الآثار المصرية القديمة تعيد كتابة كل ما نعرفه عن التاريخ بعد 5000 عام من الظلام

كشف تاجر تجزئة ومقدم برامج صوتية في ولاية فلوريدا عن مجموعة نادرة من المزهريات المصرية القديمة، يعتقد أنها قد تغير فهمنا لتاريخ الحرف اليدوية في مصر القديمة، فقد اقتنى 85 وعاءً حجريًا منحوتا من أنواع مختلفة من الحجارة الصلبة، مثل الجرانيت والحجر الجيري والكوارتز، تعود في أغلبيتها إلى أكثر من 5000 عام، وتتميز بدقة في التصميم وتناسق في الشكل يُضاهي التقنيات الحديثة.
المزهريات، التي نحتت من كتل حجرية صلبة دون تجميع، تتميز بتصميمات معقدة، ومقابض محفورة بدقة، وجوف داخلي متناظر، مع قواعد دقيقة تصل دقتها إلى أجزاء من الألف من البوصة، التفسير السائد بأن هذه القطع صُنعت باستخدام الحجارة وأزاميل النحاس هو تفسير سخيف تمامًا، من الواضح أن هناك أدوات أكثر تقدمًا، مثل المخرطة، لكننا لم نعثر على أي أثر لها في السجلات الأثرية."

الآثار
ووفقا لما ذكره موقع ديلى ميل، هذه الادعاءات تخالف الرؤية الأكاديمية التقليدية حول الحرف في مصر القديمة، فإنها أثارت جدلًا واسعًا، إذ يرى علماء الآثار أن الحرفيين المصريين القدماء قد بلغوا درجة عالية من المهارة، تفسر هذا المستوى من الدقة، دون الحاجة إلى افتراض وجود أدوات متقدمة مفقودة.
تم العثور على أكثر من 40,000 مزهرية حجرية مماثلة في مواقع أثرية مصرية، أبرزها هرم زوسر المدرج، ويعود العديد منها إلى ما قبل 2800 قبل الميلاد، بل إن بعض القطع تعود إلى عصر ما قبل الأسرات، أي إلى ما قبل 4000 عام قبل الميلاد.
وقد استخدمت هذه المزهريات غالبًا في الطقوس الدينية أو الجنائزية، وكانت تدفن مع المتوفين، ومع مرور الزمن، تطورت في الشكل والدقة، خاصة في بداية عصر الأسرات حوالي 3100 قبل الميلاد، حيث استخدمت لحفظ الزيوت والعطور والقرابين.
تعتمد نظرية بيل جزئيًا على ملاحظات قديمة تعود إلى عام 1883، حين أشار عالم الآثار البريطاني الشهير فليندرز بيتري إلى إمكانية استخدام مخرطة في صناعة بعض هذه المزهريات، بسبب التماثل الهندسي والدقة الشديدة في منحنياتها وصقلها.
وقد تعاون بيل مع "مؤسسة أبحاث القطع الأثرية"، وهي فريق يضم مهندسين وخبراء في تقنيات القياس الدقيقة، حيث قاموا بإجراء مسح ضوئي ثلاثي الأبعاد باستخدام تقنية الإسقاط المنظّم على حوالي 30 مزهرية، بالإضافة إلى فحوصات التصوير المقطعي المحوسب لـ35 مزهرية أخرى.
كشفت النتائج أن إحدى المزهريات المصنوعة من الجرانيت الرقيق تتميّز بجوانب وقمة مستديرة بشكل شبه مثالي، مع هامش خطأ يقل عن واحد بالألف من البوصة، وهو مستوى دقة نادر في القطع الأثرية القديمة.

الاثار
وفي دراسة منفصلة، أجرى الدكتور ماكس فوميتشيف زاميلوف، عالم الحاسوب في معهد موسكو للتكنولوجيا الإلكترونية، تحليلًا على 22 مزهرية، ووجد أن هامش الخطأ في الشكل لا يتجاوز 15 ميكرونًا، أي أكثر دقة بعشر مرات من مثيلاتها المصنعة بالآلات الحديثة.
وأشار أيضًا إلى أن العديد من المزهريات بدت متمركزة تمامًا، ما يدل على وجود وسيلة محكمة لتدويرها أثناء النحت، وهو ما يرتبط عادةً باستخدام المخرطة أو أدوات مشابهة.
ومع ذلك، لم تُنشر هذه النتائج بعد في دوريات علمية خاضعة لمراجعة الأقران، ويؤكد الباحثون أنهم بحاجة إلى تحقق أكاديمي مستقل.
وقد حيرت بعض القطع الخبراء، خصوصًا تلك التي تحتوي على فتحات دقيقة أصغر من إصبع الإنسان، ما يثير التساؤل حول كيفية تفريغ جوفها بهذه الدقة منذ آلاف السنين.

Trending Plus