أسر شهداء الشرطة يزينون المشهد في الحج.. أرامل وأمهات الأبطال من الأراضي المقدسة: شكرا للرئيس السيسي.. نشعر أرواح أبطالنا ترفرف في المكان.. دمائهم الذكية لم تذهب سدى..صور

في لحظة امتزج فيها الإيمان بالوفاء، غادرت بعثة أسر شهداء الشرطة مطار القاهرة متوجهة إلى الأراضي المقدسة لأداء مناسك الحج، بدعوة من وزارة الداخلية، التي لا تكتفي بتأمين الوطن، بل تسعى لحماية ذاكرته الحية وتكريم من قدّموا دماءهم على عتبة الاستقرار.
بعثة مختلفة في معناها، عظيمة بقيمتها، تحمل بين طياتها أمهات وأرامل وآباء لا تزال صور أبنائهم محفورة في الذاكرة، وأسماؤهم تُتلى في كل مناسبة وطنية، حجّوا هذا العام لا فقط لأداء الفريضة، بل باسم من سبقهم إلى الفردوس، مكلّلين بوسام الشهادة.
في وداع البعثة بمطار القاهرة، حضر مساعد وزير الداخلية لقطاع الإعلام والعلاقات، لتوديع أسر الشهداء وسط أجواء مشبعة بالفخر، ومليئة بالامتنان.
مشهد الوداع لم يكن تقليديًا، فكل حقيبة تحمل أكثر من ملابس الإحرام، تحمل قصة شهيد، ووجعًا محاطًا بالإيمان.
وزارة الداخلية، في التفاتة لا تخطئها العين، اختارت لأسر الشهداء أماكن إقامة قريبة من الحرم المكي، ليكونوا على مقربة من البيت الحرام، كأنما المكان والزمان اجتمعا ليكملا معنى التكريم.
وقد تم استقبالهم بحفاوة تؤكد أن تضحيات الشهداء لم تكن يومًا في طيّ النسيان، وأن من دفع روحه ثمنا لحماية وطن، له أهل يُرعَون بعناية وكرامة.
ومن الأراضي المقدسة، تتابعت كلمات الامتنان، محمّلة بالصدق والرضا، مؤكدين أنهم يشعروا بأن أرواح أبطالهم ترفرف في المكان ودمائهم الذكية لم تذهب سدى.
أرملة الشهيد العميد فتحي سويلم قالت إن الشكر لا يكفي للرئيس عبد الفتاح السيسي الذي لم ينسَ أسر الشهداء يومًا، وإن وزارة الداخلية لا تكتفي بالواجب، بل تتجاوز ذلك إلى الاستجابة الدائمة لأي مطلب.
وأضافت أن التواصل معهم لا ينقطع، وأن الاهتمام ليس ظرفيًا، بل مستمرًا وشاملًا.
أما أرملة الشهيد محمد عبد المنعم، فأكدت أن الأمور تسير بسلاسة منذ لحظة الوصول، وأن التيسيرات المقدمة والإقامة القريبة من الحرم كانت فوق التوقعات، معتبرة أن هذا الاستقبال ليس فقط لراحة الجسد، بل لطمأنة الروح أيضًا.
الامتنان تكرّر على لسان والدة الشهيد النقيب محمد عبد العظيم، التي وجّهت الشكر للرئيس السيسي، مؤكدة أن مصر لا تنسى أبناءها الأبطال، وأن ما تفعله الدولة اليوم هو رسالة وفاء لكل شهيد ودرس أمل لكل من تبقى.
بدورها، قدّمت والدة الشهيد معاون الأمن محمد صلاح كلمات مؤثرة، مشيرة إلى أن اهتمام الرئيس بالسير على نهج التكريم ليس جديدًا، بل هو نهج ثابت، تجلّى في العديد من الإنجازات، وفي حرص الدولة على عدم ترك أسر الشهداء في عزلة عن الوطن الذي بذل أبناؤهم الدم من أجله.
ولم تختلف كلمات والدة الشهيد أمين الشرطة محمد عفيفي، التي وصفت مشاعرها بالفيّاضة، مؤكدة أن اهتمام الدولة بأسر الشهداء ليس مجرد لفتة، بل موقف إنساني وسياسي يعبّر عن أخلاق القيادة وشهامة الوطن.
بعيدًا عن الكلمات، كان المشهد نفسه كافيًا ليعكس كيف تبني الدولة جسورًا من الوفاء مع من حموا جدرانها.
في الأراضي المقدسة وعلى صدى التكبيرات، ارتفعت دعوات من قلوب أمهات وأرامل تفيض بالإيمان، تطلب الرحمة لشهداء ارتقوا بأجسادهم، وظلوا بأسمائهم حراسًا لذاكرة الوطن.
وزارة الداخلية، ومن خلال منظومة الرعاية المتكاملة، تؤكد مجددًا أن التكريم لا يقتصر على لحظة، بل يمتد إلى كل محطة، من التقدير المعنوي إلى الدعم العملي، ومن الرعاية اليومية إلى الرحلات الإيمانية الكبرى. وبين أوراق الإجراءات وتفاصيل التنظيم، يظهر وجه آخر للمؤسسة الأمنية، وجه يرعى كما يحمي، ويواسي كما يضبط، ويكرّم كما يؤمّن.
ليس غريبًا إذن أن تكون رحلة الحج هذا العام عنوانًا جديدًا في سجل الوفاء. رحلة إلى أطهر بقاع الأرض، بأسماء سطّرتها الدولة في ذاكرة المجد، وأبناء تركوا الأرض لكنهم ما زالوا يسكنون قلب الوطن.

















Trending Plus