ورطة "نتنياهو".. إسرائيل تئن بسبب فاتورة الحروب الباهظة.. 78مليار دولار خلال 20 شهرًا في حروب غزة ولبنان.. مليار دولار خسائر يومية لحرب إيران.. و 40 ألف طلب تعويض أمام الحكومة الإسرائيلية من مصانع وشركات متضررة

تفرض الكلفة الباهظة للحروب، نفسها كأزمة كارثية على الاقتصاد الإسرائيلي، فأصبحت حكومة بنيامين نتنياهو في "ورطة" حقيقية، جراء الفاتورة الباهظة التي تكبدتها تل أبيب في الحروب المتعددة التي شنتها بالمنطقة؛ وهذا الاستنزاف وسع فجوة العجز المالي في إسرائيل وبات يهدد اقتصادها.
ناهيك عن التداعيات غير الاقتصادية، في مقدمتها الهجرة الداخلية من الشمال والجنوب نحو تل أبيب، ما يزيد الضغط على البلديات والخدمات هناك، ويُضعف المناطق الطرفية.
أما الهجرة الخارجية، فهي بمثابة "نزيف للطاقات"، حيث خسرت إسرائيل حوالى 50,000 شخص من الفئات ذات الكفاءة العالية منذ أكتوبر 2023، وهو ما يعمق أزمة التوظيف في قطاعات استراتيجية مثل التكنولوجيا والبحث العلمي.
إنفاق عسكرى
لقد أثقلت الميزانية الدفاعية كاهل الاقتصاد الإسرائيلى، وهددت بتقليص الإنفاق على القطاعات المدنية الحيوية، في وقت تواجه فيه إسرائيل تحديات مالية متراكمة.
ففي الوقت الذي تواصل فيه إسرائيل خوض معاركها العسكرية على عدة جبهات، تبدو الفاتورة الاقتصادية لتلك الحروب كابوسًا يطارد حكومة الاحتلال؛ خاصةً في ظل ارتفاع أعداد المتقدمين بطلبات التعويض عن الأضرار التي لحقت بهم جراء الحرب، وقد بلغ عددهم 40,000 طلب مقدم من أصحاب مصانع وشركات، ومن ومن المتوقع أن يرتفع هذا العدد إلى 50,000 طلب، مع استمرار عمليات الحصر وتقييم الخسائر.
وخلال 20 شهرًا فقط، تجاوزت خسائر إسرائيل الـ 78 مليار دولار، بحسب تقديرات رسمية وغير رسمية، بينما بلغت كلفة اليوم الواحد في حروب الـ 12بإيران حوالى مليار دولار؛ لتصل الكلفة الإجمالية 12 مليار دولار خلال 12 يومًا فقط، وفق المستشار السابق لوزارة الدفاع الإسرائيلية.
حرب إيران
توزعت تكلفة حرب إيران بين 725 مليون دولار كلفة مباشرة للعمليات الدفاعية والهجومية، و275 مليون دولار تعويضات وممتلكات مدمرة وفق تقديرات مصلحة الضرائب الإسرائيلية.
كما تسببت الحرب في استدعاء 300,000 جندي احتياط، وتبلغ كلفتهم اليومية قرابة 30 مليون دولار، كما أن نحو 15,000 مواطن إسرائيلي باتوا بلا مأوى، يقيمون مؤقتًا في فنادق ومراكز إيواء، وهي كلفة إضافية تثقل كاهل الميزانية. وفق " سكاى نيوز" .
حروب غزة ولبنان
يزداد الوضع الاقتصادى صعوبة حيث إن إسرائيل استبقت حربها مع طهران بحروب غزة ولبنان ، مما رفع الكلفة الاقتصادية؛ حيث كشفت التقارير المالية الإسرائيلية أن المواجهات المستمرة مع غزة ولبنان منذ أكتوبر 2023 ساهمت في تضخم فاتورة الحرب إلى أكثر من 78 مليار دولار خلال عشرين شهرًا.
وبلغت الخسائر المباشرة للعمليات العسكرية في غزة وجنوب لبنان نحو 66 مليار دولار، في حين أعلنت 60 ألف شركة إفلاسها نتيجة تعطل الأعمال وتدهور بيئة الأعمال.
وفي سياق متصل، لحقت بالقطاع السياحي الإسرائيلي خسائر بلغت قيمتها حوالى 3.4 مليار دولار، وسط تراجع حاد في الاستثمارات المحلية والأجنبية بفعل حالة عدم الاستقرار.
من القبة إلى "مقلاع داوود"
مثلت كلفة تشغيل الأنظمة الدفاعية الإسرائيلية عبئًا متصاعدًا على الموازنة خلال الفترات الماضية، فقد بلغت تكلفة إطلاق صاروخ واحد من "القبة الحديدية" نحو 40 ألف دولار، فيما وصلت تكلفة صاروخ "مقلاع داوود" إلى 700 ألف دولار، بينما بلغت تكلفة ساعة الطيران لمقاتلة F-35 حوالي 10 آلاف دولار.
ولا تقتصر الخسائر على الأرقام المعلنة الآن، بل يتجاوز الأمر هذه الأرقام إلى آثار بعيدة المدى نتيجة تراجع الثقة الدولية وبالتالي تراجع الاستثمارات الخارجية، وارتفاع تكاليف الشحن بسبب إغلاق باب المندب وغيرها .
مأزق الحكومة
ومن جهة أخرى، تمثل طلبات التعويضات التي تجاوزت الـ 40,000 طلب تعويض حتى الآن، مأزق آخر لحكومة نتنياهو حيث يواجه صندوق ضريبة الأملاك، المسؤول عن تعويض المتضررين، أزمة في التمويل، ما يعني أن الحكومة ستضطر إلى إعادة تمويله من الميزانية العامة، مما يعمق العجز المالي
إضافة إلى عملية إعادة بناء المنازل والعقارات المتضررة ستستمر لسنوات، وضمن الخسائر الجسيمة معهد وايزمان للأبحاث، حيث دُمر أحد المباني البحثية وتُقدر الخسائر فيه بنحو 6 مليارات دولار، وضياع أبحاث علمية استغرقت سنوات ولا يمكن تعويضها.
Trending Plus