نتنياهو وترامب.. هكذا تكون المواجهة

في ظل الجدل الدائر حول مقترح ويتكوف الجديد، المطروح بشأن وقف إطلاق النار في غزة، وإنهاء الحرب، فقد شهد تغييرات جوهرية أهمها – في اعتقادى - تعديل إسرائيلي على بنود سبق الاتفاق عليها أثناء جولات المفاوضات المباشرة وفقا لتقارير إعلامية، فضلا عن بعض البنود التي طرحت مؤخرًا والتي تحمل ألفاظًا فضفاضة ومطاطة ليتم تأويلها للتنصل، مثل وقف إطلاق النار طالما استمرت المحادثات.
الأخطر، أن الجدول الزمني لتبادل الأسرى تغيّر من اتفاق سابق على 60 يومًا إلى مقترح يسعى إلى تسليم الأسرى على فترات قصيرة تبدأ من اليوم الأول والسابع وهو ما يريده نتنياهو وكذلك ترامب، ما يعكس رغبة إسرائيل في استعادة جميع الأسرى دفعة واحدة، في حين تتحدث المقاومة أن لن يمكنها فعل ذلك لأن ببساطة ورقة الأسرى هي الورقة الأهم لديها، وتشترط انسحابا كاملا للجيش الإسرائيلى ووقف كامل للحرب.
لذا، ما يجب الانتباه إليه أن هناك فخاخ في المقترح الإسرائيلي، أبرزها سعي تل أبيب لاستعادة الأسرى دون إنهاء الحرب، والاحتفاظ بوجودها العسكري في المواقع التي احتلتها داخل غزة، إلى جانب محاولتها تحويل جوهر الصراع من قضية احتلال إلى مواجهة بين إسرائيل وحماس في إطار اتباع سياسة الخداع الاستراتيجي منذ 1948.
لذلك، لابد أن نعى أن ترامب لا يهتم سوى بملف الأسرى الإسرائيليين، فيما تشارك الإدارة الأمريكية في ما وصفه بـ"الخداع الاستراتيجي" الهادف إلى تمرير المخطط الإسرائيلي تحت غطاء المفاوضات، دون وجود ضمانات حقيقية، وهنا ليس أمام الفلسطينيين والعرب إلا عدة محاور لمواجهة هذا المخطط، تبدأ الآن وليس بعد ساعة، تحقيق وحدة وطنية فلسطينية وعربية حقيقية باعتبارها مدخلًا لا غنى عنه لأي حل سياسي، وفضح الجرائم والانتهاكات الإسرائيلية على المستوى الدولي لإظهار حقيقة ما يحدث من "إبادة جماعية"، إضافة إلى تفعيل أوراق الضغط العربي سياسيًا واقتصاديًا.
نقول هذا، لأن الدول العربية تمتلك أدوات تأثير وضغط قوية لم تُستخدم بعد بالقدر الكافي، وأن نعى أن ما يُطرح من مقترحات يحمل في طياته أجندات خفية تتجاوز ملف الأسرى، لذا، وجب الحذر من الانخداع بالشعارات أو الضمانات الإعلامية، التي لا محل لها من الإعراب وتأتى أيضا في إطار سياسة التضليل
اقرأ أيضا..
خصام ترامب ونتنياهو.. ماذا يعنى؟
Trending Plus