خالد إبراهيم يكتب.. زى النهاردة عادل إمام ويسرا يعثران على الذهب فى "جزيرة الشيطان".. 35 عاما على إنتاجه.. مقتبس من الفيلم الأمريكي Wet Gold.. ونادر جلال يقدم "أكشن" جديد وينقل الصراع من البر إلى أعماق البحار

فى 29 يونيو 1990، كانت السينما المصرية على موعد مع حدث مهم، ربما يكون سببا في تغيير وجه السينما، ونقلها إلى مكانة أكثر احترافية وتطورا، حيث عُرض فيلم "جزيرة الشيطان" للنجمين عادل إمام ويسرا، ومجموعة كبيرة من النجوم والنجمات، ويحمل توقيع المخرج نادر جلال، وقد حقق الفيلم نجاحا جماهيريا كبيرا، لكن الملفت أن النجاح ليس كأى نجاح لعادل امام، لكن المعادل اختلفت، كون الفيلم من أوائل الأعمال التي يتم تصويرها تحت الماء.
صحيح أن التجربة ليست الأولى من نوعها، حيث سبق "جزيرة الشيطان"، فيلم "جحيم تحت الماء"، لسمير صبري، وإخراج نادر جلال، لكن يظل "جزيرة الشيطان"، هو التجربة الأكثر جماهيرية كونها للزعيم امام، ويشاركه فيها النجمة يسرا.
خاض النجم عادل إمام مع نادر جلال، مجموعة من الأعمال السينمائية الناجحة، تصل إلى أكثر من 10 أفلام، كان جزيرة الشيطان، هو العمل الخامس الذى يجمعهما بعد سلام يا صاحبي، وواحدة بواحدة، وخمسة باب وولا من شاف ولا من درى.
وخلال أحداث الفيلم، اقتحم نادر جلال مجالا جديدا فى الإخراج السينمائى، متسلحا بوجود مدير التصوير سعيد شيمى، والذى سخر كافة الإمكانيات التى يمتلكها لتصوير جديد من نوعه تحت الماء، لتنجح التجربة نجاحا كبيرا، هذا النجاح الذى يؤهل شيمى لتصوير أحداث الفيلم "الطريق إلى إيلات"، والذى كان عدد كبير من مشاهده تحت الماء.
ورغم نجاح الفيلم هذا النجاح منقطع النظير، إلا أنه "مقتبس" كعادة أفلام عادل امام ونادر جلال، بل كعادة الكثير من أفلام السينما المصرية، حيث اُقتبس "جزيرة الشيطان" من فيلم wet gold، وهو فيلم تليفزيوني أمريكي، تم انتاجه في عام 1984، أي قبل انتاج "جزيرة الشيطان" بـ 6 أعوام، وتدور أحداثه حول لورا التى تعمل نادلة في مقهى، فيصادف لورا رجلاً مسنا يروي لها قصصاً شيقة عن قارب غرق وعلى متنه ملايين الذهب، على الرغم من أن صديق لورا بارنز يُصرّ على أن قصص سامبسون كلها كاذبة، إلا أن سامبسون يُقنعها بأنها حقيقية، فتأخذ لورا سامبسون إلى مكتبة، حيث تجد مقالاً صحفياً قديماً يتطابق مع الأحداث التي وصفها لها، وبعد أن أصبحت لورا مؤمنة تماماً، تُقنع بارنز وسامبسون وكيتينغ، صاحب متجر غوص، بالبحث عن الكنز، وينطلقون معاً على متن قارب بيكر، الذي يُفترض أن بارنز يعتني به، وبعد قضاء بعض الوقت فى الماء، تتحقق أحلامهما، لكن اكتشاف الذهب بدأ يُظهر تغييرا في شخصياتهما.
البطلة تبحث عن مكان الكنز فى الفيلم الأصلي
يسرا تبحث عن مكان الكنز فى الفيلم المصري
وهى قصة تتشابه مع قصة "جزيرة الشيطان"، بل تصل حد التطابق، إلا أن الفيلم المصري، كان أكثر دراميا على مستوى الأحداث، وعلى مستوى الصراع المركب، فهناك صراع بين جلال "عادل امام"، ومحمود "حاتم ذو الفقار"، كذلك الصراع بين المجموعة الباحثة عن الذهب، وعصابة تعلم بحقيقة الكنز، يقودهم الزغبي "مصطفى متولى"، أما الفيلم الأصلى فالصراع فيه محدود، فضلا عن النزعة الكوميدية الحاضرة فى الفيلم، بفضل وجود عادل امام وأحمد راتب، والخط الدرامي الخاص بنهى العمروسى التى تقدم شخصية "حميدو"، وهى نزعة غير موجودة على الاطلاق فى الفيلم الأصلي.
العثور على الجزيرة فى جزيرة الشيطان
العثور على الجزيرة في الفيلم الأصلي
كذلك أثرى نادر جلال فيلمه، بمجموعة أكبر من الشخصيات التي لم تكن موجودة في الفيلم الأمريكي، وهو ما أعطى للفيلم المصرى بُعدا أثقل على مستوى الدراما، مثل شخصية بيبرس والريس حامد والشواف وحميدو.
انقاذ البطلة فى الفيلم الأصلي
انقاذ بيبرس فى جزيرة الشيطان
الناقد السينمائى سامي السلامونى، يقول عن الفيلم في مقال صحفى نُشر في مجلة الإذاعة والتليفزيون عام 1990: "كان نادر جلال في أحسن حالاته كحرفى متمكن فعلا في هذا النوع من أفلام الحركة والمغامرة الذي يثبت مع كل فيلم أنه أصبح أبرع مخرجيه فعلا وأكثرهم إخلاصا واجتهادا واهتماما بكل تفاصيل الصورة والحركة وتدفقها وإيقاع الإثارة التي تمسك باهتمام المتفرج وهو أهم شروط هذا النوع من السينما .. خاصة وهو يدخل هذه المرة مجال الأعماق التي تفرض - على مخرج مصرى بالتحديد - الاف المشاكل التكنيكية الجديدة التي لابد من العثور لها على حل"
العثور على الذهب فى الفيلم الأصلي
العثور على الذهب فى جزيرة الشيطان
Trending Plus