تداعيات حادث المنوفية.. مجلس النواب يكتسي بالحزن على وفاة 19 فتاة.. بدء الجلسة العامة بدقيقة حدادا على أرواح الضحايا.. نواب يلقون بيانات عاجلة ومطالب بمحاسبة المقصرين.. والحكومة: لن نتهاون مع المهملين

شهدت الجلسة العامة لمجلس النواب، برئاسة المستشار الدكتور حنفي جبالي، المنعقدة اليوم الأحد، تصريحات قوية للنواب ومطالبات بتشكيل لجنة تقصي حقائق ومحاسبة كافة المسؤولين وإعادة النظر في منظومة صيانة الطرق، أثر الحادث الأليم الذي شهدته مصر الساعات القليلة الماضية، وأودى بحياة عدد من الفتيات بمحافظة المنوفية، ما أثار حالة من الحزن، ووقف أعضاء مجلس النواب خلال الجلسة العامة اليوم، دقيقة حدادا على أرواح الـ 19 فتاة من بنات قرية المنوفية.
ونعى المستشار الدكتور حنفى جبالى رئيس المجلس، الفتيات مقدمًا العزاء لأهالى الضحايا داعيا المولى عز وجل أن يلهم أهلهم الصبر والسلوان، حيث قدم رئيس المجلس باسمه وباسم أعضاء المجلس خالص التعازي وصادق المواساة لأهالي ضحايا الحادث الأليم الذي راح ضحيته فتيات من محافظة المنوفية، داعياً المولى عز وجل أن يتغمدهن بواسع رحمته وأن يلهم أهلهم الصبر والسلوان وأن يعجل بشفاء المصابين.
ودعا المستشار الدكتور حنفى جبالى رئيس مجلس النواب، لجنة النقل والمواصلات بالمجلس، إلى استمرار فى عقد الاجتماعات فى الأيام المقبلة، لبحث دراسة أسباب الحادث الأليم، الذى راح ضحيته 19 فتاة من محافظة المنوفية وإعداد تقرير عنه لعرضه على المجلس.
ومن جانبها، استعرضت النائبة سلمى مراد، عضو مجلس النواب عن حزب التجمع، بيانها العاجل الموجه إلى رئيس مجلس الوزراء والفريق كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير النقل والمواصلات، بشأن الحوادث المتكررة على الطريق الدائري الإقليمي، والتي أدت إلى خسائر مأساوية في الأرواح، آخرها حادث المنوفية الذي راح ضحيته 19 فتاة.
وقالت: "منذ شهر تقدمت ببيان عاجل لنفس السبب، لأن هذا الطريق يشهد نزيف دم يوميا دون أي تحرك جاد من الحكومة، واليوم: نحن أمام كارثة إنسانية فقدنا فيها 19 فتاة في عمر الزهور، في حادث أوجع قلوبنا جميعا".
وأوضحت أن الحوادث تقع تحديدا في الوصلة الواقعة بين الخطاطبة – مركز السادات – ومدينة بنها، مرورا بمركزي أشمون والباجور، وهي منطقة يجري بها حاليًا أعمال صيانة، لكنها تفتقر إلى الإجراءات الوقائية اللازمة.
وأكدت البرلمانية أن الوصلة تشهد يوميا حوادث مروعة، يفقد فيها مواطنون أبرياء أرواحهم بسبب سوء حالة الطريق، وغياب التحذيرات الواضحة في مواقع الصيانة، فضلًا عن غياب الرقابة المرورية الكافية التي تتابع المتغيرات على الطريق وتقوم بإجراءات السلامة اللازمة.
وشددت سلمي مراد، أن فترات الصيانة يجب أن تُعامل كفترات طوارئ، ويجب أن تُكثف خلالها المتابعة والرقابة، لا أن تُترك دون إشراف واضح.
وطرحت النائبة تساؤلًا خلال كلمتها هل يمكن للحكومة أن تكف عن التهاون في حماية الأرواح؟ هل تنتظر سقوط المزيد من الضحايا".
وطالبت النائبة بإيقاف تشغيل الطريق فوراً لحين الانتهاء من الإصلاحات، وتشكيل لجنة تقصي حقائق تضم متخصصين من كليات الهندسة وخبراء في مجالات الطرق والمرور، لتحديد نقاط الخطر على الطريق والعمل على إصلاحها بأقصى سرعة ممكنة.
واختتمت مراد بيانها بمناشدة الحكومة التحرك الفوري قائلة: "دماء المصريين ليست رخيصة، وعلى الدولة أن تتحرك اليوم، لا غدا".
وفي السياق ذاته، أعرب النائب مصطفى بكري عن تعازيه قائلًا: “العزاء لكل المصريين الذين شهدوا هذا الحادث الكارثي. وبغض النظر عن تقرير النيابة العامة، علينا مراجعة الكثير من حلقات المنظومة. نعم، مصر حققت إنجاز كبير في إنشاء شبكة طرق تضاهي العالمية، لكن الجهاز الإداري بحاجة لمراجعة أمور مهمة”.
وأضاف بكري: "نحن نعرف المهملين، ولا يجب أن تمر هذه الفاجعة مرور الكرام. أعلن تضامني مع نواب المنوفية، وأطالب بلجنة برلمانية لوضع الأمور في نصابها الصحيح".
ومن جانبه، أبدى النائب هاني خضر غضبه الشديد من التراخي قائلا :" الشعب تعب من التبريرات، حاسبوا المقصرين، الطريق أنشأته الدولة منذ 7 سنوات، وكان إنجازا وقتها، لكن الوضع الحالي يشير إلى خلل حقيقي، رغم أن الدولة أنفقت عليه ما يقارب المليار جنيه في الإصلاحات".
وتابع خضر، أن الأحمال الزائدة أدت إلى تهالك الطريق، والإصلاحات بلا إجراءات رقابية تسببت في تكرار الحوادث، قائلا: "هؤلاء الفتيات لم يكن يرقصن على التيك توك، ولم يكشفوا عن أجسادهن، بل منهم طالبات في كلية الهندسة يساعدن أسرهن، ويستحقن أن يكن في البرلمان".
واستطرد البرلماني قائلا: ما آلمني حقًا هو غياب كلمة عزاء من رئيس الوزراء أو وزير النقل أو حتى المتحدث باسم الوزارة، وأطالب بلجنة تقصي حقائق تُحاسب المسؤولين عن هذا الإهمال.
من جانبه وصف النائب عبد المنعم إمام، أمين سر لجنة الخطة والموازنة، حادث المنوفية المروع بأنه "حادث جلل"، كاشفاً عن مفارقة صادقة حيث أن الطريق الإقليمي الذي وقع فيه الحادث تم صرف 20 مليار جنيه على إنشائه.
وأشار "إمام " إلى أن وزير النقل الحالي كان رئيساً للهيئة المشرفة على إنشاء هذا الطريق، موضحاً أن الطريق تحول إلى "مجموعة من المطبات والمناطق الخطرة" رغم المبالغ الطائلة التي أنفقت عليه.
وقال النائب: "أصبح الطريق يعرف باسم طريق الآخرة"، متسائلا عن مصير صيانة الطرق ومحاسبة المسؤولين.
وانتقد عبد المنعم إمام، عدم تحرك الحكومة إلا في اليوم التالي ولم تذهب لـ"الطبطبة" علي أهل ذويهم، قائلا " "البشر أهم من الحجر".
وطالب النائب بتشكيل لجنة تحقيق عاجلة لتقصي الحقائق حول هذا الطريق والطرق الجديدة، قائلا: "يجب مراجعة كيفية وصول الطرق إلى هذه الدرجة من التردي، والمحاسبة الفورية لكل المقصرين".
فيما ألقى النائب فخرى طايل بينا عاجلا فى مستهل الجلسة العامة لمجلس النواب اليوم، بشأن حادث المنوفية الذى راح ضحيته 19 فتاة، قائلا:" فوجئنا بحادثة مروعة أودت بحياة 19 زهرة من بناتنا، خرجوا سعيا وراء لقمة العيش، تلك الفاجعة التي أوجعت قلوبنا جميعا، واتشحت المحافظة بالسواد، طالبات خرجن سيعا للقمة العيش، هؤلاء رجال بمعنى الكلمة.
وتابع طايل:" أعلن باسمى واسم الهيئة البرلمانية لحزب مستقبل وطن، ونواب محافظة المنوفية، تقديم خالص العزاء، مطالبا فتح تحقيق على أعلى مستوى للكشف على حالة الطريق والأسباب التي أدت لهذا الحادث، خاصة بالأمس القريب كان هناك حادث آخر، لابد وأن يتم تقديم تقرير مفصل عن حالة الطريق والبرنامج الزمنى للانتهاء منه ومحاسبة المخطئ، مع تحديد مواعيد محددة لسير سيارات النقل على الطريق الإقليمى، وهو من الساعة الثانية عشر صباحا حتى السادسة صباحا، ووضع علامات استرشادية".
وقال النائب أحمد حجازي،: لن نختزل الحادثة فى أنه حادث سير، ولكن يتم عن وجود إهمال جسيم، نتج عنه حصد أوراح عدد من أبنائنا، مطالبا فتح تحقيق عاجل شفاف من قبل النيابة العامة، وإعلان نتائجه للرأى العام، ومراجعة أوضاع العمالة اليومية، وضرورة أن يكون لهم تأمين صحى واجتماعى، وتقديم مزيد من الدعم لمتضررى الحادث.
وطالب بضرورة محاسبة المقصرين وتقديمهم للمحاكمة العاجلة، مطالبا ضرورة تحديد مواعيد لسير سيارات النقل على الطريق.
وقال النائب عصمت زايد، إنه على وزارة النقل مراجعة حالة الطريق بالكامل، خاصة وأنه يشهد العديد من الحوادث، وضرورة تحديد مواعيد لسير سيارات النقل، وسحب الرخصة نهائيا ممن يثبت تعاطيه المخدرات من السائقين.
فيما قدم النائب علاء عابد، رئيس لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب التعازي لأهالي المنوفية ونواب المحافظة، خلال مناقشة المجلس حادث الطريق الإقليمي.
وقال عابد: "أوضح أن لجنة النقل والمواصلات منذ هذا الحادث منعقدة على مدار الساعة تابعنا التطورات أولا بأول"، مضيفًا "أتوجه بالشكر لإعلام مصر الواعي، الإعلام الذي نقل الواقع ومشاعر المصريين" مطالبا ، بأن لا يمر الحادث مرور الكرام فلدينا 18 شهيدة من زهرة شبابنا".
ولفت إلى أن رئيس مجلس الوزراء أمر بتشكيل لجنة فنية متخصصة، والنائب العام أمر بالتحقيق، وقال إن "اللجنة الفنية التي أمر رئيس الوزراء بتشكيلها وضمت اللواء إيهاب سالم وصلت إلى تقرير مفاده وجود رسومات هندسية متكاملة في هذه المنطقة، والنيابة العامة أثبتت أن سائق السيارة تعاطجى مخدرا ورخصته منتهية"، مضيفًا "لا يمكن أبدًا ان 18 بنت من بناتنا خرجوا في سبيل الرزق ونحتسبهم شهداء لا يمكن أن يمر الحادث مرور الكرام".
وقال عابد إن الحكومة اتخذت إجراءات، ولجنة النقل اتخذت إجراءات، وأوضح إرسال مذكرة لرئيس مجلس النواب تتضمن بعض الجهات المعنية "ليس الطرق والكباري فقط لتواجدها في اللجنة حتى يمكن الوصول لتوافق حول إدارة الطرق بشكل جيد".
وأوضح أن تقدم كثير من النواب بعدة طلبات إحاطة لهذا الطريق تقوم عليه شركات متخصصة تابعة لبعض الجهات لتطوير 157 كيلومتر تحديدا، وقال "لكن للظروف التي تمر بها الدولة ونحن نعلم بها، هناك بعض التأخير لكن هذا لا يمنع المسؤولية التي أخذت اللجنة على عاتقها بتوجيهات رئيس مجلس النواب تحديد المسؤوليات وسنخطر سيادتك والمجلس الموقر بما سيتم خلال الأيام القادمة".
الحكومة ترد
فيما تقدم المستشار محمود فوزي وزير المجالس النيابية والاتصال السياسي، العزاء في 19 فتاة ضحايا الحادث المأساوي علي الطريق الإقليمي بالمنوفية.
وقال الوزير: تتقدم الحكومة بخالص التعازي والمواساة في الـ19 فتاة، ونقدم التعازي لكل بيت مصر في هذا الحادث الأليم، الذي شهد وفاة 19 فتاة يطلبن الرزق بشرف ويعلمون لبناء المستقبل".
وقال فوزي، إن هذا الحادث هز الوطن، ونحن كحكومة نتفهم حجم الألم الذي خلفه، ونعلن التضامن مع أهالي الضحايا، مشيرا إلي أن الرئيس عبد الفتاح السيسى قد وجه بزيادة التعويضات ومتابعة صيانة الطرق وسرعة الانتهاء من الإصلاحات وتعديل مسار الطريق والعمل علي إزالة العوائق التي تتسبب في الحوادث".
وأشار إلي أنه تنفيذا لتوجيهات الرئاسية تم التحرك الفوري، وقد قطع وزير النقل زيارته الرسمية التي كانت خارج البلاد وعاد للبلاد، وأيضا تم صرف تعويضات استثنائية، مع العلم أن صرف التعويضات لا تعوض الضرر".
وقال المستشار محمود فوزي وزير المجالس النيابية والاتصال السياسي، إن الحكومة لا تعفي نفسها من المسؤولية في حادث الطريق الإقليمي بمحافظة المنوفية الذي راح ضحيته 19 فتاة في عمر الزهور.
وأشار فوزي، إلي أنه تم تشكيل لجنة موسعة من الحكومة لمعاينة مكان الحادث والوقوف علي الحقائق بشكل كامل، موضحا أنه تم إحالة السائق إلي النيابة العامة وقد ثبت تعاطيه للمخدرات.
وأوضح أن وزارتي التضامن والعمل وجهات كثيرة أخري قامت باتخاذ الإجراءات اللازمة في هذا الحادث الذي لا نقلل منه ومن المهم جدا أن نعرف ماذا حدث، مشيرا إلي أن الطريق الإقليمي تم تأسيسه في 2018 وطوله 350 كيلو متر ويتضمن 7 حارات في الاتجاه الجنوبي التي تم غلقها لصيانة الحارات الأخرى وتم السماح في السير في الاتجاه الشمالي".
وتابع :" هناك حواجز وسط الطريق تمنع الانتقال من حارة إلي أخري، لكننا يجب أن نعترف أن بعض السلوك الفردي المنفلت يقوم بفتح منافذ بشكل غير قانون بين الحارات"، مضيفا :" لا نعفي أنفسنا من المسئولية لكن احترام مسئولية المرور مسئولية الجميع".
وأكد المستشار محمود فوزى، وزير المجالس النيابية والاتصال السياسي، إن الحكومة لن نتهاون في محاسبة المتسبب في حادث الطريق الإقليمي الذي راح ضحيته 19 فتاة في عمر الزهور.
وقال فوزي، إن الحكومة لن تتهاون وسوف تقوم بالمساءلة والمحاسبة والمكاشفة، ونؤكد أن الحكومة ستظل علي اتصال مع أهالي الضحايا لتقديم الدعم، مع علمنا أن العزاء الحقيقي هو العمل علي تكرار مثل هذه الحوادث، الذي يلهم أهاليهم الصبر ونعاهد شعب مصر أن نبذل كل ما وسعنا لحماية بنات مصر".
وأشار إلي أن مصر كانت في المركز رقم 118 في المؤشر العالمي في جودة الطرق الآن في المركز الـ18، أي صعدت 100 مركز بشكل كامل، موضحا أنه تم تطوير 6 آلاف كيلو طرق وهذه الطرق الجديدة هي السبب في انخفاض الوفيات خلال الـ10 سنوات الماضية بنسبة 29%.
وقال فوزي، إن الطرق شريان حياة، وأن الخدمات والرد رادات منتشرة وهو الأمر الذي تسبب في أن الحوادث انخفضت بنسبة 30%، مؤكدا أن هناك جهود مبذولة لكن السلوك الفردي يحتاج الوعي المروري الذي يعد مسؤولية جماعية، مضيفا :" أي كلمات التعازي لن تعبر عقيق احساس الحكومة لكن الأرواح الطاهرة التي فقدنها سوف تقوم الحكومة بالمكاشفة والمسألة".
Trending Plus