الجديد فى قضية أحفاد الدجوى.. أول مكالمة هاتفية من نوال الدجوي لمحاميها تُعيد مسار الصلح مع ورثة شريف.. بيان جديد من عمرو الدجوي يبشر بالتقارب العائلي.. ومحامي ماما نوال: هناك من يحاول تغيير نية التسوية

في تطور هو الأول من نوعه منذ اندلاع الخلافات داخل واحدة من أبرز العائلات التعليمية في مصر، أعلنت أسرة الراحل شريف الدجوي – بالأصالة عن أنفسهم وبالنيابة عن عائلتهم – ترحيبهم بمساعي الصلح التي طرحتها بنات عمومتهم إنجي وماهيتاب منصور، ومحاموهم خلال الأسابيع الأخيرة، مشددين في بيان رسمي على أن أي تسوية لا يمكن أن تتم إلا على أساس من العدل ورد الحقوق.
البيان، الذي حمل نبرة حاسمة ممزوجة برغبة حقيقية في إنهاء الأزمة، أكد أن الورثة يسلكون طريق التسوية بنية صافية، وبقلب مفتوح للتسامح في الحقوق التي يجوز فيها التسامح، إلا أن حقوق الميراث والاعتبار الأسري يجب أن تبنى على أساس “لكل إنسان ما له وعليه ما عليه”. وأضاف البيان أن المستشار الجليل إيهاب عاصم كان محفزًا أساسيًا لهم لاتخاذ خطوة نحو التسوية، انطلاقًا من حرصه على وحدة العائلة والحفاظ على الإرث التربوي الذي أسسته الدكتورة نوال الدجوي وساهم فيه المستشار عاصم بالنصح والعمل منذ عام 2008 وحتى الآن.
وأوضح الورثة أن المستشار إيهاب عاصم كان مؤتمنًا على أسرار العائلة، وناصحًا لماما نوال، ثم والدهم، ثم شقيقهم الراحل، وأنهم استعانوا به ليس فقط بصفته القانونية، بل كشاهد على محطات مفصلية من حياة العائلة، ليمثل مرشدًا نحو الحل، مدعومًا بفريق محاماة متخصص في إعادة الهيكلة والتسويات.
وفي ختام البيان، وجه الورثة مناشدة صريحة بضرورة احترام خصوصية العائلة، التي تعرضت لانتهاكات إعلامية جسيمة خلال الأسابيع الماضية، ما انعكس سلبًا على صحتهم النفسية والاجتماعية، داعين الله أن يوفق جهود المصلحين ويوحد القلوب.
تفاصيل اللقاء وسر اللوم
وفي سياق متصل، كشف الدكتور محمد شحاتة – رئيس قسم القضايا بمكتب معتوق بسيوني وحناوي، والممثل القانوني للدكتورة نوال الدجوي – عن كواليس أول لقاء فعلي بين طرفي النزاع، وقال خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية لميس الحديدي ببرنامج “كلمة أخيرة” على قناة ON، إن الاجتماع عقد بمنزل أحد أفراد العائلة المقربين، واستمر نحو أربع ساعات، بحضور عمرو الدجوي، والدكتورة ماهيتاب، والمهندسة أنجي منصور.
وأكد شحاتة أن اللقاء بدأ بوصول عمرو الدجوي أولًا، ثم لحقته إنجي وماهيتاب – حفيدتا الدكتورة منى الدجوي – حيث تبادلوا واجب العزاء في فقيدة العائلة التي توفيت أثناء الأزمة، دون أن يتمكنوا من تقديم العزاء فيها سابقًا، وقال: “لأول مرة، تلاقت الأعين المملوءة بالدموع، وتبادلت صمتًا يحمل من العتب والأسى أكثر مما قد تحمله الكلمات.”
ووصف شحاتة الأجواء بأنها “مفعمة بمشاعر الألم والتردد، لكن يسودها إدراك داخلي بأن ما ضاع من روابط الأسرة يجب أن يُستعاد”، وأشار إلى أن الاجتماع نتج عنه توافق أولي على أهمية التكاتف، ومواجهة الأطراف الخارجية التي لعبت دورًا كبيرًا في تفكيك الروابط العائلية، ودفعت بالأزمة إلى حافة الانهيار الكامل.
خمسون قضية معلقة.. وبدء خطوات التسوية
المفاجأة الأكبر التي كشف عنها شحاتة، أن العائلة كانت قد تبادلت ما يقرب من خمسين دعوى قضائية خلال الأشهر الماضية، مما استنزف الجميع نفسيًا وماديًا، لكن، وبحسب تصريحاته، فقد صدر توجيه مباشر من الاجتماع إلى الفرق القانونية من الطرفين لبدء جلسات قانونية مكثفة للتوصل إلى تسويات نهائية.
وقال شحاتة: “في التاسعة صباحًا يوم الأحد، عقدت جلسة مع المستشار القانوني الجديد للدكتور عمرو الدجوي، وأظهرت الجلسة رغبة حقيقية في إنهاء الأزمة المعقدة”، كما كشف أن الدكتور الراحل أحمد الدجوي – أحد أعمدة العائلة – كان قد بدأ بالفعل مفاوضات للتسوية قبل وفاته، تحت إشراف مباشر من الدكتورة نوال الدجوي، التي لطالما سعت إلى لمّ شمل العائلة.
تصريحات متضاربة.. وتصعيد من طرف محامي عمرو وأحمد الدجوي
وفي مداخلة أخرى لبرنامج “الحكاية” مع الإعلامي عمرو أديب، صرح المحامي محمد إصلاح – الممثل القانوني للدكتورة نوال الدجوي وحفيداتها – أن محاولة الصلح ما زالت قائمة، رغم محاولة بعض الأطراف الخارجية التشويش على هذا المسار. وقال: “لقاء السبت الماضي كان إيجابيًا إلى حد بعيد، وانتهى باتفاق مبدئي على تعيين مكتب قانوني لإدارة مسار التسوية”.
لكن إصلاح أعرب عن صدمته من تصريحات لاحقة، للمحامي محمد حمودة – محامي عمرو وأحمد الدجوي – الذي أعلن رفضه لأي تصالح، مشددًا على “حق أحمد الدجوي” وأن لديه دلائل جديدة ضد الطرف الآخر، وعلّق إصلاح بقوله: “نحن بالفعل أمام بداية خطوات نحو تصالح، لكن ما أخشاه هو تدخل أطراف تسعى لإفشال المسار، إما بدافع الانتقام أو لأغراض مادية بحتة”.
نوال الدجوي.. حضور رغم المرض
وفي ختام تصريحاته، كشف إصلاح عن الحالة الصحية للدكتورة نوال الدجوي، قائلاً: “تحدثت معها اليوم، وأخبرتني بأنها تشعر بتعب عام واحتقان في الحلق، وطلبت لقائه غدا الأربعاء، ولا تزال تتابع بنفسها ملف التسوية وترفض تفويض أي شخص دون تصريح مباشر منها.”
وأكد إصلاح أن أي اتصال قانوني خاص بالقضايا أو الإجراءات لا يجوز أن يتم إلا من خلال الدكتورة نوال الدجوي شخصيًا، معتبرًا أن حرصها على لمّ الشمل رغم مرضها هو ما يعطي هذه المبادرة ثقلًا أخلاقيًا وإنسانيًا، قد يكون كفيلًا بإعادة بناء الجسور المهدّمة بين أفراد العائلة.
Trending Plus