ارتفاع مستويات حمض يوريك يهدد صحة قلبك.. إزاى تحمى نفسك

يرتبط حمض اليوريك غالبًا بالنقرس، وهو شكل مؤلم من التهاب المفاصل، لكن الأبحاث الحديثة بدأت ترسم صورة أكثر تعقيدًا، فقد اتضح أن حمض اليوريك قد يلعب دورًا أكبر سرًا مسببًا مشكلات صحية أكثر خطورة، مثل النوبات القلبية المفاجئة ومتلازمة التمثيل الغذائي، وفقًا لتقرير موقع "تايمز أوف إنديا".
ما هو حمض اليوريك؟
يُقال عادةً إن حمض اليوريك مجرد ناتج ثانوي لاستقلاب البيورين، وهو مادة تتخلص منها الكلى، وهذا صحيح، ولكن عندما ترتفع مستوياته (وتُسمى فرط حمض يوريك الدم)، يبدأ في التصرف كمادة كيميائية التهابية، وقد لاحظ الباحثون أن ارتفاع مستويات حمض اليوريك قد يُحفز الإجهاد التأكسدي في الأوعية الدموية، وهذا الالتهاب يُمكن أن يُلحق الضرر ببطانة الشرايين (البطانة الداخلية للشرايين) دون وعي، مما يُهيئ الظروف لأمراض القلب قبل ظهور الأعراض بوقت طويل، لذلك لا يقتصر الأمر على ألم المفاصل فحسب، بل قد يُضعف هذا التراكم الصامت القلب أيضًا.
ما الذي يربط حمض اليوريك أو البوليك بالنوبات القلبية المفاجئة؟
الاعتقاد السائد هو أن النوبات القلبية ناجمة فقط عن ارتفاع مستويات الكوليسترول الضار وما ينتج عن ذلك من انسداد الشرايين، ورغم صحة هذا الاعتقاد جزئيًا، إلا أن الدراسات تُظهر الآن أن الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع حمض اليوريك معرضون لخطر أكبر بكثير للإصابة بنوبات قلبية مفاجئة، حتى لو بدت مستويات الكوليسترول لديهم جيدة، حيث يمكن أن يؤدي حمض اليوريك إلى مرض الأوعية الدموية الدقيقة، وهي حالة تصبح فيها الأوعية الدموية الصغيرة متيبسة أو ضيقة، وغالبًا ما لا تظهر هذه الانسدادات الصغيرة في الفحوصات الدورية، ولكنها قد تُعيق وصول الأكسجين إلى القلب.
ما يترتب على ذلك؟
يترتب على ذلك نوبة قلبية مفاجئة دون سابق إنذار، حتى أن الباحثين وجدوا أن ارتفاع حمض اليوريك يرتبط ارتباطًا مستقلًا بخطر الإصابة بالنوبات القلبية، خاصةً لدى الأشخاص الذين يبدون بصحة أيضية جيدة.
متلازمة التمثيل الغذائي
اللغز المعقد الذي قد يتناسب معه حمض البوليك متلازمة الأيض وهي مجموعة من المشاكل الصحية، مثل ارتفاع مستويات سكر الدم، ودهون البطن، وارتفاع ضغط الدم، واختلال مستويات الكوليسترول، ولفترة طويلة، اعتُبر حمض اليوريك عاملًا ثانويًا في هذه الحالة، أما الآن، فيعتقد الخبراء أنه قد يكون العامل المتحكم في هذه الحالة.
ويوضح الأطباء أن حمض البوليك قد يُحفّز مقاومة الأنسولين، وهي خطوة أساسية في تطور متلازمة التمثيل الغذائي، وهذا يعني أنه حتى قبل أن يبدأ مستوى السكر في الدم بالارتفاع أو يزداد الوزن، قد يُحدث حمض البوليك تغيرات في الجسم، مُعطلاً آلية معالجة الجسم للطعام وتخزين الطاقة.
ما هو السبب الحقيقي لارتفاع حمض البوليك؟
غالبًا ما يُعزى ذلك إلى الإفراط في استهلاك الملح واللحوم الحمراء والمشروبات السكرية، وغيرها، وهذا ليس خطأً، ولكنه جزء من الصورة فقط، فهناك حالات أخرى تسبب ارتفاعًا في مستويات حمض اليوريك.. على النحو التالى:
الجفاف: حتى الجفاف الخفيف، وخاصة في الطقس الدافئ أو بعد ممارسة الرياضة، يمكن أن يزيد من مستويات حمض البوليك.
اتباع نظام غذائي قاسٍ أو الصيام: عندما يتعرض الجسم للجوع، فإنه يقوم بتكسير الأنسجة بسرعة، مما يؤدي إلى زيادة البيورينات وحمض البوليك.
اضطرابات النوم: يمكن لحالات مثل انقطاع النفس النومي أن تزيد من الإجهاد التأكسدي وتؤدي إلى اضطراب عملية التمثيل الغذائي لحمض البوليك.
الفركتوز المخفي: تحتوي العديد من الأطعمة المعبأة (حتى تلك التي تحمل علامة صحية) على شراب الذرة عالي الفركتوز، والذي يرفع حمض البوليك بهدوء.
لذلك في بعض الأحيان لا يكون حمض البوليك مجرد مسألة تتعلق بالنظام الغذائي، بل يتعلق أيضًا بكيفية تعرض الجسم للتوتر، وكيفية إدارة النوم، وكيفية توازن الترطيب.
فيما يلى.. طرق بسيطة تساعد في خفض مستويات حمض اليوريك:
في حين أن الأدوية مثل الوبيورينول والفيبوكسوستات يتم وصفها في كثير من الأحيان، فإن تعديلات نمط الحياة يمكن أن تعمل جنبًا إلى جنب، وفي بعض الأحيان بشكل وقائي.
العلاج بالترطيب: بدء اليوم بالماء العادي (ليس الليمون، وليس خل التفاح) يعطي الكلى دفعة نظيفة لطرد حمض البوليك.
النشاط البدني اللطيف: وجد أن المشي بعد تناول الطعام، وخاصة العشاء، يساعد في إدارة حمض البوليك وتحسين حساسية الأنسولين.
تناول الأطعمة الغنية بالمغنيسيوم: مثل بذور اليقطين والسبانخ واللوز تساعد على موازنة حمض البوليك وتقليل الالتهاب.
استخدام الملح بحكمة: كثرة الصوديوم تزيد من احتباس حمض اليوريك، لكن استبدال بعض الملح بمكونات غنية بالبوتاسيوم، مثل ماء جوز الهند أو الموز، باعتدال، قد يُعزز عملية الإخراج.
التنفس أثناء الليل: أظهرت الدراسات أن التنفس البطيء أو ممارسات التأمل لمدة 10 دقائق قبل النوم قد تعمل على خفض ارتفاع حمض البوليك الناجم عن التوتر، مما يساعد بشكل غير مباشر على تحسين صحة القلب والأوعية الدموية أيضًا.
إعادة النظر في نطاقات حمض البوليك "العادية"
تُعتبر مستويات حمض اليوريك في التقارير المخبرية طبيعية حتى 7.0 ملج/ديسيلتر، ولكن وفقًا لبعض أطباء القلب، قد يُفضل القلب أن تكون قريبة من 5.5 ملج/ديسيلتر، لذلك حتى لو أشارت التقارير المخبرية إلى أنها "طبيعية"، فقد تظل مرتفعة جدًا بالنسبة لشخص يُعاني من خطر الإصابة بأمراض القلب أو اختلال في التمثيل الغذائي.
Trending Plus