اعرف بلدك.. مدينة طما بوابة سوهاج الشمالية.. سميت فى الإمبراطورية الرومانية "بوكهيس" وبالهيروغليفية "حت - طمت".. وأبرز المشاهير بها محمد سيد طنطاوى.. وزارها الرئيس السيسى لإعلان "أم دومه" أول قرية نموذجية.. صور

هل فكرت يومًا في السفر إلى قلب صعيد مصر؟ أو ربما كنت تتساءل عن الأماكن التي تختبئ خلف تاريخها العريق؟ إذا كانت الإجابة نعم، فمدينة طما هي المكان الذي يجب أن تضعه على خريطة معرفتك في هذه الحلقة من سلسلة "اعرف بلدك"، نقدم لك كل ما تحتاج لمعرفته عن هذه المدينة المميزة التي تجمع بين عبق التاريخ وحداثة المستقبل.
فمدينة طما هى مزيج من الأصالة والحداثة، وتتربع مدينة طما في شمال محافظة سوهاج، كبوابة رئيسية لها، وهي إحدى المدن التي تحمل تاريخًا طويلًا وعراقة لا مثيل لها تقع المدينة على ضفاف نهر النيل، وتعتبر من أبرز المدن في صعيد مصر بفضل موقعها الجغرافي الذي يربط بين مختلف أنحاء الجمهورية، لكن، ما الذي يجعل طما مختلفة عن غيرها؟
تاريخ طما من "بوكهيس" إلى العصر الحديث لا يمكن الحديث عن طما دون التطرق إلى تاريخها العريق، فهي تحمل في طياتها ذكرى حضارات سابقة تركت أثرها على الأرض والنفس يعود اسم "طما" إلى العصر الفرعوني حيث كانت تعرف باسم "بوكهيس"، في عهد الإمبراطورية الرومانية وتربطها العديد من المصادر التاريخية بالآلهة المصرية القديمة وتذكر المؤلفات التاريخية الحديثة مثل كتاب "قوانين الدواوين" و"تحفة الإرشاد في أسماء البلاد" المدينة بإعتبارها أحد الأماكن المهمة في العصور القديمة وعلى مر العصور، ظلت طما شاهدة على أحداث تاريخية وحضارية جعلتها مركزًا نابضًا بالحياة والثقافة.
وتسمية مدينة طما هيروغليفية الأصل، ومأخوذة من "حت - طمت"، والتي تعني معبد الإله أتوم، الذي يعتبر من أبرز آلهة المصريين القدماء، وقد سبق أن ذكر مدينة طما عدد من المؤرخين في أعمالهم، بمن فيهم المؤرخ الفرنسي ليون غوتييه ، بالإضافة إلى عالم المصريات، والآثار، والقبطيات الفرنسي إميل أميلينو
ومن أهم الشخصيات بمدينة طما، ومن بين أشهر الشخصيات التي أنجبتها طما، يأتي الإمام الأكبر الراحل الدكتور محمد سيد طنطاوي، شيخ الأزهر الشريف وُلد طنطاوي في قرية سليم الشرقية بمركز طما عام 1928، وكان له دور كبير في نشر العلم وتطوير الأزهر الشريف، حيث ارتبط اسمه بتحقيق إنجازات كبيرة في التعليم الإسلامي. علمًا أن طنطاوي لم يكن الشخص الوحيد الذي نشأ في هذه المدينة العريقة، بل أن طما أفرزت على مر العصور العديد من العلماء والمفكرين الذين أسهموا في الفكر والثقافة المصرية.
الموقع الجغرافي تقع مدينة طما في الجزء الشمالي من محافظة سوهاج، وهى البوابة الرئيسية للمحافظة وتعد نقطة ربط رئيسية بين العديد من مدن جنوب مصر تتمتع المدينة بموقع جغرافي ممتاز يتيح لها التفاعل مع كافة محافظات الصعيد، مما يعزز من دورها التجاري والاقتصادي كما تتمتع طما بارتفاع 66 مترًا عن مستوى سطح البحر، مما يضفي عليها طابعًا مميزًا سواء من حيث مناخها أو بيئتها الطبيعية.
التطورات الحديثة بمدينة طما في السنوات الأخيرة، شهدت طما طفرة كبيرة في المشاريع التنموية، بفضل المبادرات الرئاسية التي تهدف إلى تطوير الريف المصري ومن أبرز هذه المبادرات تأتي "حياة كريمة" التي كان لها أثر كبير في تحسين البنية التحتية في المدينة وقرى مركز طما تم تنفيذ مشروعات الصرف الصحي في 12 قرية من القرى التابعة للمركز، بتكلفة إجمالية بلغت حوالي مليار و779 مليون جنيه. هذه المشاريع ساهمت في تحسين حياة الآلاف من المواطنين، ما جعل طما نموذجًا للتطوير في صعيد مصر.
وهناك مشروع محور طما العلوي، وهو نقلة نوعية في النقل والمواصلات ليس هذا فحسب، بل تواصل الحكومة المصرية تنفيذ المشاريع الكبرى لتطوير البنية التحتية في المدينة من أبرز هذه المشاريع هو مشروع محور طما العلوى، الذي يهدف إلى ربط الطريق الزراعي الغربي بين سوهاج وأسيوط بالطريق الصحراوي الغربي. هذا المشروع الهام سيقلل من الحوادث المرورية ويسهم في تسهيل حركة النقل بين محافظات الصعيد، حيث سيسهم في تسريع حركة المرور بين سوهاج وأسيوط بشكل ملحوظ. وتقدر تكلفة المشروع بحوالى 243 مليون جنيه، وهو جزء من خطة الحكومة لتحسين الطرق والبنية التحتية في الصعيد.
آفاق المستقبل طما اليوم ليست كما كانت بالأمس فالتطورات التي تشهدها المدينة في مختلف المجالات، من الصحة إلى التعليم مرورًا بالنقل والمواصلات، تجعل منها نموذجًا مثاليًا للمدن التي تحتضن التغيير بكل تحدياته وفرصه. المدينة التي كانت في يوم من الأيام مجرد نقطة عابرة بين القاهرة وأسيوط، أصبحت اليوم مركزًا حضاريًا واقتصاديًا يتسم بالحيوية والنمو.
ففي ظل اهتمام الدولة بتطوير المناطق الريفية، ومع المشاريع التنموية الكبرى التي تم تنفيذها، يبدو أن طما تسير بخطى ثابتة نحو مستقبل مشرق فلا يمر يوم إلا وتجد المدينة في طريقها لتكون أحد أبرز المراكز التنموية في صعيد مصر.
ومن قلب صعيد مصر، ومن طما التي تجمع بين التاريخ والتطوير، نكتشف كيف يمكن للمدن الصغيرة أن تكون محطات مهمة في مسار التنمية المصرية سواء كنت من أبناء المدينة أو من خارجها، فإن رحلة اكتشاف طما ستفتح أمامك آفاقًا جديدة لفهم التاريخ والحاضر والمستقبل في صعيد مصر، طما، تلك المدينة العريقة، تواصل كتابة فصول جديدة من تاريخها، وتعكس إرادة المصريين في التقدم والنهوض، لتكون بحق بوابة محافظة سوهاج الشمالية إلى المستقبل والتي حظيت بزيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى لها وإعلان قرية ام دومة أول قرية نموذجية بالمبادرة الرئاسية حياة كريمة هذه القرية التي تحولت إلى مدينة صغيرة بها كل الخدمات اللوجستية التي يحتاج لها المواطن بمكان واحد.

البنك الزراعى بالقرية

تفريعات المحور الشرقية

خريطة مدينة طما

شوراع قرية ام دومة الرئيسية

مدرسة حديثة بالقرية

مركز تنمية الطفل

مركز شرطة طما
Trending Plus