هل توجد سموم مفيدة للجسم؟ كتاب Most Delicious Poison يجيب

تناول كتاب Most Delicious Poison للكاتب الأمريكى نوح وايتمان موضوعًا حساسًا يقول فيه إن القليل من السموم مفيد للجسم، وفى ضوء ذلك سوف نلقى الضوء على ما يتضمنه الكتاب.
يقول مؤلف الكتاب، قبل بضع سنوات، قامت إحدى صديقاتي باقتلاع بعض ثمار الجزر الأبيض من حديقتها، وأخذتها إلى منزلها لتجهيزها وتقديمها مع غداء يوم الأحد، لكن بعد فترة وجيزة، نُقلت هي وزوجها إلى قسم الطوارئ بالمستشفى، ليتبين أن إحدى هذه الثمار – كانت مشوهة بشكل غير معتاد – لم تكن جزرًا أبيض، بل جِذرًا سامًا للغاية من نبات يسمى "الماندريك"، ورغم معاناتهما الشديدة من التسمم لعدة أيام، إلا أنهما نجيا من الموت بأعجوبة.
ويعد الماندريك، حسبما يقول الكتاب، أحد السموم الطبيعية التى يسلط عالم الأحياء التطورى الأمريكى نوح وايتمان الضوء عليها فى كتابه Most Delicious Poison، وهو عنوان مستوحى من مسرحية "أنطونيو وكليوباترا" لـ شكسبير.
فى المسرحية، تشتاق الملكة كليوباترا بشدة إلى أنطونيوس الغائب، فتطلب من وصيفتها مشروبًا مهدئًا من الماندريك، ليغرقها فى نوم عميق تنسى فيه محبوبها، حتى وإن كلفها ذلك حياتها، وفقا لما ذكره موقع ديلى ميل البريطاني.
ويعبر وايتمان عن افتتانه بما يسميه "مفارقة السموم" فالمواد التي قد تكون قاتلة بجرعات كبيرة يمكن أن تكون مفيدة أو حتى منقذة للحياة بجرعات صغيرة.
ويعد الماندريك مثالًا جيدًا؛ إذ يحتوي على مادة السكوبولامين، وهي مركب سام، لكن بجرعات صغيرة تستخدم في لصقات طبية لعلاج دوار الحركة.
ويقول الكتاب، لقد طورت النباتات مواد كيميائية معقدة كوسيلة دفاعية ضد الحيوانات، أو لجذبها في بعض الحالات، لكن البشر، عبر التاريخ، تمكنوا من الاستفادة من هذه المركبات الطبيعية لأغراض علاجية، من لحاء الصفصاف الذي يصنع منه الأسبرين، إلى نبات الأقحوان الذي يستخلص منه البيريثرين المستخدم في مكافحة البراغيث، وأصبحت هذه السموم الطبيعية جزءًا من حياتنا اليومية.
ويشير وايتمان إلى أن العديد من هذه النباتات كانت معروفة منذ قرون للمعالجين التقليديين، قبل أن يعترف العلم الحديث بقيمتها، وأحد أبرز الأمثلة على ذلك هو شجر يسمى "الطقسوس"، الذي استخدم قديمًا لتسميم رؤوس السهام أو لقتل الأعداء، لكن خلال الخمسين عامًا الماضية، أنقذ مركب مشتق من هذا النبات – وهو دواء "تاكسول" – حياة عدد لا يحصى من مرضى السرطان، خصوصًا المصابين بسرطان الثدي.
ويتابع الكتاب، في الطبيعة، يعمل الكافيين كمبيد حشرى طبيعى، يطرد الحشرات والحيوانات التي قد تتغذى على أوراق النباتات المنتجة له، مثل القهوة والشاي وبعض الحمضيات، إلا أن الإنسان حوله إلى مصدر للمتعة والتنشيط الذهني، لكن حتى الكافيين قد يكون قاتلًا في حالات الجرعة الزائدة، ففي عام 2001، توفي شاب أسترالي بعد أن أضاف مسحوق الكافيين النقي إلى مخفوق البروتين، مما تسبب في جرعة تعادل شرب خمسين كوبًا من القهوة.
وكما هو الحال مع الكافيين، فإن النكهات التي تمنحها لنا التوابل – مثل الهيل والكمون والشمر والفلفل الأسود وجوزة الطيب والكركم – تطورت لأهداف دفاعية، إذ أنها غير مستساغة أو حتى سامة بالنسبة لبعض الحيوانات، ومع ذلك، فهي تعتبر آمنة وشهية للبشر عند استخدامها بكميات صغيرة.
ويقدم كتاب Most Delicious Poison نظرة عميقة وممتعة إلى عالم النباتات والمواد الكيميائية التي شكلت حياتنا، لكنه يتطلب بعض الإلمام بالمصطلحات العلمية، لاحتوائه على الكثير من التفاصيل الكيميائية الدقيقة مثل القلويدات والتربينويدات.
أما الجانب الشخصي في الكتاب، فهو مستوحى من تجربة وايتمان الخاصة، حيث يعود اهتمامه بالسموم إلى وفاة والده بسبب الإدمان المزمن على الكحول والمخدرات وهما من السموم التى قد تكون مألوفة في بعض المجتمعات، ويصف حزنه على حياة والده المأساوية بأنه خيط ينسج سرد الكتاب، ويقول "محاولتي لفهم سبب وفاته سمحت لي بتحديد، ثم تجميع، الطرق العديدة التي تؤثر بها سموم الطبيعة على العالم من حولنا".

كتاب Most Delicious Poison

Trending Plus