هجوم المسيرات الأوكرانية يضع الجيوش المتقدمة أمام تحدٍ.. خبراء دفاع: "شبكة العنكبوت" نافذة على حروب المستقبل.. وأنظمة الدفاع الجوى تواجه صعوبة لرصد هجمات الدرونز.. ووجود الطائرات خارج الملاجئ يجعلها هدفا سهلا

أثار هجوم المسيرات الأوكرانية على أربعة قواعد جوية داخل روسيا تساؤلات حول الكيفية التى يمكن بها لأنظمة الدفاع الجوى التقليدية، حتى المتقدمة منها، صد الهجمات التى تتم بطائرة مسيرة رخيصة الثمن لكنها قادرة على إحداث خسائر هائلة لأكبر الجيوش فى العالم.
قال خبراء فى مجال الدفاع إن التكتيكات الجديدة التى اتبعتها أوكرانيا فى ضرب القواعد الجوية الروسية لها آثار مدمرة، ليس فقط على روسيا، ولكن على كافة الجيوش المتقدمة.
ونقل موقع بيزنس إنسايدر الأمريكى عن جيمس باتون روجرز، خبير المسيرات والمدير التنفيذى لمعهد كورنيل بروكس لسياسات التكنولوجيا، قوله إن هجوم شبكة العنكبوت يعد نافذة على الحروب المستقبلية.
ففى عملية شبكة العنكبوت، ووفقا لجهاز الأمن الاوكرانى، قام عملاء بتهريب طائرات مسيرة باعية المراوح عسكرية إلى روسيا، ثم وضعوها فى ألواح خشبية. وتم وضع هذه المسيرات طائرات على شاحنات، سارت على مقربة من المطارات التى تم استهدافها، مما تسبب فى خسائر زُعم أنها بلغت 7 مليارات دولار، دون إمكانية التأكد من هذه الأرقام.
ويبدو أن قرب وعدد طائرات الهجوم الصغيرة بدون طيار لم يمنحا طواقم الدفاع الجوى سوى فرصة ضئيلة، إن وجدت، للرد.
ويقول بيزنس إنايدر إن أنظمة الدفاع الروسية المتقدمة مثل قاذفات الصواريخ إس 300 وإس 400 استطاعت من قبل صد هجمات الدرونز الأوكرانية السابقة. لكن على ما يبدو، فإن الهجمات الأخيرة التى تم تنفيذها فى عملية أطلق عليها اسم "شبكة العنكبوت"، لم تكن بحاجة لاجتياز اختبار إس 400. فبدلا من إطلاق طائرات مسيرة أكبر حجماً وبعيدة المدى عبر المجال الجوى الروسى من أوكرانيا، تم وضع المسيرات فى حاويات وتهريبها إلى داخل روسيا، ليتم فتح أسقف الشاحنات عن بعد وإطلاق المسيرات، لتتمكن بعد رحلة أقصر وأبسط بكثير إلى هدفها من ضرب الطائرات الحربية الروسية فى مطارات بيلايا ودياجليف وأولينان وإيفانوفو، وفقا لجهاز الأمن الأوكرانى.
وأظهرت مقاطع فيديو وصور للهجوم أن الطائرات كانت موجودة فى الهواء الطلق خارج أى ملجأ، وهو قد جعلها هدفاً سهلاً. وأشارت صور الأقمار الصناعية إلى أن هذا الأمر يُثير قلق روسيا، التى يبدو أنها حاولت وضع إطارات على أجنحة قاذفاتها لخداع أنظمة التوجيه البصرى. فالطائرة على الأرض معرضة بشدة للهجوم، وتعتمد كليًا على الطائرات المحمولة جوًا والدفاعات الجوية القريبة.
ويشير تقرير الموقع الأمريكى إلى أن روسيا ليست الدولة الوحيدة التى تعانى من هذه المشكلة.
ففى حين أن الصين لديها ما يكفى من الملاجئ الجوية المُحصنة لإيواء غالبية طائراتها المقاتلة، إلا أن الولايات المتحدة استثمرت أقل بكثير فى هذه القدرة.
من ناحية أخرى، يشير التقرير إلى أن روسيا قد تتبنى استراتيجية الدرونز التى يتم إخفائها، حيث أنها سبق وأظهرت سرعة فى التعلم طوال الحرب، مما قد يقلق الغرب.
وقال كارل روزاندر، الرئيس التنفيذى والمؤسس المشارك لشركة "نورديك إير ديفينس" السويدية الناشئة فى مجال تكنولوجيا الدفاع، فى تعليقات عبر البريد الإلكترونى لبيزنس إنسايدر: "إن الهجوم يمثل تذكيرا صارخا بمرحلة جديدة فى الحرب، مرحلة يمكن فيها نشر الطائرات المسيرة سرًا والبقاء خاملة خلف خطوط العدو، فى انتظار الهجوم".
وأضاف: "إنها مسألة وقت فقط" قبل أن تتبنى روسيا وجهات حكومية معادية أخرى هذا التكتيك.
وسيكون لهذا الأمر تداعيات واسعة، حيث ستحتاج القاعدة الجوية إلى مزيج من الملاجئ المدرعة للطائرات، وأجهزة تشويش إلكترونية لتعطيل أنظمة توجيه الطائرات المسيّرة، وكمية كافية من الصواريخ أو المدافع لإسقاطها.
وتساءل بعض الخبراء عن مدى استعداد الناتو لمواجهة مثل هذه الهجمات حال تنفيذها، حيث أن هناك إمكانية لتنفيذ هذا التكتيك فى أماكن أخرى.
وقال باتون روجرز إن الطائرات المسيرة لن تقتصر على ساحة معركة محددة. وأضاف: "بينما ستواصل الطائرات المسيرة بعيدة المدى شن الهجمات، ستكون الطائرات المسيرة قصيرة المدى المجهزة بالسلاح "مخبأة تنتظر الإطلاق" لشن هجوم فى عمق أراضى الخصم. والسؤال هو: هل حلفاء الناتو مستعدون لهذا الواقع الجديد؟".
Trending Plus