تصعيد حجاج القرعة إلى عرفات غدا.. تكييفات وخدمات طبية ووجبات لضيوف الرحمن.. غرفة عمليات بالمشاعر المقدسة.. استخدام التقنيات الحديثة في التفويج.. والبعثة تناشد الحجيج الالتزام بالبقاء فى المخيمات لتفادي الضياع

يستعد حجاج بيت الله الحرام لأداء ركن الحج الأعظم، حيث تبدأ غدا الأربعاء، عمليات تصعيد ضيوف الرحمن إلى صعيد عرفات الطاهر، في أجواء يسودها النظام والتنظيم، وسط جهود كبيرة تبذلها بعثة حج القرعة المصرية لتوفير أفضل سبل الراحة والرعاية لضيوف الرحمن، مع اعتماد واسع على أحدث أدوات الإدارة والرقمنة، التي مكّنت البعثة من تقديم خدمات ميدانية دقيقة واستباقية، تراعي أدق التفاصيل وتستجيب سريعًا لأي طارئ.
وأكد مساعد وزير الداخلية لقطاع الشؤون الإدارية، والرئيس التنفيذي لبعثة حج القرعة، اكتمال كافة الاستعدادات لبدء التصعيد من مشعر منى إلى عرفات، مشيرًا إلى أن الحافلات المخصصة لنقل الحجاج تم تجهيزها بالكامل، وأنه تم إبلاغ كل حاج بموعد التحرك الخاص بمجموعته، وتسليمه وجبة جافة وكوبونات لثماني وجبات ساخنة خلال فترة إقامته في المشاعر، سواء في عرفات أو منى، بما يكفل تيسير الإقامة والتنقل دون عناء.
وأوضح رئيس البعثة أن المخيمات المخصصة لحجاج القرعة في صعيد عرفات جُهزت على أعلى مستوى، حيث تم تزويدها بتكييفات فريون تعمل بكفاءة عالية، وأسرّة مريحة من نوع "صوفا بد"، وأغطية وثلاجات ومبردات مياه، بالإضافة إلى تخصيص دورات مياه وممرات خاصة لمستخدمي الكراسي المتحركة من كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، وهو ما يعكس حرص الدولة على توفير بيئة إنسانية تراعي كرامة الحاج وتقدّمه في السن أو ظروفه الصحية.
ولم تغفل البعثة الجوانب اللوجستية والمعيشية، حيث وفّرت مقاعد بلاستيكية وطاولات ومظلات موزعة خارج الخيام، لتشجيع الحجاج على البقاء في الهواء الطلق دون التعرض المباشر لأشعة الشمس، كما وُضعت ثلاجات مفتوحة تعمل على مدار الساعة، مملوءة بزجاجات المياه المعدنية والعصائر، إلى جانب تقديم المشروبات الساخنة المجانية بشكل دائم طوال اليوم، لتخفيف آثار درجات الحرارة المرتفعة.
وفي إطار الحرص على التنظيم الدقيق وضمان سلامة الحجيج، ناشد رئيس البعثة الحجاج المصريين بضرورة الالتزام بالبقاء داخل مخيماتهم في عرفات وعدم مغادرتها بشكل عشوائي، لتفادي الضياع أو الابتعاد عن المجموعة، مطالبًا إياهم بالالتزام بركوب الحافلات المخصصة لهم أثناء النفرة إلى منى، وعدم النزول منها إلا عقب الوصول إلى المخيم المخصص لكل فوج.
وشدد على أن جميع أعضاء بعثة الحج المصرية، من الضباط والإداريين، يعملون على مدار 24 ساعة بالتنسيق الكامل مع غرفة العمليات الرئيسية التابعة للبعثة، والتي تتابع كل التحركات والبلاغات لحظة بلحظة.
كما أشار إلى أن الغرفة ستنتقل بكامل هيئتها إلى عرفات، ثم إلى منى، لضمان استمرارية المتابعة الميدانية على مدار أيام الحج، بما يضمن تقديم الدعم الفوري لأي حالة طارئة أو مشكلة محتملة.
وتعكس هذه الاستعدادات الضخمة جزءًا من الجهود المتكاملة التي تبذلها بعثة حج القرعة منذ لحظة وصول الحجاج إلى الأراضي المقدسة، حيث حرصت البعثة على اختيار مواقع متميزة لمخيمات الحجاج في مشعر عرفات، قريبة من مسجد نمرة، ومزودة بكافة التجهيزات الحديثة من تكييفات وخدمات طبية ودينية وإدارية.
كما تم تخصيص فرق ميدانية للتعامل مع الحالات الإنسانية من كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، وتوفير الأدوية المجانية لهم داخل المخيمات، من خلال فرق من الأطباء التابعين للبعثة، إلى جانب أطباء احتياطيين في مواقع الطوارئ.
كما تم تكليف عدد من علماء الدين بمرافقة الحجاج، لتقديم الإرشاد والرد على استفساراتهم الدينية ومساعدتهم في فهم مناسك الحج بسهولة ويسر.
وفيما يخص وسائل التنقل، حرصت البعثة على التعاقد مع شركات نقل حديثة تمتلك أسطولًا من الحافلات المكيفة والمزودة بأنظمة تتبع، لضمان سلامة تنقل الحجاج بين المشاعر، سواء من منى إلى عرفات، أو أثناء النفرة إلى مزدلفة، ومنها إلى منى مجددًا.
وتعتمد بعثة القرعة في هذا الموسم على منظومة رقمية متكاملة، تشمل تطبيقات إلكترونية لمتابعة حالة الحاج وموقعه الجغرافي، وتلقي بلاغات الطوارئ، فضلًا عن ربط المخيمات بمنظومة مركزية متصلة بغرفة العمليات، تتيح تحديث البيانات ومتابعة الأداء وتوجيه الموارد بشكل فوري.
وتبقى الجهود المتواصلة من مختلف فرق البعثة نموذجًا لمستوى الاحتراف والتنظيم الذي تحرص عليه الدولة المصرية لخدمة مواطنيها الحجاج، وضمان أداء المناسك في يسر وسلام، دون عناء أو اضطراب، في تجربة روحانية تبقى في وجدان كل من أكرمه الله بهذه الرحلة.
Trending Plus