أحمد أبو اليزيد يكتب: شيرين عبد الوهاب صوت الجميع

فى حفل ختام مهرجان موازين الدولى فى دورته العشرين بالعاصمة المغربية الرباط، والذي كانت تحييه النجمة وصوت الجميع شيرين عبد الوهاب، لم يكن ليقبل شخص واحد من جمهور شيرين الحقيقي وبفنها أن يكون هذا حالها وهذه حياتها.
تلك لحظة شعورية قاتلة قد تؤدي بإنسان حساس مثلها إلى فقدان الثقة في نفسه وفيمن حوله، وفي ظل هذا الإحساس بالإحباط واللا حيلة واللا جدوي واللا معنى يصل الإنسان إلى طريق مسدود.. يشعر الشخص الحساس أن روحه قد تهدمت فيكره نفسه ويكره الحياة معًا.. ولحظة اليأس قد تتراكم مع الأيام، وقد تنفجر في لحظة ولكنها تسلم الإنسان المرهف الرقيق إلى شعور بعدم الجدوى.
تذكرت مسلسل "طريقى" وأنا أكتب هذه السطور وقد مر 10 سنوات عليه، تلكً اللوحة الفنية الجميلة التى جمعت فيها شيرين بين التمثيل والغناء.
وقد دخلت شيرين عبد الوهاب موقع تصوير مسلسل "طريقى"، وهى تحمل سلاحًا مهمًا هو "إحساسها"، الذى غنت ومثلت به، وهو السلاح الكافى الذى رجح كفة نجاحها كممثلة فى شخصية"دليلة"، والتى جسدتها "شيرين" فى أول بطولة درامية لها وكانت صادقة، وهى تمثل دور الفتاة الصغيرة والابنة والزوجة والعاشقة للفن.
الزمان والمكان لعبا دورًا مهمًا فى عمل كتبه بإحساس تامر حبيب وأخرجه بحرفية محمد شاكر خضير، "زمن" تمنت شيرين عبد الوهاب أن تكون واحدة منه.. "زمن" عبد الحليم حافظ وبليغ حمدى.. "زمن" الكلمات المؤثرة والألحان البديعة.. "زمن" الطرب والسلطنة، وهو ما أكدته شيرين بصوتها فى المسلسل بأغنيات "يا عشاق النبى" و"يا صباح الخير يالى معانا"، ومشهد وهى تغنى "إن راح منك يا عين"، ومرة فى تابلوه غنائى بسيط وهى تغنى مع زميلاتها "ألو ألو إحنا هنا" وغيرها من الأغنيات القديمة، أما "المكان" فهو عالم شيرين الحقيقى الذى حلمت به.. الشارع "الفاضى" الخالى من الزحمة والخضرة التى تكتسى "الجناين" وهيبة الإذاعة المصرية فى الماضى ومسارح الفن الحقيقية والأوبرا، وغيرها من الأشياء والأماكن التى اختفت وأصبحت ماضيًا نعيش على ذكرياته.
باختصار شيرين عبد الوهاب هي صوت الجميع، وعودتها لفنها بالشكل المثالى أمر واجب وضروى يتمناه جمهورها ومحبيها وعشاقها وحتى الذين ليسوا كذلك، فليس كل يوم هناك خامة صوت مثل شيرين عبد الوهاب.
Trending Plus