18 وحدة لعلاج التصلب المتعدد فى 10 محافظات.. وزارة الصحة: صرف العلاج مجانًا.. وتقديم الرعاية لـ70% من المرضى على مستوى الجمهورية.. والمراكز الطبية المتخصصة: 50 ألف حالة تتلقى العلاج منهم 20 ألف على نفقة التأمين

أكدت وزارة الصحة والسكان توفير خدمات علاج مرضى التصلب المتعدد مشيرة إلي أهمية دعم التوعية المجتمعية، والتشخيص المبكر لمرض التصلب المتعدد، باعتباره أحد الأسباب الرئيسية للإعاقة غير الناتجة عن الحوادث لدى الشباب، مشيرة إلى أن التشخيص المبكر يُسهم في تحسين جودة الحياة للمرضى وتقليل المضاعفات المرتبطة بالمرض.
وأوضح تقرير لوزارة الصحة والسكان أن مرض التصلب المتعدد لا يشكّل عبئًا صحياً فقط، بل يُثقل كاهل الأسرة التي تضطلع بدور رئيسي في رعاية المريض ومتابعة علاجه، مما يبرز أهمية بناء منظومة علاجية متكاملة ومستدامة، مشيرًا إلى أن وزارة الصحة تولي اهتماماً كبيراً بإعادة تخصيص الإمكانيات المتاحة لتطوير خطط العلاج، وتوفير الأدوية، وزيادة عدد الوحدات المتخصصة على مستوى الجمهورية.
وأضاف التقرير أن جهود الدولة في هذا الملف أسفرت عن انخفاض كبير في عدد الهجمات التي يتعرض لها المرضى سنوياً، حيث كشفت دراسة حديثة تم استعراضها خلال الفعالية أن المريض كان يتعرض إلى نحو ثلاث هجمات سنوياً، بينما انخفض العدد إلى النصف بعد إتاحة العلاج المجاني المنتظم، ما ساهم في تقليل المضاعفات طويلة الأمد والتكاليف المرتبطة بها.
ومن جانبه، أشار الدكتور إسحاق جميل، نائب رئيس أمانة المراكز الطبية المتخصصة، إلى أن الأمانة اتخذت خطوات عملية للتوسع في إنشاء وحدات متخصصة لعلاج مرض التصلب المتعدد بمختلف المحافظات، حيث وصل عدد الوحدات حالياً إلى 18 وحدة في 10 محافظات، تقدم الرعاية لما يقرب من 70% من المرضى على مستوى الجمهورية.
وأضاف أن الأمانة حرصت على تيسير وصول الخدمة للمناطق النائية من خلال تقديم خدمات الفحص والتقييم عن بُعد، وذلك بالتعاون مع نخبة من أساتذة الجامعات، بما يسهم في ضمان تقديم خدمة طبية متكاملة، وعالية الجودة، في إطار خطة الدولة لدعم المرضى وتخفيف معاناتهم.
وأكدت الدكتورة دينا زمزم، أستاذ المخ والأعصاب بجامعة عين شمس، ورئيس وحدة علاج مرضى التصلب المتعدد بمستشفى الشيخ زايد آل نهيان، أن التشخيص المبكر يمثل التحدي الأكبر في مواجهة المرض، نظراً لتشابه أعراضه مع العديد من الأمراض العصبية الأخرى، مما يؤدي إلى تأخر كبير في اكتشافه، وأشارت إلى أن قاعدة بيانات المرضى في مصر رصدت وجود نحو 50 ألف حالة، يتلقى العلاج منهم قرابة 20 ألف مريض ضمن منظومة العلاج على نفقة الدولة والتأمين الصحي.
وأضافت أن ما يقرب من 50% من الحالات لا تزال غير مكتشفة ولم تصل بعد إلى منظومة الرعاية والعلاج، نتيجة لغياب الوعي المجتمعي، ولعدم وجود اختبار تشخيصي واحد حاسم للمرض، مؤكدة أن التصلب المتعدد يُعد السبب الأول للإعاقة بين الشباب بعد حوادث الطرق، وشددت على أن دعم التوعية وتدريب مقدمي الخدمة هو المدخل الرئيسي لتحسين الاكتشاف المبكر وتقليل نسب الإعاقة.
وفي هذا الإطار، أكدت الدكتورة هبة عبدالعزيز، مدير عام أكاديمية الأميرة فاطمة للتدريب المهني، أن تدريب مقدمي الخدمة الصحية يمثل محوراً رئيسياً في دعم جهود الدولة للتشخيص المبكر لمرض التصلب المتعدد، مشيرة إلى أن الأكاديمية تولي أهمية خاصة لبناء قدرات الفرق الطبية من مختلف التخصصات، بهدف رفع كفاءتهم في التعامل مع أعراض المرض التي قد تتداخل مع أمراض أخرى، مما يسهل الاكتشاف المبكر ويُسهم في تحسين فرص العلاج وتقليل المضاعفات، وأضافت أن الأكاديمية تعمل على تحديث البرامج التدريبية لتشمل أحدث ما توصل إليه العلم في أدوات التشخيص والرعاية المتكاملة، بما ينعكس على تقليل العبء الذهني والحركي والمالي على المرضى وأسرهم، وتخفيف الضغط على المنظومة الصحية.
Trending Plus