الخلافات تضرب حكومة جنوب أفريقيا الائتلافية.. رامافوزا يثير غضب التحالف الديمقراطي بعد إقالته نائب وزير التجارة.. ويتفيلد يكسر صمته: لم أتلق تفسيرًا فى رسالة إقالتي.. ويعترف: لم أحصل على موافقة قبل سفرى لواشنطن

تشتعل حالة من الغضب وعدم اليقين، فى حكومة سيريل رامافوزا رئيس جنوب افريقيا، بعد أن وجه رامافوزا نقدا لاذعا لثاني أكبر حزب في حكومته الائتلافية، وقال إنه "لن يستسلم للتهديدات والإنذارات النهائية".

وازدادت حدة الخلافات بين حكومة جنوب افريقيا الائتلافية، إذ أثار رامافوزا غضب التحالف الديمقراطي بعد إقالته لنائب وزير التجارة أندرو ويتفيلد بسبب رحلة غير مصرح بها إلى الخارج في وقت سابق من هذا العام.

وكان ويتفيلد، وهو عضو في التحالف الديمقراطي، جزءا من وفد سافر إلى الولايات المتحدة في فبراير الماضي بعد توتر العلاقات بين واشنطن وجنوب أفريقيا.

وقد أعطى التحالف الديمقراطي رامافوزا منذ ذلك الحين مهلة لإزالة الوزراء والنواب الآخرين المخالفين في حكومته من أحزاب أخرى أيضًا أو "ستكون كل الاتفاقات لاغية".

ويعد هذا المطلب الأخير من التحالف الديمقراطي واحدا من سلسلة من الخلافات داخل حكومة الوحدة الوطنية التي هددت بقاءها، ولكن الشريك الأصغر لم يسحب بعد مشاركته في الائتلاف.

وقال رامافوزا في بيان مطول أصدره الجمعة إنه أقال ويتفيلد وفقا للدستور.

وأضاف أنه في حين أنه "ليس من المعتاد" بالنسبة له تقديم أسباب لتعيين أو إقالة أعضاء من هيئته التنفيذية، "بسبب العديد من التصريحات المؤسفة" إلا أنه رأى أنه من المناسب التعليق علناً.

وقال رامافوزا: "أُقيل السيد ويتفيلد من منصبه كنائب وزير لقيامه بزيارة دولية دون إذن الرئيس، وكان سفره إلى الولايات المتحدة انتهاكًا واضحًا للقواعد والممارسات المعمول بها التي تحكم سلوك أعضاء السلطة التنفيذية".

وبموجب هذه القواعد، فإن أي سفر دولي يقوم به الوزراء أو النواب "يجب أن يتم دائما بإذن صريح من الرئيس".

وأكد رامافوزا أنه أبلغ زعيم الحزب الديمقراطي جون ستينهويسن قبل إقالة ويتفيلد وطلب منه تقديم اسم بديل "حيث أن الحزب الديمقراطي يحق له الحصول على منصب نائب وزير كما هو متفق عليه".

واستشهد الرئيس أيضًا بحالات سابقة حيث تم إقالة نواب الوزراء لأسباب مماثلة، بما في ذلك إقالة الرئيس الراحل نيلسون مانديلا لزوجته السابقة ويني ماديكيزيلا مانديلا من منصب نائب الرئيس في عام 1995.

وبناء على ذلك، قال رامافوزا إنه لا يوجد "أساس للاقتراحات بأن إقالة نائب الوزير السابق مرتبطة بأي سبب آخر غير فشله في الحصول على إذن بالسفر".

وأضاف "يجب أن يكون واضحا أن الرئيس لن يستسلم للتهديدات والإنذارات النهائية، وخاصة تلك القادمة من أعضاء السلطة التنفيذية الذين يملك حق تعيينهم وفقا لدستور جمهورية جنوب أفريقيا".

وفي إنذار نهائي أصدره التحالف الديمقراطي لرامافوزا بعد إقالة ويتفيلد، اتهم الرئيس بـ"المعايير المزدوجة الصارخة" وحذره من أنه إذا فشل حزبه، المؤتمر الوطني الأفريقي، في "الوفاء بإنذارنا، فإن كل الرهانات ستكون لاغية وسوف يتحملون العواقب".

كما كسر ويتفيلد صمته بشأن هذه القضية في مقابلة مع هيئة الإذاعة والتلفزيون الجنوب أفريقية "إس إيه بي سي"، وقال إنه لم يتم تقديم أي سبب أو "تفسير رسمي" لإقالته في الرسالة التي تلقاها.

واعترف بأن رحلته إلى الولايات المتحدة، التي قام بها بناء على طلب حزبه، لم تلق موافقة الرئيس، على الرغم من أنه قدم طلبه قبل أسبوعين من سفره.

وتابع :"لقد اعتبرت الصمت بمثابة موافقة، وربما كان ذلك خطأ في الحكم من جانبي".

وأكد تصريحات ستينهويزن التي مفادها أنه قد يكون هناك دافع آخر وراء إقالته، ووصفها بأنها "سابقة لأوانها واستفزاز غير ضروري".

وقال :"لا أرى وضعًا يسمح للتحالف الديمقراطي بمواصلة العمل في إطار نظام جنو كما هو الحال الآن، لدينا عدة خيارات، ومغادرة نظام جنو أحدها".

ويعد التحالف الديمقراطي أحد الأحزاب العشرة التي شكلت حكومة الوحدة الوطنية، بقيادة حزب المؤتمر الوطني الأفريقي بزعامة رامافوزا، بعد عدم ظهور أي حزب فائزًا واضحًا في الانتخابات العامة لعام 2024.

شهدت العلاقات بين الشريكين الرئيسيين توتّرًا منذ تشكيل الحكومة، إذ اختلف الطرفان حول عدة قضايا رئيسية، وبلغت التوترات ذروتها في وقت سابق من هذا العام عندما رفض التحالف الديمقراطي دعم تصويت حاسم على الموازنة الوطنية في البرلمان.

ثم اتهم المؤتمر الوطني الأفريقي التحالف الديمقراطي بـ"الخيانة الكاملة" من خلال الانفصال عن شركائه في حكومة الوحدة الوطنية.