وزارة العمل تعيد بناء منظومة التدريب المهني بشراكات دولية ومحلية.. "تدرب واعمل.. وافتح مشروعك من مركز مهنى حكومى".. مراكز للتدريب المجانى تغطي الجمهورية بـ 83 مركزا.. وتستهدف مِهَنًا تواكب متطلبات السوق

تواصل وزارة العمل جهودها المكثفة لتطوير منظومة التدريب المهني في مصر، في إطار استراتيجية تستهدف تمكين الشباب وتزويدهم بالمهارات التي يتطلبها سوق العمل، محليا وخارجيا، وتعتمد الوزارة في تنفيذ خطتها على تحديث المراكز التدريبية، وتوسيع الشراكات مع القطاع الخاص، وربط برامج التدريب باحتياجات السوق الفعلية، إلى جانب مد مظلة التدريب المجاني إلى القرى والنجوع الأكثر احتياجا.

وتضم الوزارة شبكة واسعة من مراكز التدريب المهني المنتشرة في مختلف المحافظات، يبلغ عددها 83 مركزا، منها 53 مركزا ثابتا، و10 وحدات تدريب ثابتة، و27 وحدة تدريب مهني متنقلة تجوب المناطق الريفية والنائية. وتسعى الوزارة من خلال هذه الوحدات المتنقلة إلى تقريب خدمات التدريب من المواطنين، وتمكين الشباب من اكتساب مهارات مهنية دون تكبد أعباء الانتقال أو التكاليف المالية.

وتقدم مراكز التدريب التابعة للوزارة مجموعة من البرامج التدريبية المتنوعة، التي تتناسب مع مختلف الشرائح العمرية والتعليمية، حيث تتضمن خدمات التدرج المهني التي تستهدف الأطفال من سن 14 إلى أقل من 18 سنة، وتستمر من عام إلى ثلاثة أعوام، ويتم خلالها إلحاق الطفل المتدرب بأصحاب الأعمال تحت إشراف الوزارة بهدف تعلم مهنة من خلال الممارسة العملية.

كما تشمل الخدمة برامج التنشئة المهنية التي تمتد من 100 إلى 400 ساعة تدريبية، وتستهدف خريجي المرحلة الإعدادية أو من لم يتمكنوا من استكمال التعليم الأساسي. وتوفر الوزارة أيضا برامج للتدريب التحويلي، مدتها من 100 إلى 400 ساعة، للفئة العمرية من 18 إلى 25 سنة من شباب الخريجين، لتأهيلهم لمهن جديدة تواكب احتياجات سوق العمل.

وتستمر الوزارة في فتح باب التقديم لبرامج تدريب قصيرة الأجل للراغبين في تطوير مهاراتهم المهنية من سن 18 إلى 45 سنة، في مهن تتراوح مدة التدريب فيها بين 60 إلى 200 ساعة، شرط إجادة القراءة والكتابة واجتياز اختبار التوجيه المهني الذي يحدد المهنة الأنسب لقدرات المتقدم الذهنية والبدنية.

وتغطي البرامج التدريبية نحو 49 مهنة من أكثر المهن طلبا في السوق، منها صيانة الحاسب الآلي والموبايل، التبريد والتكييف، التفصيل والخياطة، السباكة، الكهرباء، المشغولات اليدوية، إعداد المأكولات، واللغات. ويحصل المتدربون على تدريب مجاني شامل، يتضمن تأمينا ضد إصابات العمل، وكشفا طبيا قبل بدء التدريب، إلى جانب تسليمهم أدوات مهنية وملابس وأدوات وقاية حسب المهنة.

ويحصل الأوائل على جوائز عينية، مثل ماكينات خياطة أو شنط عدة، ويتم منح المتدرب في نهاية الدورة شهادة إتمام معتمدة من مديرية العمل، مطبوعة مركزيا ومزودة بعلامات مائية، تؤهله للحصول على فرص عمل لائقة في القطاع الخاص أو فتح مشروع خاص.

وفي ظل اهتمام الدولة بالتحول الرقمي، أسهم تطوير المنظومة التدريبية في إنشاء قاعدة بيانات إلكترونية متكاملة لحاملي شهادات مزاولة المهنة، وربطها باحتياجات سوق العمل، بما يضمن استدامة التشغيل وربط المهارات المطلوبة بالفرص المتاحة فعليا.

ووفقا للدراسات التي أجرتها وزارة العمل، فإن أكثر من 50% من خريجي مراكز التدريب يحصلون على وظائف في نفس المهن التي تلقوا تدريبهم عليها، بينما يتمكن نحو 80% من بعض المهن، مثل صيانة الموبايل والسياحة والفندقة، من بدء مشروعاتهم الخاصة بعد الانتهاء من التدريب.

وقد حرصت الوزارة على تطوير محتوى التدريب باستمرار، من خلال التعاون مع القطاع الخاص، حيث تم توقيع بروتوكولات شراكة مع المركز الإيطالي "دون بوسكو"، ومبادرة "ابدأ" لتطوير وإدارة خمسة مراكز تدريب، إلى جانب شركات صناعية محلية. كما تم التعاون مع اتحاد الصناعات المصرية لإدارة 38 وحدة تدريب متنقلة جديدة، تسهم في تقديم التدريب المهني داخل القرى والمناطق الحدودية.

ويأتي هذا في إطار خطة الوزارة لإضافة تخصصات جديدة إلى وحدات التدريب المتنقلة، تتماشى مع التطورات التكنولوجية وسوق العمل، وتشمل تركيب وصيانة كاميرات المراقبة، أجهزة الإنذار، وصيانة الدش والحاسب الآلي والموبايل، وذلك بعد دراسات سوقية أثبتت ارتفاع الطلب على هذه المهن داخل وخارج مصر.

وتواصل الوزارة استقبال الشباب الراغبين في الالتحاق بالدورات التدريبية من خلال التوجه إلى مقرات مراكز التدريب الثابتة، أو إدارة بحوث العمالة بمديريات العمل بالمحافظات، ويتم التواصل معهم قبل بدء الدورات التدريبية لإبلاغهم بكافة التفاصيل، في إطار سياسة تستهدف تعزيز التشغيل من خلال التدريب المهني المستدام.