مصر وتحولات الموقف الأوروبى.. مواجهة جرائم إسرائيل فى غزة

مع استمرار الحرب على غزة، تتغير مواقف دول كثيرة تعارض استمرار حرب الإبادة والجرائم التى يرتكبها الاحتلال، والتى تستمر بلا أفق، وخلال الأسابيع الأخيرة بدأت تحركات ومواقف أوروبية تجاه الحرب ودعاوى بعزل الاحتلال بعد ارتكاب جرائم حرب ممنهجة، ووقوع المزيد من الضحايا الأبرياء من المدنيين أغلبهم أطفال، وتتصاعد الانتقادات الأوروبية لإسرائيل، بسبب حربها على غزة، وسط دعوات لفرض عقوبات وتعليق العلاقات التجارية، ما يشير إلى تحول فى الموقف الأوروبى، حتى بين حلفاء تل أبيب، ضد العدوان.
وانضمت فرنسا إلى إسبانيا فى اقتراح فرض عقوبات ضد الاحتلال، ودعا الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، الاتحاد الأوروبى، إلى تشديد موقفه تجاه إسرائيل إذا لم تقدم استجابة مناسبة لحل الوضع الإنسانى «غير المستدام» فى قطاع غزة، ما يفتح الباب أمام تعليق اتفاقية الشراكة أو حتى فرض عقوبات، بالإضافة إلى النظر فى الاعتراف بفلسطين كدولة.
وحسب تقرير الزميلة فاطمة شوقى فى «اليوم السابع»، قال ماكرون: إذا لم يكن هناك رد يتناسب مع الوضع الإنسانى فى الساعات أو الأيام القادمة، فسيتعين علينا بطبيعة الحال تشديد موقفنا الجماعى، وجدد الرئيس ماكرون إمكانية الاعتراف بفلسطين كدولة، وهو أمر يراه «واجبا أخلاقيا» ومطلبا سياسيا.
وتنضم فرنسا إلى إسبانيا التى اقترحت عقوبات على إسرائيل، وأكد وزير الخارجية الإسبانى مانويل ألباريس، على ضرورة دخول شاحنات المساعدات الإنسانية إلى غزة دون «شروط» أو «عوائق»، فى وقت بدأت موجة من قطع العلاقات مع إسرائيل بسبب المجازر ضد المدنيين فى غزة، حيث دعا رئيس إقليم إميليا رومانيا فى شمال وسط إيطاليا، جميع قادة المنطقة إلى قطع «أى شكل من أشكال العلاقات المؤسسية» مع إسرائيل بسبب «العنف الخطير للغاية والمستمر فى قطاع غزة»، بعد أن دعا وزير الخارجية الإيطالى أنطونيو تاجانى، إسرائيل إلى إنهاء هجومها على قطاع غزة، وقال «كفى حربا الآن».
العالم يشهد تحولات متوالية تجاه رفض الحرب، وجاءت هذه التحولات بفضل استمرار المساعى المصرية والعربية لشرح المواقف ومواجهة أكاذيب الاحتلال، ولا يفوّت الرئيس عبدالفتاح السيسى فرصة دون التأكيد على رفض تهجير الفلسطينيين ورفض السلوكيات الإسرائيلية والتصفية العرقية، ويواصل الرئيس اتصالاته ودائما تحمل رسالة إلى العالم، بجانب استمرار التظاهرات العالمية ضد الحرب، وتوجهات أوروبا للاعتراف بالدولة الفلسطينية، والحديث عن عقد مؤتمر حل الدولتين فى نيويورك خلال هذا الشهر، بما قد يمثل تغييرا فى الموقف الأمريكى الذى يتسم بالتناقض والتداخل بشكل يسهم فى إطالة أمد الحرب.
بينما بقى الرهان المصرى على إبقاء توافق فى القمة العربية الأخيرة ببغداد، بصرف النظر عن التمثيل والسعى لموقف عربى، يجدد الحديث عن مؤتمر الإعمار والتعافى فى غزة، وموقف عربى ينطلق من الفعل، فى وقت ينشغل العالم بصراعاته، وأيضا يعجز النظام الدولى عن التدخل لوقف الأزمات أو خلق مسارات سياسية، وواجهت مصر مخططات التهجير، ورفض التلميحات أو المخططات التى تناقض العقل أو تخالف القانون الدولى، وخاضت مصر ولا تزال أكثر من حرب، دبلوماسية وسياسية، وأصرت على إعمار غزة فى وجود سكانها، وتمسكت بموقف حاسم يرفض التهجير ويؤكد أنه لا سلام من غير الدولة الفلسطينية، واختلفت مع الإدارة الأمريكية ورفضت مخططات التهجير الدائم أو المؤقت، القسرى أو الاختيارى، وتحتفظ بعلاقات استراتيجية مع الولايات المتحدة، ومع كل دوائر التأثير فى الصين وروسيا والاتحاد الأوروبى، وتواصلت جهود مصر مع الولايات المتحدة وقطر لوقف الحرب، مع استمرار دعم القضية الفلسطينية، ضمن مسؤولية تاريخية، ومواجهة كل محاولات الالتفاف والتقاطع مع الحق.

Trending Plus