كلمة حق فى زمن المتآمرين والمزايدين

فى البداية لا بد أن نقدم التعازى فى استشهاد هؤلاء الفتيات البريئات، اللاتى قضين نحبهن فى الحادث الأليم الذى تعرضن له خلال استقلالهن الميكروباص على الطريق الإقليمى خلال الذهاب إلى عملهن لتوفير لقمة العيش لهن ولأسرهن، وندعو لهن بالرحمة والمغفرة، وأن يحتسبهن الله عنده شهداء أبرار، وأن يصبر ذويهن على تحمل هذه الفجيعة التى لا يطيقها أو يتحملها أى إنسان.
وقدم الرئيس عبد الفتاح السيسى، التعازى لأهالى هؤلاء الفتيات الشهداء، وأمر بصرف التعويضات المادية التى وصلت حتى الآن إلى نحو نصف مليون جنيه لكل أسرة من أسر الفتيات من جهات رسمية عديدة، ولا شك أن أموال الدنيا لا تعوض أى أب أو أم عن فقد أحد من أبنائهم، ولكن هذا قدر الله، ولا راد لقضائه، والدنيا دار ابتلاء وندعو الله أن يعافينا جميعا من ابتلائه.
ومن المعروف أن هناك عنصرين أساسيين من أسباب حوادث الطرق.. الأول هو عدم جودة الطريق، وقد قامت الدولة بجهد كبير فى إنشاء وتطوير شبكة الطرق التى كانت متهالكة ويعانى منها كل المصريين، حتى وصل عدد وفيات حوادث الطرق إلى 20 ألف متوفى و40 ألف مصاب سنويا، بالإضافة لخسارة المليارات من الجنيهات نتيجة تحطم السيارات ودفع تكاليف التأمين والتعويضات، ولكن بعد إنشاء الطرق الجديدة وتوسيع وتطوير الطرق القديمة انخفضت كل هذه الحوادث والوفيات والتكاليف المادية بنسبة 70%، وهذا ما أكدته آخر الإحصائيات.
أما العنصر الثانى هو العنصر البشرى والذى سيظل موجودا وسببا فى الحوادث نتيجة السرعة الزائدة أو نوم السائق أو قلة خبرته فى القيادة أو تعاطيه بعض أنواع المخدرات وعدم صلاحية السيارة من حيث عدم جودة الفرامل والإطارات وغيرها.. وهذا ما أكدته التحقيقات فى حادث الطريق الإقليمى، حيث ثبت تعاطى سائق سيارة التريلا المتسببة فى الحادث لبعض المخدرات، وغفلته أثناء القيادة، مما انحرف عن طريقه واصطدم بالميكروباص وأدى إلى استشهاد الفتيات.
ودعونا نؤكد أن هذه الحادثة مفجعة، وندعو الله ألا تتكرر، ونؤكد أيضا أنها حدثت فى كثير من دول العالم، ولكن لا يجب علينا أن نسير خلف بعض المتربصين والمتآمرين على الدولة المصرية والمزايدين الذين يحاولون إهالة التراب على إنجاز من الإنجازات التى شهد بها القاصى والداني، والعدو قبل الصديق، وهى إنجاز شبكة الطرق الحديثة وهى كلمة حق فى زمن المتآمرين والمزايدين الذى نعيش فيه الآن.

Trending Plus