الحج.. أول كتاب يوثق مكة والمدينة بعدسة المصورين المصريين.. صالح صوابى موظف يتحول لمؤرخ بتكليف من عباس حلمى التانى عام 1888.. ومحمد صادق بيه والبغدادى يلتقطان صورا نادرة للأراضى المقدسة

تحتوى الكنوز القديمة على العديد من الكواليس والأسرار التى تبوح بعبق الماضى مما يتيح لنا الاطلاع وفهم طبيعة الحياة فى زمن مضى، فمن بين الوثائق والمخطوطات والكتب نجد داخل أروقة مكتبة بيتر فى لندن، كتاب "الحج" الذى يضم صورا فوتوغرافية نادرة عن مكة والمدينة، وأوضحت المكتبة أن كتاب "الحج"، يعد أول عمل يجمع أقدم الصور الفوتوغرافية المعروفة للمدينتين المقدستين مكة المكرمة والمدينة المنورة، والكتاب لا يكتفى بتوثيق البعد البصرى للحج فى القرن التاسع عشر، بل يقدم سردًا متكاملًا يجمع بين التوثيق الصحى، والتصوير، والرؤية الإصلاحية.

ولفتت المكتبة إلى أن الكتاب يلقى الضوء على "صالح صوابى"، والذى كان موظفًا مصريًا فى مجال الصحة العامة، كلفه الخديوى عباس حلمى الثانى بكتابة تقرير حول الأوضاع الصحية التى يواجهها الحجاج أثناء رحلتهم إلى الأراضى المقدسة، وقد أدى "صالح" فريضة الحج مرتين، عامى 1888 و1891، ليكتب بعدها تقريرًا شاملًا ومفصلًا، أرفقه برد موضوعي على الانتقادات الأوروبية الموجهة للإسلام، بالإضافة إلى ملحق يحتوى على مقترحات عملية لتحسين الممارسات الصحية على طرق الحج.

كما يتميز كتاب الحج، بكونه أول عمل يجمع أعمال محمد صادق، وعبد الغفار البغدادي، وهما أول رجلين قاما بتصوير المدن المقدسة فى شبه الجزيرة العربية، وألقى الكتاب الضوء على محمد صادق الذى كان يعمل مهندسا عسكريا مصريا، وكان يؤدى فريضة الحج ضمن ركب المحمل المصرى الرسمى، وقد وثق رحلاته بعدسته فى عدد من الصور النادرة، ونشر عمله لأول مرة عام 1881 في القاهرة ضمن كتابه "مشعل المحمل"، ولم يتبق من هذا العمل اليوم سوى نسختين فقط إحداهما في مكتبة نيويورك العامة، والأخرى في المكتبة الوطنية بالمغرب.

أما بالنسبة إلى عبد الغفار البغدادي، فهو طبيب مصرى، تعلم فن التصوير على يد المستشرق الهولندي سنوك هورخرونيه، ونشرت صوره الفوتوغرافية للمرة الأولى عام 1889 في كتاب هورخرونيه "صور من مكة".

ويجمع كتاب "الحج" بين الوثيقة الصحية والتوثيق البصري والتحليل الاجتماعي، في نظرة فريدة إلى تجربة الحج في أواخر القرن التاسع عشر، كما يلقي الضوء على بدايات التصوير العربي في أرض الحرمين، ويبرز جهود شخصيات غير تقليدية في سرد هذا الإرث العظيم من منظور علمي وإنساني.

ووصفت المكتبة حالة الكتاب قائلة: إن تجليد الكتاب قديم نسبيًا بجلد يشبه جلد التمساح، مع شريط خلفي من قماش بني محمر، وملصق على العمود الفقري من جلد مغربي أسود.

يحتوي على صورة فوتوغرافية كبداية، و17 لوحة بعدسات محمد صادق بيه وعبد الغفار البغدادي، الحواف ممسوحة قليلاً مع بعض التآكل في زاوية الغلاف الأمامى، المحتوى به بعض الاصفرار، وإصلاح قديم على ظهر صفحة المحتويات، نسخة جيدة من منشور نادر.

كتاب الحج

كتاب الحج