جواهرجي من الزمن الجميل.. عم سعيد أقدم صائغ فى قنا.. يروي ذكريات قديمة في مجال بيع الذهب: لا مجال للخطأ وشراء المغشوش.. واحتفظ بفضة وخلخال عمره 30 عاما.. ولم أجدد المحل واحتفظ به على الشكل القديم.. فيديو وصور

لا يحتاج المحل لوصف دقيق فالصورة تتحدث عن نفسها، حينما تشاهد الكنز الصغير لأول مرة، ستنزل إلي الأسفل علي سلم مدرج صغير لتصل إلي محل صاغة العم سعيد الذي يعمل منذ سنوات عديدة، وبرغم إمكانياته البسيطة وقلة المعروض داخله إلا أنه حافظ على تواجده لأكثر من نصف قرن في تلك الصنعة التي تحتاج إلي التركيز والفطنة، فالغلطة مثل ألف ولا تراجع فيها كما يصفها صاحب الـ 83 عاما، ووسط أشيائه القديمة يسرد الرجل ذكرياته عن زمن فات والأشكال قديما وكيف تحولت إلي الأشكال الحديثة التي يقبل على شرائها العرسان.
بجلباب من الصوف وطاقية فوق رأسه يجلس سعيد علي كرسي وسط محله يستقبل أحبابه من الزمن الجميل، فمعظم تعامله مع كبار السن الذين يثقون فيه منذ سنوات عديدة ويترددون على محله، فبجانب الذهب يبيع الجواهرجي الفضة والسلاسل والخواتم المرصعة بالأحجار الكريمة، بالإضافة إلي قلم لكتابة الأحرف علي الخواتم أو سلاسل الفضة التي تطلب منه في بعض الأحيان خصيصا لخبرته في ذلك وممارسته البيع والشراء علي مدار سنوات، وللحظات قليلة يقارن الرجل الثمانيني ما بين أيام زمان والوقت الحالي في أسعار الذهب فجرام الذهب في السبعينيات كان لا يتجاوز جنيها وقبل ذلك كان الأربع جرامات بريال واحد.
قال العم سعيد رزيقي، جواهرجي بقنا، إن بدايته في الصنعة كان بعمر 30 عاما واستمر فيها حتي وقتنا هذا فبعد قدومه من العمل في محافظة الأقصر تواجد داخل محل صغير في محافظة قنا، وكان من أوائل الجواهرجية الذين تواجدوا في مدينة نقادة وعرف بين العديد من الزبائن الذين كانوا يترددون عليه من كل الأماكن سواء في القرى البعيدة أو في المدينة، وما دفعهم لتلك العلاقة الطيبة هو أمانة الميزات والبيع والشراء للذهب والفضة، لافتة أن الزبون إذا شعر بالأمان مع الصائغ الذي يتعامل معه فلن يتعامل مع أخر إلا في أضيق الحدود فالمهنة تعتمد على الأمانة والصدق في التعامل والمواعيد والمعاملات المادية.
وأوضح سعيد، أن الصنعة لم تختلف قديما عن وقت مضى ولكن تنوعت أشكال الذهب وفارق سعره، فعمل في الستينيات بالريال وكان في السبعينيات سعر جرام الذهب لا يتجاوز جنيها واحد ويقبل علي شرائه الراغبين في الزواج، فكانت الشبكة بسيطة عبارة عن خاتم وحلق والخلخال من أساسيات الشراء وقتها للفتيات حيث تضعه أسفل الساق ويصنع من الفضة وبه حلية صغيرة تصدر صوتا أثناء المشي، ومن الأشكال المشهورة قديما " فرج الله، المجر، الفخ، الخلق بخرزة زرقاء" وفي الوقت الحالي قلما ما يجيد زبون يحتفظ بها، مضيفا أن علي الصائغ الحذر في التعامل ومعرفة إذا ما كان الذهب أصلي أم تقليد عن طريق وضعه علي النار، ثم إطفائه في مادة تكشف عن لونه إذا كان سيتغير أم لا، فإذا وقع الجواهرجي في خطأ شراء الذهب المغشوش سوف يخسر كثيرا لاسيما إذا كان عدد الجرامات كبير.
وأشار العم سعيد رزيقي، إلي أن علم المهنة لابنه صابر والذي يعمل في بيع ولحام الذهب منذ سنوات أيضا داخل محل، والإضافة لبيع الذهب والفضة يقوم سعيد بالكتابة علي الخواتم ودبل الخطوبة والسلاسل عن طريق مسدس مخصص لذلك، ويحتفظ بفضة وخلخال عمره يقارب 30 عاما بجانب مجموعة من السلاسل والخواتم الفضة المرصعة بالأحجار الكريمة المكتوب على واحد منها لفظ الجلالة، مؤكدا أنه لم يجدد المحل واحتفظ به علي الشكل القديم دون تعديل فمن يريد الشراء يذهب إليه دون الاهتمام بالمظهر الخارجي للمحل.

العم-سعيد-وسط-محله

خاتم-فضة-بالمحل-

سعيد-رزيق-أقدم-جواهرجي-بقنا

فضة-قديمة-وسلاسل

محل-العم-سعيد-رزيق-بقنا
Trending Plus