أسر الشهداء على دروب النور .. تيسيرات كبيرة لأهالى الأبطال فى الحج.. فنادق قريبة من الحرم وتسهيلات في الاقامة.. والحجاج: نشكر وزارة الداخلية على حُسن الاستقبال والرعاية وتحقيق حلم العمر .. صور

تيسيرات كبيرة لأهالي الأبطال

رسالة مكة المكرمة - محمود عبد الراضي

الثلاثاء، 03 يونيو 2025 07:30 م

في الإيقاع المقدّس لموسم الحج، حيث تهدأ النفوس وتُفتح أبواب السماء، تتحرك قوافل من نوع خاص، لا تُثقلها الحقائب بل تُضيئها الذكريات.

أسر الشهداء تسير بخطى الإيمان في الأراضي المقدسة، تحمل في قلوبها أسماءً ما زالت تُنادى في دفتر المجد، وأرواحًا لم تغب عن ذاكرة الوطن.

وزارة الداخلية، لم تكتفِ بتيسير الإجراءات، بل صنعت من كل تفصيلة في الرحلة معنى أكبر من الواجب، وأعمق من البروتوكول.

انطلقت الرحلة من مصر إلى مكة بروح الوفاء، ورافق ضباط وضابطات الداخلية أسر الشهداء كما ترافق الأسرة أبناءها.

تسهيلات السفر كانت البداية فقط، أما الصورة الأجمل فكانت في التسكين، حيث اختيرت فنادق راقية قريبة من الحرم المكي، لتكون الأرواح أقرب إلى الكعبة، والقلوب أكثر التصاقًا بالسكينة.

في كل لحظة، كان هناك من ينتظرهم بابتسامة وتيسير، ضباطٌ وضابطات يفتحون الأبواب ويُسهّلون التنقل، ويطمئنون على راحة الجميع.

لم تسر هذه الأسر وحدها، بل كانت وزارة الداخلية تمشي معها، تُمسك بيدها، وتقول لها: "لم ننسَ أبناءكم.. ولن ننسى ما قدموه".

أسر الشهداء عبّروا عن مشاعرهم بكلمات بسيطة لكنها عميقة، قالوا: "نعيش أجواء روحانية عظيمة، نشعر بالفخر، وكأن أبناءنا الشهداء معنا في كل خطوة".

وأضافوا: "نشكر وزارة الداخلية التي لم تغب عنا لحظة، ترعانا كما لو كنا أبناءها، وترسم البسمة على وجوهنا عامًا بعد عام".

وفي خضم هذا المشهد الإيماني، لم تكن التسهيلات مجرد كلمات، بل واقع ملموس.

وزارة الداخلية قدّمت خدمات متكاملة، تبدأ من أول خطوة حتى آخر شعيرة. التسكين، التنقل، الرعاية الصحية، الدعم الديني والنفسي، كلها كانت حاضرة بتفانٍ دقيق لا يترك تفصيلة بلا متابعة.

جهود الداخلية لم تتوقف عند حدود مكة المكرمة، بل امتدت بامتياز إلى المشاعر المقدسة. في مشعر عرفات، وفرت البعثة مخيمات مكيّفة بالكامل، ومجهزة بأحدث وسائل الراحة، تقع على مسافة قريبة من مسجد نمرة، لتمنح الحجاج فرصة للخشوع دون عناء المسافات. داخل هذه المخيمات، كانت هناك فرق مخصصة للحالات الإنسانية، تهتم بكبار السن، وتلبي احتياجات ذوي الاحتياجات الخاصة، وتتابع الحجاج لحظة بلحظة.

كما وفرت وجبات جافة متوازنة، وعصائر ومياه باردة، في مواجهة حرارة الشمس اللاهبة، إضافة إلى اتوبيسات حديثة مكيفة لنقل الحجاج بين المشاعر، لتكون تنقلاتهم مريحة وآمنة.

من الجانب الصحي، نُشر فريق طبي على مدار الساعة، للكشف والمتابعة وتقديم الإسعافات أو التحويل عند الحاجة. أما الروح، فقد تكفّل بها علماء الدين المصاحبون للبعثة، حيث شرحوا المناسك خطوة بخطوة، وأجابوا عن أسئلة الحجاج، وغرسوا الطمأنينة في القلوب.

مخيمات منى بدورها لم تكن أقل جاهزية، فقد جاءت مريحة ومجهزة بمستوى يليق بضيوف الرحمن، وتم متابعتهم من خلال غرفة عمليات مركزية تعمل بتقنيات التحول الرقمي، لمراقبة تحركات البعثة وتقديم الدعم الفوري عند الحاجة، في صورة متكاملة من التكامل بين التنظيم والتكنولوجيا.

هذه المنظومة، التي تُدار بدقة واهتمام، تُثبت أن الرعاية ليست مجرد شعار، بل ممارسة يومية تُصنع على الأرض، وتُترجم حب الدولة لأبنائها في أوضح صوره.

في النهاية، كان المشهد أكبر من موسم ديني، إنه موسم إنساني بامتياز. تسير فيه أسر الشهداء على أرض الوحي، ترفع أكفّها بالدعاء، وتجد أن الوطن، رغم كل شيء، لا ينسى من قدّموا أرواحهم فداءً له، ولا يغفل عن أسرٍ حملت العبء بعدهم بصبرٍ وشموخ.