اشتعال الأحداث فى السودان.. الجيش السودانى يقصف مواقع للدعم السريع فى نيالا بجنوب دارفور ويعيد فتح طريق حيوي بعد معارك عنيفة مع "الشعبية".. والأمم المتحدة تكشف: الدعم السريع تُجنّد مقاتلين داخل أفريقيا الوسطى

يواصل الجيش السوداني، ملاحقته لميليشيا الدعم السريع، ويستهدف بسط سيطرته على كافة الولايات فى السودان، واستعادة سيطرته على إقليمى دارفور وكردفان بشكل خاص، التى تقع معظمهما تحت سيطرة ميليشيا الجنجويد.
واستمرت القوات المسلحة السودانية، فى استهداف مواقع استراتيجية لميليشيا الدعم السريع بمدينة نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور، بعد أن قصف مركزًا لتجميع وتدريب المقاتلين بالطائرات المسيرة.
واستهدفت المسيّرات المملوكة للقوات المسلحة، لأول مرة موقعين على الأقل يتبعان للدعم السريع بولاية غرب دارفور، الأول طال معسكرًا يضم أعدادًا كبيرة من المجندين في منطقة "هبايل" علاوة على موقع عسكري في بلدة "سيسي" في الطريق بين زالنجي والجنينة.
وقامت عناصر من الدعم السريع بتحويل عددًا من المؤسسات المدنية في نيالا، من بينها مقار سكن طلاب جامعة نيالا، إلى مركز لتجميع المقاتلين من المرتزقة الأجانب والسودانيين وتدريبهم على فنون القتال، بما في ذلك التدريب على تشغيل المسيّرات، وفقًا لمصادر عسكرية.
وأفاد شهود بسماعهم لثلاثة انفجارات قوية وغير مسبوقة تصاعدت معها أعمدة الدخان حول موقعين على الأقل داخل مجمع "موسية" لسكن الطلاب، فيما أفاد الشهود عن مشاهدتهم لسيارات إسعاف تهرع بالمصابين الذين يرتدون زي الدعم السريع صوب المستشفى التركي، الذي تُسيطر عليه الدائرة الطبية لقوات الدعم السريع، وفقا لصحيفة سودان تربيون.
ومن جهة أخرى، قررت الإدارة المدنية بولاية جنوب دارفور التابعة لقوات الدعم السريع تشكيل لجنة تحقيق حول اقتحام مسلحين يتبعون لذات القوات لسجنين بمدينة نيالا، وإطلاق سراح عدد كبير من الأسرى والمساجين بقوة السلاح.
وقال رئيس الإدارة المدنية يوسف إدريس يوسف في تصريحات صحفية إنه "قرر تشكيل لجنة للتحقيق في أحداث سجن كوبر ودقريس بولاية جنوب دارفور، برئاسة وكيل ثاني النيابة وممثل الشرطة وعضوية آخرين".
وأوضح أن اللجنة ستقوم بالتقصي والتحقيق حول الأحداث التي وقعت في السجنين خلال الأسبوع الماضي، بعد أن أدى أعضاؤها القسم أمامه.
وفي 26 يونيو الجاري، اقتحمت قوة تتبع للدعم السريع سجن دقريس بمدينة نيالا، وحاولت إطلاق سراح أحد قادتها، وهو ما قاد لاندلاع مواجهات عنيفة بين القوة المكلفة بحماية السجن والقوة المهاجمة، نتج عنها مقتل 23 على الأقل من الجانبين، بما في ذلك مدير السجن.
وأعادت الدعم السريع افتتاح سجون نيالا، واستخدمتها في احتجاز آلاف المواطنين، علاوة على متقاعدي القوات المسلحة بولاية جنوب دارفور، كما نُقل إليها أعداد كبيرة من الأسرى العسكريين والمدنيين الذين جرى ترحيلهم من ولايات الخرطوم والجزيرة والنيل الأبيض، بعد طرد الجيش القوات من هذه الولايات.
كما هاجمت نفس القوة التابعة للدعم السريع، سجن كوبر بمدينة نيالا، وقامت بإطلاق سراح عشرات المحتجزين.
وتعاني عاصمة ولاية جنوب دارفور من انفلات أمني ومواجهات مسلحة تندلع بين الحين والآخر بين عناصر الدعم السريع فيما بينهم، كما صعّدت هذه القوات من وتيرة الانتهاكات التي ترتكبها ضد المدنيين، والتي تشمل القتل والنهب والاعتقال التعسفي.
وتمكن الجيش السوداني، من تحقيق انتصار جديد، بعد إعادة فتح الطريق القومي "كادقلي – الدلنج" بولاية جنوب كردفان بعد معارك عنيفة قادها ضد الحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة عبدالعزيز الحلو.
وكانت الحركة الشعبية المتحالفة مع ميليشيا الدعم السريع، قد نجحت مطلع الأسبوع الماضي في قطع الطريق بسيطرتها على محطة الدشول الاستراتيجية، بعد معارك شرسة ضد الجيش، كما أطلقت قذائف مدفعية سقطت داخل الدلنج وتسببت في تدمير عدد من المنازل ووقوع إصابات وسط المدنيين.
وقال قائد الفرقة 14 مشاة اللواء فيصل مختار الساير في تصريحات صحفية من بلدة الكرقل إن القوات المسلحة تمكنت من إعادة فتح الطريق القومي كادقلي – الدلنج وهزيمة قوات الحركة الشعبية.
وأعلن عن تمكن الجيش من تدمير دبابتين في بلدة الدشول واستلام أخرى بحالة جيدة أثناء مهاجمة الشعبية منطقة الكرقل ذات الموقع الاستراتيجي، ليرتفع بذلك عدد الدبابات التي تم الاستيلاء عليها وتدميرها خلال الأسبوعين الماضيين إلى نحو ست دبابات.
وأفاد الساير أن الجيش عازم على تطهير كل ولاية جنوب كردفان ومطاردة مليشيات الحركة الشعبية والدعم السريع، على حد قوله.
وتتجه الأوضاع بولاية جنوب كردفان نحو التصعيد العسكري بين أطراف النزاع، بعد أن حشدت الحركة الشعبية مقاتليها وتمركزت بالقرب من الدلنج، ثاني أكبر مدن جنوب كردفان.
في المقابل، دفعت الدعم السريع بتعزيزات عسكرية كبيرة تمركزت في مدينة الدبيبات، رئاسة محلية القوز، حيث قصفت القوات في 25 يونيو الجاري مواقع مدنية وعسكرية داخل مدينة الدلنج، ما أودى بحياة أربعة أشخاص على الأقل وأصاب آخرين.
ومن جهة أخرى، كشفت مسئولة فى الأمم المتحدة، أن ميليشيا الدعم السريع، تقوم بتجنيد مقاتلين داخل أفريقيا الوسطى، مشيرة إلى تزايد وجود عناصرها في منطقة أبيي، وهى منطقة متنازع عليها بين السودان وجنوب السودان، وتتواجد بها قوة تابعة للأمم المتحدة تعمل على ضمان جعل المنطقة منزوعة السلاح إلى حين تقرير مصيرها.
وكانت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة لشئون أفريقيا، مارثا بوبي، قد قدّمت ليل الجمعة، إحاطة إلى مجلس الأمن الدولي حول جهود المنظمة الدولية لدعم السودان في مساره نحو السلام والاستقرار.
وقالت مارثا بوبي فى كلمتها إن قوات الدعم السريع تقوم بعمليات تجنيد في شمال شرق أفريقيا الوسطى.
وأشارت إلى أن مجلس الأمن الدولي أدان هجومًا على قوات حفظ السلام التابعة لبعثة الأمم المتحدة في أفريقيا الوسطى "مينوسكا"، نفذته عناصر مسلحة يُعتقد أنها سودانية.
وأفادت مارثا بوبي بأن تزايد وجود عناصر الدعم السريع في منطقة أبيي فاقم الوضع الهش أصلًا، وشددت على أن تبعات النزاع في السودان تتجاوز حدوده.
وأكدت مارثا بوبي عدم وجود مؤشرات تشير إلى قرب نهاية النزاع في ظل تصميم أطرافه على تحقيق أهداف عسكرية.
وحذّرت من تزايد استخدام الأسلحة المتطورة، بما في ذلك الطائرات المُسيّرة، مما أدى إلى توسيع رقعة القتال إلى مناطق كانت مستقرة، حيث أدت الهجمات الجوية إلى سقوط ضحايا مدنيين ونزوح جماعي.
وتوقعت أن تصبح مدينة الأبيض بولاية شمال دارفور نقطة اشتعال رئيسية في الأسابيع المقبلة، بعد تحوّل النزاع إلى دارفور وكردفان.
وكشفت المسئولة الأممية، أن الأمم المتحدة تسعى إلى هدنة إنسانية مؤقتة لتيسير وصول المساعدات إلى المناطق المتأثرة بالنزاع، بدءًا من الفاشر مع السماح للمدنيين بالمغادرة طوعًا وبأمان.
ووافق رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان على طلب توقف القتال في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور لمدة أسبوع لتوصيل الإغاثة.
وقالت مارثا بوبي إن الأمم المتحدة تشجع على الحفاظ على وحدة السودان وسيادته وسلامة أراضيه كـ"عناصر أساسية لحل مستدام للأزمة".
وشددت على ضرورة وجود قيادة مدنية لصياغة توافق سياسي ورؤية شاملة من أجل العودة إلى انتقال سلمي تقوده حكومة مدنية.
Trending Plus