الخبير الأمنى اللواء أحمد كساب يكشف فى حوار مع"اليوم السابع": الداخلية حطمت شبكة الإخوان الإرهابية بعد 30 يونيو.. الشرطة واجهت إرهاب الجماعة وفق رؤية متطورة.. وتصدينا للشائعات ونشر الإحباط الالكترونى

جانب من الحوار
جانب من الحوار
حوار محمود عبد الراضي

** الشرطة نجحت فى العمل الاستباقي الذي منع وقوع العديد من العمليات قبل تنفيذها

** الإخوان دخلت مرحلة ما بعد التنظيم عبر الخلايا العنقودية

** المواطن كان شريكًا فعليًا في المعركة يُبلغ ويراقب ويتعاون

بعد ثورة 30 يونيو التي خرج فيها ملايين المصريين مطالبين بإنهاء حكم جماعة الإخوان الإرهابية، لم يكن التحدي الأمني مجرد فرض النظام في الشوارع، بل كان صراعًا مفتوحًا مع تنظيمٍ أدار شبكة من العنف والتفجيرات والأكاذيب لزعزعة استقرار الدولة.

وزارة الداخلية وجدت نفسها أمام معركة وجود حقيقية، تتطلب أن تتحول من جهاز يواجه الجريمة التقليدية إلى مؤسسة قادرة على التصدي للإرهاب المنظم، العابر للمحافظات، والذي يتكئ على أدوات تكنولوجية وتمويلات خارجية ودعم لوجستي من أطراف متعددة.

في هذا السياق أجرينا هذا الحوار مع اللواء الدكتور أحمد كساب، الخبير الأمني، الذي يشرح فيه بالأرقام والمواقف كيف استطاعت الوزارة استعادة السيطرة، وضرب البنية التنظيمية للجماعة، ومواجهة موجات العنف المتلاحقة، في واحدة من أصعب فترات الدولة الحديثة.

في بداية حديثه، أكد اللواء دكتور أحمد كساب أن ما بعد 30 يونيولم يكن فقط لحظة سياسية، بل بداية لمعركة مفتوحة مع تنظيم لم يقبل بفقدان السلطة، وقرر اللجوء إلى السلاح والتفجير والتخريب لإحداث فوضى شاملة.

وأضاف في حواره لـ"اليوم السابع": أن وزارة الداخلية أدركت مبكرًا خطورة المرحلة، واعتمدت خطة أمنية محكمة، قائمة على تفكيك البنية التحتية للجماعة، واستباق تحركاتها، ومراقبة العناصر الخطرة، مع تعزيز التنسيق بين قطاعات الأمن الوطني، والأمن العام، والمفرقعات، وفرق مكافحة الإرهاب، مشيرًا إلى أن الوزارة كانت في سباق مع الوقت، حيث كانت العمليات الإرهابية تُخطط بشكل متسارع وتُنفذ بأساليب متنوعة.

وأشار الخبير الأمني إلى أن المواجهة لم تكن تقليدية، فقد دخلت جماعة الإخوان في مرحلة ما بعد التنظيم، عبر الخلايا العنقودية التي تعمل بشكل منفصل، وتستخدم وسائل اتصال مشفرة وأسماء حركية، مما جعل من الضروري تطوير قدرات الوزارة التكنولوجية.

في هذا السياق، تم إنشاء وحدات خاصة لرصد وتحليل الاتصالات المشفرة، وتوظيف خبراء أمن معلومات لتتبع الحسابات التي تنشر محتوى تحريضيًا أو تنسق لعمليات عنف.

وقال اللواء كساب: "أجهزة وزارة الداخلية لم تكتفِ بالتصدي للعمليات الإرهابية على الأرض، بل دخلت ساحة الحرب الإلكترونية بقوة، واستطاعت تفكيك العشرات من الشبكات التي كانت تعمل عبر تطبيقات مغلقة، وتخطط لهجمات أو تحرض على الدولة."

وأكد اللواء كساب أن أحد أبرز مفاتيح النجاح كان في العمل الاستباقي الذي منع وقوع العديد من العمليات قبل تنفيذها، من خلال جمع المعلومات وتحليلها، والتعاون مع المواطنين في الإبلاغ عن الشقق المفروشة والمستأجرة التي كانت تُستخدم كمخابئ.

كما أوضح أن الوزارة كثّفت من نشاطها في مراجعة أوراق المركبات، وتشديد التفتيش في الكمائن، والتوسع في حملات الضبط في المناطق الحدودية والنائية، خاصة في شمال سيناء التي كانت تمثل نقطة تمركز لعدد من أخطر العناصر المسلحة.

وأضاف أن هذه الإجراءات أدت إلى ضبط كميات ضخمة من المتفجرات والأسلحة، والسيطرة على عشرات المخازن التي كانت معدة لشن عمليات نوعية ضد مؤسسات الدولة، والمواطنين.

وتابع اللواء كساب قائلًا إن أحد أوجه المواجهة التي لم تُسلط عليها الأضواء بالقدر الكافي هو الدور المجتمعي لوزارة الداخلية في تلك المرحلة، فالوزارة لم تكن مجرد جهاز ردع، بل تحولت إلى شريك مجتمعي، وحرصت على التفاعل المباشر مع المواطنين من خلال برامج توعية موسعة في الجامعات والمدارس، وتنسيق مع وسائل الإعلام لشرح حقيقة ما يجري، وتفنيد الأكاذيب التي كانت الجماعة تروجها.

كما أشار إلى أن الوزارة استفادت من الدعم الشعبي الواسع، حيث كان المواطن شريكًا فعليًا في المعركة، يُبلغ، ويراقب، ويتعاون، ما سهّل كثيرًا من المهام الميدانية.

وبسؤاله عن دروس تلك المرحلة، قال اللواء أحمد كساب إن ما حدث بعد 30 يونيو كشف أهمية تطوير المنظومة الأمنية بشكل دائم، فالخطر لم يكن فقط في التفجيرات، بل في نشر الشائعات، والتشكيك في مؤسسات الدولة، وزرع الإحباط، وكلها أدوات يستخدمها الإرهاب الحديث، الذي لم يعد يقتصر على حمل السلاح، بل أصبح حربًا نفسية ومعلوماتية واقتصادية.

وأكد أن وزارة الداخلية استوعبت هذا التحول، وبدأت منذ تلك المرحلة في بناء عقلية أمنية جديدة، تعتمد على التحليل، والمرونة، والتواصل مع المجتمع، وليس فقط على المواجهة الصلبة.

وختم اللواء الدكتور أحمد كساب حواره بالتأكيد على أن جماعة الإخوان تلقت ضربة قاصمة بعد 30 يونيو بفضل اليقظة الأمنية والحنكة في التعامل مع أذرعها، ولكن المعركة مع الإرهاب لم تنتهِ، بل تغيرت أشكالها، مما يفرض على الجميع، دولة ومجتمعًا، البقاء في حالة وعي دائم، وتحديث أدوات المواجهة باستمرار.

وقال: "ما حدث كان درسًا كبيرًا، لكن الأهم هو أن نتعلم ألا نترك مساحة لأي فكر متطرف لينمو في الظل، أو يتخفى خلف شعارات زائفة."

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

استخراج جثة سيدة بعد تقطيع السيارة إثر سقوط ونش عليها بطريق الأوتوستراد

وزير الخارجية يزف بشرى للمصريين بالخارج: بحث تجديد مبادرة استيراد السيارات

1 يوليو بدء التقديم لرياض الأطفال والصف الأول الابتدائي بالمعاهد الأزهرية

مصادر إسرائيلية: الأمل فى إتمام صفقة بغزة قائم.. والأمر يتجه لاتفاق جزئي

مصر تعرب عن خالص تعازيها للسودان الشقيق في ضحايا حادث انهيار منجم للذهب


الداخلية تضبط صانع محتوى يصور فيديوهات خادشة للحياء.. فيديو

إعلام فلسطيني: 11 شهيدًا ومصابون بقصف منزل في جباليا شمال غزة

مصر تضمن ميدالية فى كأس العالم للشطرنج تحت 12 عاما بجورجيا

سبب تأخر انضمام محمد شكري للأهلي رغم الاتفاق على تفاصيل الصفقة

ريبيرو مدرب الأهلي يتجول فى شارع المعز ويلتقط صورا مع الجماهير.. فيديو


بى بى سى تسلط الضوء على كشف "إيمت" الأثرى بجهود فريق مصرى بريطانى

منتخب شباب اليد يحقق المركز السادس فى بطولة العالم بالخسارة أمام ألمانيا

رئيس لجنة الصحة بالبرلمان: انخفاض عدد الأطباء في أفريقيا بسبب"الهجرة"

إخلاء سبيل أحمد السقا فى اتهامه بالتعدى على طليقته مها الصغير بكفالة 5 آلاف جنيه

كامل الوزير: إعداد خطة زمنية مضغوطة لإنهاء الطريق الإقليمي بالكامل

توجيهات من رئيس الوزراء بشأن حادث الإقليمى.. تخليد أسماء الشهيدات أبرزها (إنفوجراف)

الخميس 3 يوليو موعد إجازة 30 يونيو.. رئيس الوزراء يصدر القرار رسميا

برشلونة ينهى علاقته رسميًا بأسطورته ليونيل ميسي خلال ساعات

كامل الوزير يتفقد موقع حادث المنوفية على الإقليمي: هذه المأساة لن تتكرر

آمال ماهر تضع اللمسات الأخيرة لألبومها الجديد.. وحفل في سيدي عبد الرحمن

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى