رئيس البعثة الطبية بالحج لضيوف الرحمن قبل وقفة عرفات: لا تستهينوا بحرارة المشاعر.. أكثروا من شرب السوائل وابتعدوا عن أشعة الشمس.. تناولوا وجبات خفيفة ومتوازنة بها كميات من الأملاح والسوائل


في ظل ارتفاع درجات الحرارة هذا العام بالمشاعر المقدسة، ومع اقتراب وقفة عرفات، وجّه الدكتور محمد مصطفى، رئيس البعثة الطبية المصرية للحج، مجموعة من النصائح المهمة إلى الحجاج المصريين، حفاظًا على صحتهم وسلامتهم خلال أداء هذا الركن الأعظم من أركان الحج.
جاءت توصيات الدكتور مصطفى وسط استعدادات ميدانية وطبية مكثفة تبذلها البعثة لتأمين الحجاج ومساعدتهم على أداء المناسك بأمان وطمأنينة.
الدكتور مصطفى حذّر من التهاون في التعامل مع حرارة الطقس، مشددًا على أن وقفة عرفات تمثل تحديًا صحيًا كبيرًا في ظل الأعداد الضخمة التي تتجمع في مكان وزمان واحد، وتحت أشعة الشمس المباشرة.
وأكد أن البعثة الطبية وضعت خطة شاملة للطوارئ، إلى جانب فرق ميدانية متنقلة لمتابعة الحالات على مدار الساعة، خاصة لكبار السن.
وأوضح أن أهم ما يجب على الحاج الالتزام به في هذا اليوم هو شرب كميات كافية من المياه والسوائل باستمرار، حتى دون الإحساس بالعطش، لتفادي التعرض لضربات الشمس أو الجفاف، مشيرًا إلى أن العديد من الحالات الصحية التي تُسجل في عرفات تكون ناتجة عن الإنهاك الحراري أو انخفاض ضغط الدم بسبب فقدان السوائل.
ولفت إلى أن استخدام المظلات ضرورة لا رفاهية، فالتعرض للشمس لساعات طويلة دون وقاية يعرض الحاج لمضاعفات صحية خطيرة.
كما شدد على أهمية تجنب الزحام قدر الإمكان، وتنظيم الحركة داخل مخيمات عرفات بتنسيق مع رؤساء الأفواج والبعثات المرافقة، بحيث يُتاح للحاج أداء المناسك بأمان دون ضغط بدني كبير.
وأوصى بأخذ قسط من الراحة بين الحين والآخر وعدم التعجل في التنقل بين مواقع المشعر، خاصة مع اقتراب موعد النفرة إلى مزدلفة.
وتحدث رئيس البعثة الطبية عن أهمية التغذية الجيدة في هذا اليوم تحديدًا، مؤكدًا أن الوجبات ينبغي أن تكون خفيفة ومتوازنة وتحتوي على كميات مناسبة من الأملاح والسوائل، مع تجنب الأطعمة الثقيلة .
وأوصى بأخذ الأدوية الموصوفة لأصحاب الأمراض بانتظام، واصطحابها أثناء التنقل، والتواصل مع الفرق الطبية فور ظهور أي أعراض غير طبيعية، كارتفاع درجة الحرارة أو الإعياء أو ضيق التنفس.
ولفت إلى التنسيق الكامل مع وزارة الصحة السعودية لتسهيل استقبال الحالات الحرجة ونقلها فورًا إلى أقرب المستشفيات في حال تطلب الأمر.
كما وجه رسالة خاصة إلى كبار السن والنساء، داعيًا إلى مزيد من الحذر والراحة، وعدم التردد في طلب المساعدة عند الحاجة، مشيرًا إلى أن البعثة الطبية تعمل على مدار الساعة لخدمة كل حاج مصري، ومساندته صحيًا ونفسيًا.
الدكتور مصطفى عبّر عن ثقته في وعي الحجاج المصريين وحرصهم على الالتزام بالإرشادات الطبية، مؤكدًا أن التعاون بين الحجاج والفرق الطبية هو الضمان الحقيقي لنجاح موسم الحج وخلوه من الأزمات الصحية الكبيرة.
وأضاف أن كل حاج عليه مسؤولية الحفاظ على صحته وسلامته، فذلك جزء لا يتجزأ من إتمام المناسك بروحانية وسكينة.
وقفة عرفات هي لحظة لا تتكرر في العمر إلا مرة، وهي يوم تجتمع فيه الأرواح قبل الأجساد، يوم ترفع فيه الأيادي بالدعاء وتفيض فيه العيون بالدموع، لكن هذه المشاعر الجليلة لا تكتمل إلا في بيئة آمنة وصحية، وهذا ما تسعى إليه البعثة الطبية بكل ما تملك من خبرات وإمكانات.
ووجّه الدكتور مصطفى رسالة طمأنة لأسر الحجاج في مصر، مؤكدًا أن فرق البعثة الطبية تتابع عن كثب كل ما يتعلق بالحالة الصحية لضيوف الرحمن، وأن الجميع يعمل بإخلاص حتى يعود الحجاج إلى أرض الوطن سالمين غانمين، وقد أتموا فريضة الحج بأمان ويُسر.
Trending Plus