على دخول الإمدادات الطبية والوقود الحرج.
كما أشارت إلى استمرار عمليات الهدم الجماعي في ظل العملية الإسرائيلية التي بدأت في 21 الماضي، والتي دخلت شهرها السادس في شمال الضفة الغربية.
وأفاد مصدر في مستشفيات قطاع غزة بارتفاع حصيلة شهداء الغارات الإسرائيلية على القطاع السبت، إلى 21 شهيدا.
وخلفت الإبادة نحو 189 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح -معظمهم أطفال ونساء- وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين، بينهم أطفال.
Trending Plus