السم الحلو.. كيف تضر الحلويات صحة أطفالنا؟

يميل العديد من الأطفال إلى الإفراط في تناول الحلويات والأطعمة السكرية بكميات كبيرة، نظرًا للدور المحوري الذي يلعبه الآباء في تشكيل العادات الغذائية لأطفالهم، ولنقص الوعي الغذائي لدى بعض المستهلكين، فإن تثقيفهم حول أضرار الإفراط في تناول الحلويات أمر حيوي لضمان صحة وسلامة الأطفال.
أوضحت الدكتورة رحاب محمد الباحث بمعهد بحوث تكنولوجيا الاغذية أنه على الرغم من أن الحلويات والمشروبات السكرية تعد مصدرًا للطاقة، إلا أن استهلاكها المفرط من قبل الأطفال يثير مخاوف صحية جمة؛ لافتقارها للقيمة الغذائية وارتباطها بالعديد من الآثار الصحية السلبية، منها:
1. تسوس الأسنان
يُعد تسوس الأسنان من أكثر الأمراض شيوعًا لدى الأطفال. على الرغم من أن جميع السكريات القابلة للتخمر تساهم في حدوثه، إلا أن السكروز هو الأكثر تأثيرًا في إحداث تسوس الأسنان مقارنةً بالفركتوز أو الجلوكوز. فبعد تناول الطعام، تخمر البكتيريا السكريات المتبقية في الفم لتنتج حمض اللاكتيك، الذي يزيد من حموضة الفم ويتسبب في إزالة طبقة المينا الواقية للأسنان وتلف طبقة العاج.
2. السمنة وزيادة الوزن
غالبًا ما تكون الأطعمة السكرية غنية بالسعرات الحرارية وفقيرة بالعناصر الغذائية. لذا، يؤدي الإفراط في تناول هذه المنتجات إلى زيادة كبيرة في السعرات الحرارية المتناولة وارتفاع في الوزن. كما أن تناول الحلويات والسكريات يزيد من مقاومة هرمون اللبتين، الذي ينظم الشعور بالشبع. هذه المقاومة المزدوجة للأنسولين واللبتين تؤدي إلى زيادة الوزن والمضاعفات الصحية المرتبطة به مثل مرض السكر من النوع الثاني. إضافة إلى ذلك، يؤدي استهلاك السكر بكميات كبيرة إلى زيادة هرمون الجريلين الذي يحفز الشعور بالجوع ويزيد من الشراهة في تناول الطعام.
3. مرض السكر من النوع الثاني
قد يؤدي الإفراط في تناول السكر إلى زيادة مقاومة الجسم للأنسولين، وهي مقدمة للإصابة بمرض السكر من النوع الثاني. فقد وُجد أن تناول الحلويات بكميات كبيرة يؤدي إلى ارتفاع مفاجئ في مستويات السكر في الدم، مما قد يسبب مشاكل صحية للأطفال. كما أنه يزيد من مقاومة الجسم للأنسولين، وهي حالة تعجز فيها الخلايا عن الاستجابة جيدًا لهرمون الأنسولين، مما يؤدي إلى تراكم الجلوكوز في الدم وما يترتب على ذلك من آثار سلبية على صحة الأطفال خاصةً والمستهلكين من الأعمار الأخرى عامةً.
4. سوء التغذية
قد يؤدي التعود على نظام غذائي غني بالأطعمة السكرية إلى الابتعاد عن الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية المفيدة مثل الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة، مما ينتج عنه نقص في الفيتامينات والمعادن وغيرها من العناصر الغذائية الأساسية.
5. مشاكل في الهضم
يؤدي تناول كميات كبيرة من السكريات، خاصة الفركتوز، إلى مشاكل في الهضم مثل الانتفاخ والتقلصات، وذلك لصعوبة امتصاصه في الأمعاء، بالإضافة إلى تأثير السكريات على توازن وحيوية البكتيريا النافعة في الأمعاء (البروبيوتيك)، وتشجيع نمو البكتيريا الضارة.
6. أمراض القلب
قد يؤدي الإفراط في تناول السكر إلى ارتفاع ضغط الدم وزيادة الالتهابات، بالإضافة إلى زيادة مستويات الدهون في الدم. وكل هذه العوامل تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب.
7. ضعف جهاز المناعة
تؤثر السكريات الزائدة عن حاجة الجسم سلبًا على جهاز المناعة، مما يزيد من احتمالية الإصابة بالعدوى والالتهابات.
8. مشاكل في النمو
قد يؤثر الإفراط في تناول الحلويات سلبًا على نمو الأطفال، حيث إن الحلويات غالبًا ما تكون فقيرة بالعناصر الغذائية الأساسية التي يحتاجها الجسم للنمو السليم.
9. المخ والجهاز العصبي
على الرغم من أن المخ يحتاج إلى الجلوكوز لأداء وظائفه المعرفية مثل التفكير والتعلم والتذكر، إلا أن الإفراط في تناول السكريات قد يرتبط بانخفاض الأداء العقلي والإدراكي، مما يؤثر سلبًا على الذاكرة. كما يسبب مشكلات أخرى مثل فرط النشاط والحركة وخفض معدل التركيز، وبالتالي يؤثر سلبًا على الأداء الأكاديمي للأطفال وقدرتهم على التعلم. في الآونة الأخيرة، ذكرت بعض الدراسات أن التناول المفرط للسكريات على المدى الطويل قد يؤثر على وظيفة الدوبامين، مما يزيد بدوره من احتمالية إصابة الأطفال باضطراب فرط النشاط ونقص الانتباه وصعوبة التعلم.
10. التقلبات المزاجية والخمول
يؤدي تناول الحلوى إلى ارتفاع سريع في مستوى السكر في الدم، ثم يليه انخفاض مفاجئ، مما يؤدي إلى تغيرات ملحوظة في مزاج الطفل. يحصل الطفل على دفعة أولية من الطاقة تستمر عادةً بين 30-60 دقيقة، قبل أن تتلاشى بعد ذلك، مما يؤدي إلى الخمول والتعب، وبالتالي يؤثر ذلك على نشاط الطفل اليومي ويجعله عرضة للتعب والإجهاد.
11. اضطراب الصحة النفسية
تشير بعض الدراسات إلى وجود صلة بين تناول السكر بكثرة وزيادة خطر الإصابة بالقلق أو الاكتئاب.
ما هي البدائل الصحية للحلويات والمشروبات السكرية؟
للتقليل من استهلاك الحلوى والسكريات، يمكن استخدام بدائل صحية:
العسل: يُعد من المحليات الطبيعية الغنية بالفيتامينات والمعادن، ويمكن استخدامه في صناعة الكعك والبسكويت. لكن يجب الانتباه إلى أنه غير مناسب للأطفال الذين تقل أعمارهم عن سنة.
الموز المهروس: بديل رائع في الوصفات التي تتطلب إضافة السكر، حيث يمنح الحلويات حلاوة طبيعية وقوامًا جيدًا.
معجون التمر: يحتوي التمر على ألياف ومعادن، ويمكن استخدامه كبديل صحي للسكر في العديد من الوصفات.
الفواكه الطازجة: مثل الموز، الفراولة، التمر، المشمش، التفاح، والبرتقال.
الفواكه المجففة: مثل الزبيب، المشمش، والخوخ.
الخضروات: مثل الجزر والخيار.
المثلجات الطازجة: المصنوعة من الفواكه الطبيعية، أو اللبن الطبيعي/الزبادي مع الفواكه أو العسل.
المكسرات: مثل اللوز، الفستق، البندق، والجوز.

Trending Plus