السودان يستغيث.. أمين الأمم المتحدة: الوضع الإنساني متردي للغاية والناس يتضورون جوعا.. تقرير لمجلس الأمن: 80% من المرافق الصحية متوقفة عن العمل بعد تعرضها لـ 540 هجمة.. ومسئولة أممية تحذر من اتساع دائرة الحرب

يشهد السودان وضع إنساني وصفته المنظمات الدولية بالمأساوي مع نقص شديد في الأغذية والمياه الصالحة للاستخدام وسط انتشار وتفشي للأمراض ونقص الدواء والمستلزمات الطبية والرعاية الصحية.
وفي إحاطة لمجلس الأمن الدولي قالت شاينا لويس، المتخصصة في شؤون السودان ومستشارة رابطة إدارة الطوارئ في أفريقيا أن ما يصل إلى 80% من المرافق الصحية متوقفة عن العمل في مناطق النزاع، وتعرضت المرافق الصحية للهجوم أكثر من 540 مرة مضيفة إن الأطفال، يعانون من عواقب العنف التي لا ينبغي لأي طفل أن يتحملها أبدا
وفي محاولة أممية لتأمين هدنه للصراع لمعالجة الوضع الإنساني المتردي قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش إنه أجري اتصالات مع الأطراف المتحاربة في السودان بغية تأمين هدنة إنسانية تُمكّن من معالجة الوضع المأساوي في مدينة الفاشر، بولاية شمال دارفور، غربي البلاد.
وأوضح أنطونيو جوتيريش أن الاتصال بالجانبين يهدف بالأساس إلى تحقيق هذه الهدنة. وذكّر الأمين العام بالحادثة التي تعرضت فيها قافلة مساعدات كبيرة تابعة لليونيسف وبرنامج الأغذية العالمي للقصف قبل فترة، منبها إلى أن سكان المنطقة "يتضورون جوعا وهم في وضع صعب للغاية".
وأكد جوتيريش علي ضرورة تأمين هدنة لتوزيع المساعدات، وأن يتم الاتفاق عليها مسبقا بهدف إعداد عملية توصيل ضخمة للمساعدات في منطقة الفاشر. معربا عن تفاؤله وأن لديه آمل أن يدرك الجانبان مدى أهمية تجنب الكارثة التي نشهدها في الفاشر".
وقالت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون أفريقيا، مارثا بوبي إن الكثير من الأرواح فُقِدت، وألحقت الكثير من الصدمات النفسية، وأصبح خطر اندلاع حرب إقليمية هائلا للغاية، مؤكدة لا يمكن السماح لهذا الصراع في السودان أن يستمر لفترة أطول، محذرة من أن هذا الصراع "عرض حياة المدنيين لخطر جسيم". داعيه لاتخاذ خطوات ملموسة لإنهاء معاناة الشعب السوداني.
وقالت المسؤولة الأممية: "لا تزال الظروف الأمنية مزرية، وتتميز بتغير خطوط المواجهة، والهجمات الجوية المتزايدة والعشوائية والهجمات المستمرة على المدنيين والبنية التحتية المدنية، بما في ذلك المستشفيات".
وحذرت المسؤولة الأممية من أن ما يثير القلق بشكل خاص هو الاستخدام المتزايد للأسلحة المتطورة، بما في ذلك الطائرات المسيرة بعيدة المدى، والذي وسع نطاق الأعمال العدائية ليشمل مناطق كانت مستقرة سابقا في البلاد.
وأضافت أن هذه الهجمات الجوية في المناطق المأهولة بالسكان تسببت بالفعل في خسائر بشرية كبيرة في صفوف المدنيين ونزوح جماعي، وهو اتجاه من المرجح أن يتفاقم خلال موسم الأمطار حيث تكون الحركة على الأرض أكثر صعوبة.
وحذرت مساعدة الأمين العام لشؤون أفريقيا إلى العواقب بعيدة المدى للصراع في السودان مؤكدة أنه لا يمكننا تحمل المزيد من عدم الاستقرار الإقليمي وامتداد الصراع.
ولفتت المسؤولة الأممية إلي أن مكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان وثق تضاعف عمليات القتل التعسفي للمدنيين ثلاثة أضعاف بين فبراير معربه عن القلق البالغ إزاء الوضع في الفاشر، التي لا تزال قوات الدعم السريع تحاصرها مؤكدة إن الإفلات المتجذر من العقاب يُغذي هذه الانتهاكات والتجاوزات الجسيمة لحقوق الإنسان مطالبه بمحاسبة جميع الأطراف على أفعالهم ودعت المجتمع الدولي إلى العمل معا، والتعاون متعدد الأطراف، وأن يقود المجلس الطريق لحل الصراع في السودان.
Trending Plus