دراسة: علاقة وثيقة بين مضاعفات "الشبكية" والإصابة باضطرابات نفسية

كشفت دراسة جديدة، أن المرضى الذين يعانون من اضطراب نفسي بالتزامن مع إصابتهم بمرض في شبكية العين، قد يكونوا أكثر عرضة للإصابة بمضاعفات قد تصل لحد فقدان البصر، مقارنةً بالمرضى الذين يعانون من مرض في شبكية العين فقط.

ووفقا لموقع "ophthalmology times"، اوضحت الدراسة التى أجراها باحثون من كلية الطب بجامعة كيس ويسترن ريزيرف في كليفلاند، وجود علاقة بين أمراض الدماغ والعين، نظرا لأن كلا من الدماغ وشبكية العين يتطوران من الأديم الظاهر العصبي، مما يجعلهما يشتركان في العديد من الخصائص المورفولوجية والفسيولوجية المتشابهة، لذلك قد تعكس التغيرات داخل شبكية العين تغيرات مرضية في الدماغ ،وهذا يسمح للعينين بأن تكونا بمثابة نافذة لتقييم الاضطرابات الناشئة عن الدماغ.

وقد ارتبط بالفعل التغير أو التنكس الوعائي في شبكية العين بمرض الزهايمر وباركنسون، وتشير النتائج إلى أن الأمراض العصبية تؤثر على صحة العين .

الاضطرابات النفسية وسمك شبكية العين
 

كما تم ترتبط الاضطرابات النفسية أيضًا، وفقا للدراسة، بتغيرات في العين، وتحديدًا في شبكية العين، حيث أظهر تصوير مرضى الفصام ترققًا في شبكية العين وانخفاضًا في سمك وحجم البقعة الصفراء.، بينما يعاني المصابون بالاضطراب ثنائي القطب من ترقق عام ملحوظ في طبقة الألياف العصبية الشبكية المحيطة بالحليمة (pRNFL) وطبقة الخلايا العقدية السفلية (GCL) وحجم الطبقة الضفيرية الداخلية (IPL) 9-11 .
ووجدت إحدى الدراسات أن مرضى اضطراب الاكتئاب الشديد، لديهم انخفاض ملحوظ في سمك طبقة الألياف العصبية الشبكية المحيطة بالحليمة (GCL) وطبقة الخلايا العقدية السفلية،  (IPL) وسمك الطبقة الضفيرية الداخلية العلوية (RNFL) العالمي والصدغي،  مما يوضح تأثير الاضطرابات النفسية على بنية الشبكية، ومع ذلك، أشار الباحثون إلى أن الطريقة التي تؤدي بها هذه التشوهات الهيكلية إلى تشوهات وظيفية وأمراض شبكية العين وضعف البصر اللاحق لم يتم التحقيق فيها بدقة.

تحديد العلاقة بين الأمراض النفسية وأمراض الشبكية
 

وتم إجراء  دراسة استطلاعية استعادية باستخدام بيانات من شبكة أبحاث صحية اتحادية تضم أكثر من 95 مليون فرد من 50 مؤسسة رعاية صحية، لتحديد حالات المرضى الذين تتراوح أعمارهم بين 50 و89 عامًا والمصابين بالفصام، والاضطراب ثنائي القطب، واضطراب الاكتئاب الشديد، وأمراض الشبكية، وضعف البصر المُعرّف بفقدان البصر أو العمى.
وتم تشخيص المرضى المؤهلون للمشاركة في الدراسة باضطراب نفسي مُحدد (مجموعة الحالات)، بينما لم يُشخَّص أفراد المجموعة الضابطة (مجموعة الضبط)، و تطابقت درجات الميل لدى الأفراد في كلا المجموعتين من حيث العمر، والجنس، وارتفاع ضغط الدم، وداء السكر، واضطراب شحميات الدم.
بعد المطابقة، تألفت مجموعة مرضى الفصام من 160,414 فردًا متطابقًا (متوسط العمر 65 عامًا)، و391,440 في مجموعة مرضى الاضطراب ثنائي القطب (متوسط العمر 64 عامًا)، و1,962,380 في مجموعة مرضى الاضطراب الاكتئابي الرئيسي (متوسط العمر 67 عامًا).

نتائج الدراسة
 

ارتبط التشخيص المُسجَّل للفصام بانخفاض احتمالية الإصابة بأمراض الشبكية، بينما ارتبط التشخيص المسجَل للاضطراب ثنائي القطب واضطراب الاكتئاب الشديد بزيادة احتمالية الإصابة بأمراض الشبكية، وفي جميع الاضطرابات النفسية، كان الأفراد المشخصون بأمراض الشبكية أكثر عرضة لخطر ضعف البصر مقارنةً بالأفراد المُصابين بأمراض الشبكية فقط.