تحركات دولية لاحتواء الحرب فى السودان.. اتصالات أممية لتأمين هدنة إنسانية لمعالجة الأوضاع المتدهورة بالفاشر.. جلسة مجلس الأمن تحذر من اتساع رقعة الصراع.. ومبعوث "إيجاد" يبحث سبل خفض التصعيد مع الأطراف المعنية

يحظي ملف السودان، باهتمام دولى كبير، فى محاولات جادة لاحتواء الأوضاع المتدهورة بسبب الحرب التى دخلت عامها الثالث، وخلفت وراءها آلاف القتلى والمصابين، وخلقت أزمة نزوح هى الأكبر فى العالم، وفقا لبيانات الأمم المتحدة.
وتسعى الأمم المتحدة، فى تحركات لاحتواء الآثار الكارثية للحرب الضروس التى تركت آثارا مدمرة على ملايين من السودانيين، الذي يعانون تحت وطأة النيران، وانعدام الأمن الغذائى، وانتشار الأوبئة، وهو المثلث الذى يحصد أرواح السودانيين يوميا.
وأجرى أنطونيو جوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، اتصالات مع الأطراف المتحاربة في السودان بغية تأمين هدنة إنسانية تُمكّن من معالجة الوضع المأساوي في مدينة الفاشر، بولاية شمال دارفور، غربي البلاد والتى تعانى من حصار مشدد من قبل الدعم السريع.
وأوضح أمين عام الأمم المتحدة، أن الاتصال بالجانبين يهدف بالأساس إلى تحقيق هذه الهدنة، مشيرا إلي الحادث الذي تعرضت فيه قافلة مساعدات كبيرة تابعة لليونيسف وبرنامج الأغذية العالمي للقصف قبل فترة، منبها إلى أن سكان المنطقة "يتضورون جوعا وهم في وضع صعب للغاية".
وأكد جوتيريش ضرورة تأمين هدنة لتوزيع المساعدات، وأن يتم الاتفاق عليها مسبقا بهدف إعداد عملية توصيل ضخمة للمساعدات في منطقة الفاشر، معربا عن تفاؤله، قائلا تلقيت ردا إيجابيا من الجنرال البرهان، وآمل أن يدرك الجانبان مدى أهمية تجنب الكارثة التي نشهدها في الفاشر.
ومن جهته، أعلن رئيس مجلس السيادة الانتقالى فى السودان الفريق أول الركن عبدالفتاح البرهان، موافقته على إعلان هدنة إنسانية لمدة أسبوع فى مدينة الفاشر، دعما لجهود الأمم المتحدة وتسهيل وصول الاغاثة للآلاف من السودانيين المحاصرين هناك، والتى دعا إليها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش.
جاء ذلك خلال اتصال هاتفي تلقاه البرهان الجمعة، من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، والذي عبر فيه عن ترحيبه بتعيين الدكتور كامل إدريس رئيساً للوزراء في السودان، وأكد دعم الأمم المتحدة للخطوة في سبيل إكمال الانتقال المدنى.
وعقد مجلس الأمن الدولى، جلسة خاصة لمناقشة الأوضاع فى السودان، وفى هذه الجلسة، قالت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون أفريقيا، مارثا بوبي إن الكثير من الأرواح فُقِدت، وألحقت الكثير من الصدمات النفسية، وأصبح خطر اندلاع حرب إقليمية هائلا للغاية.
وأضافت المسئولة الأممية خلال إحاطة لها بمجلس الأمن أنه لا يمكن السماح لهذا الصراع في السودان أن يستمر لفترة أطول، محذرة من أن هذا الصراع "عرض حياة المدنيين لخطر جسيم".
وكشفت مسئولة الأمم المتحدة، أن ميليشيا الدعم السريع، تقوم بتجنيد مقاتلين داخل أفريقيا الوسطى، مشيرة إلى تزايد وجود عناصرها في منطقة أبيي، وهى منطقة متنازع عليها بين السودان وجنوب السودان، وتتواجد بها قوة تابعة للأمم المتحدة تعمل على ضمان جعل المنطقة منزوعة السلاح إلى حين تقرير مصيرها.
وكانت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة لشئون أفريقيا، مارثا بوبي، قد قدّمت ليل الجمعة، إحاطة إلى مجلس الأمن الدولي حول جهود المنظمة الدولية لدعم السودان في مساره نحو السلام والاستقرار.
وأشارت إلى أن مجلس الأمن الدولي أدان هجومًا على قوات حفظ السلام التابعة لبعثة الأمم المتحدة في أفريقيا الوسطى "مينوسكا"، نفذته عناصر مسلحة يُعتقد أنها سودانية.
وأفادت مارثا بوبي بأن تزايد وجود عناصر الدعم السريع في منطقة أبيي فاقم الوضع الهش أصلًا، وشددت على أن تبعات النزاع في السودان تتجاوز حدوده.
وأكدت مارثا بوبي عدم وجود مؤشرات تشير إلى قرب نهاية النزاع في ظل تصميم أطرافه على تحقيق أهداف عسكرية.
وحذّرت من تزايد استخدام الأسلحة المتطورة، بما في ذلك الطائرات المُسيّرة، مما أدى إلى توسيع رقعة القتال إلى مناطق كانت مستقرة، حيث أدت الهجمات الجوية إلى سقوط ضحايا مدنيين ونزوح جماعي.
وتوقعت أن تصبح مدينة الأبيض بولاية شمال دارفور نقطة اشتعال رئيسية في الأسابيع المقبلة، بعد تحوّل النزاع إلى دارفور وكردفان.
ومن جهته، شارك السيد لورانس كورباندي، مبعوث منظمة الإيجاد الخاص للسودان، فى الاجتماع التشاوري الرابع حول السودان، فى العاصمة البلجيكية بروكسل، بحضور الأطراف الدولية المعنية بملف السودان والأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبى.
وقال بيان صادر عن كورباندي، إن النقاشات ركزت على تعزيز تنسيق جهود السلام واستكشاف السبل المؤدية إلى خفض التصعيد والانتقال المدني الموثوق وتحسين وصول المساعدات الإنسانية واحترام القانون الدولي الإنساني.

Trending Plus