حازم الشريف يكتب : ليس كل ما يعرف يقال

لا تزال منطقة الشرق الأوسط تعاني من تداعيات استمرار الصراعات الإقليمية بمدارها وتأثيراتها الاقتصادية والسياسية وما تلاه من تغيير جغرافيا المنطقة.
لعل قراءات وتحليلات مصر على مدار العقد والنصف الحالي وتبعتها تحركات محلية ودولية وإقليمية سياسيًا واقتصاديًا ليس فقط لحماية التراب الوطني ومقدرات شعب مصر العظيم فحسب؛ ولكن أيضًا أثبت الواقع العملي صحتها ودقتها خصوصًا أنها لا تعتمد على العاطفة أو الأهواء والمكاسب الشخصية، فالعبرة والمحرك الحقيقيين هو المصلحة العليا والقومية.
تأثيرات الصراع الإسرائيلي الإيراني وما تلاه من أعباء اقتصادية أثرت بلا شك على المنطقة من بينها مصر التي تتعامل بحكمة واحترافية وعدم إشعار المواطنين والرأي العام المحلي بحجم تلك التأثيرات خصوصًا مع التهديد باستخدام أسلحة الدمار الشامل.
لا يمكن إنكار معاناة المواطنين يوميًا لتدبير احتياجات ذويهم وكذلك إجراءات القيادة السياسية لتوفير هذه الاحتياجات بالتكلفة التي يتحملها المواطن واستمرار أداء الخدمات العامة بنفس كفاءتها وجودتها وخصوصًا خدمات الأمان علي النفس والممتلكات العامة والخاصة رغم ما يعانيه معظم دول الجوار العربي والإقليمي.
الواقع العملي خير دليل عن كل تجربة، وهو ما أثبت أن هدوء الدولة المصرية داخليًا ودوليًا وإقليميًا لم يكن ضعفًا أو الرضا بالأمر الواقع، لكنه تحرك هادئ ومؤثر بعيدًا عن الثرثرة والمواقف العنترية ولعل قرارات الرفض القاطع لمحاولات تهجير أهل غزة لمناطق في سيناء والأردن خير مثال.
خلاصة القول.. المزايدة على مصر ومواقفها الشريفة لحماية الأمة العربية وبقاء تماسكها، لا يعد عملاً بطوليًا ولن أقول خيانة للدم والهوية العربية والقومية، أما المواطن البطل المقاتل يوميًا للحصول علي حياة كريمة ولقمة عيش أكرم، عليه أن يؤمن بقدرة بلاده في إدارة الأمور حتى وإن كان ما تشاهده العين وتسمعه الأذن لا يتوافق مع الرغبات والأهواء وربما الأمنيات.. فليس كل ما يعرف يقال.

Trending Plus