عصام عبد القادر يكتب عن الثانوية الأزهرية: نظامية الأداء الامتحاني.. الهدوء والانضباط.. الشعور بالمسئولية.. الريادة والتنافسية.. وصايا امتحانية

عصام عبد القادر
عصام عبد القادر

دون ضجيج، أو توتر، أو قلق يذكر، وبمنتهى الهدوء؛ فقد انطلقت امتحانات الثانوية الأزهرية منذ أكثر من أسبوع، و قد مر الإعلام على هذا الحدث مرور الكرام، وفي الحقيقة لقد عودتنا المؤسسة الأزهرية على أسلوبها الراقي، سواء في التنظيم، أو إعلان تعليمات كل مرحلة أثناء عقد الامتحانات الخاصة بها، كما أن عمليات الانضباط، والمتابعة تتم على قدم، وساق، ناهيك عن التهيئة، والاستعداد من قبل المتعلمين أنفسهم؛ حيث الشعور بالمسئولية؛ ومن ثم الالتزام بكافة الضوابط، والتعليمات أثناء سير العملية الامتحانية بكافة مؤسسات الأزهر التعليمية بشتى ربوع الوطن الحبيب.

الثانوية الأزهرية تعادل الثانوية العامة في المحتوى التعليمي، بل، وتزيد عنها في المواد الشرعية، وكثافة المقدار لمحتوى المواد العربية، كما أن عنصر التنافسية قد صار أمرا واقعيًا داخل إطار المؤسسات الأزهرية؛ حيث إن مجموع القبول في الكليات باتت مرتفعة، وتساوى أو تقارب نظيراتها في التعليم العام الحكومي، وهذا يؤكد على أن المؤسسة الأزهرية تسعى للريادة والتنافسية بكل ما تحمله الكلمة من معنى.

الضغط النفسي على طلاب المرحلة الثانوية الأزهرية ليس بالقليل، خاصة إنها مرحلة مفصلية، يتوقف على نتائجها تحديد المسار التعليمي القادم؛ ومن ثم إنشغال الأسرة بالمجموع قد أضحى في مقدمة الاهتمامات، والمتابع لامتحانات الثانوية الأزهرية يلاحظ أنها تهتم بقياس مهارات التفكير العليا في كليتها، وهنا نزعم بأن المؤسسة الأزهرية قد أضحت تهتم بمهارات تستدعي من أبناء المؤسسة المقدرة على الاستنتاج، والتفسير، والاستنباط والاستيعاب المفاهيمي، والتحليل، والاستخلاص؛ بغية أن يصل المتعلم إلى بوابة الابتكار، والإبداع في تخصصه.

رغم زخم الاستعداد للامتحانات الخاصة بنهاية المرحلة الثانوية الأزهرية؛ إلا أن الهدوء يأخذ السمة الغالبة، وأولياء الأمور لا يقفون حجر عثرة في عمليات التنظيم، والمتابعة؛ فالجميع يدرك ما له، وما عليه، والكل يعي أهمية تهيئة المناخ لأبناء الأزهر عند عقد الامتحانات؛ فهذا يخلق البيئة التي يتمكن من خلالها كل متعلم أن يحقق حلمه، ويحرز تفوقًا مستحقًا في ظل توافر ماهية تكافؤ الفرص التعليمية؛ ومن ثم الشعور بالعدالة، والمساواة.

لستُ قلقًا من امتحانات المرحلة الأزهرية؛ لأن كل مسئول في المؤسسة يؤدي بصدق ما عليه من واجبات، وأرى طموحًا يتعالى لدى طلابنا بالمرحلة الثانوية الأزهرية، كيف لا؟ وكل متعلم لديه ما يتطلع إليه في حياته العملية، والعلمية، والمعيشية، ولديه ما يحد من حالة التوتر، والقلق رغم صعوبة المرحلة؛ لذا أدعو الأسرة المصرية، وأنا واحد منهم، أن يتم توفير المناخ الداعم، الذي يعين الأبناء على إنجاز ما عليهم من مهام، والمتمثلة في أداء الامتحانات بكامل الاستعداد الذهني، والبدني، والنفسي.

أنصح بتجنب التوتر، الذي يصاب به الآباء، والأمهات، ناهيك عن العصبية الزائدة، التي قد تمارس لو بغير قصد تجاه فلذات الأكباد تجاه بعض السلوكيات، والممارسات، وندرك مدى شغف الأسرة في حصد الأبناء الدرجات العليا في كل مادة يؤدون فيها الامتحان؛ لذا فإنه يتوجب علينا تقديم التعزيز، الذي يعينهم على الاستذكار، ويساعدهم في تعميق خبرات التعلم في أذهانهم من خلال المراجعات، التي تتم قبل موعد اختبار كل مادة على حدة.

وصايا كثيرة تدور في الخلد، ويأتي في مقدمتها تنمية ثقة فلذات أكبادنا بأنفسهم، وتعظيم قدراتهم حيال القيام بالمهام الامتحانية المنوطة بهم؛ فقد أضحى بث الطمأنينة عاملًا مهمًا في تبديد الخوف، والقلق بصورة ممنهجة، ومن الأمور الداعمة لهم، والتي تمكنهم من بلوغ مراحل التثبت، وكسب الثقة؛ فهم في أشد الاحتياج لهذا الأمر.

ومن الوصايا المهمة عمل الأسرة على توفير مكان، أو أكثر يصلح للاستذكار، تتوافر فيه عناصر الراحة النفسية، والبدنية، ويخلو من معوقات اكتساب الخبرات التعليمية المستهدف تحقيقها، - وفي ذات السياق - نوصي بأن تتوافر لدى الطالب مقومات الصفاء الذهني عند الاستذكار، حتى يستوعب ما يقرأه؛ فلا جدوى من مذاكرة تحت وطأة الإجهاد، أو الإرهاق الذهني، والبدني على السواء؛ لذا فإنه يشترط أن يمتلك المتعلم حالة النشاط، التي تساعده في تأدية الامتحان بكامل تركيزه.

أخْذُ قسطٍ كافٍ من النوم، غاية في الأهمية بالنسبة للطالب؛ فهو يزيد من استعادة نشاطه، ويجعله قادرًا على الاستيعاب الأكاديمي، وكسر حالة الروتين في آليات الاستذكار، حتى لا يصاب بالملل، والفتور، أو قد يتسلل لديه إحباط ناتج عن طول الفترة الزمنية، أو قصرها، مع دعمنا الخاص بتوافر البيئة الفيزيقية، التي يتوافر من خلالها الإضاءة المناسبة، والتهوية الجيدة، وإزالة ما يعوق، أو يتسبب في صعوبة الاستذكار، وللتغذية الصحية دور في تنمية المقدرة على التحصيل؛ إذ تمده بالقدر الكافي، والآمن من الطاقة، التي تجعله في حالة من التركيز.

نسأل الله – تعالى – التوفيق، والسداد لبُناة مستقبل هذا الوطن، والقائمين على حفظه، وصون مقدراته، وأن يبلغ كل طالب مُناه، وما يطمح في الوصول إليه، وأن يعين من يقع على كاهلهم المسئولية في تحقيق المنشود، والغاية؛ لتصبح المؤسسة الأزهرية صاحبة الريادة في طريقها القويم بنتاجٍ، يستطيع أن ينهض بوطنه، ويضيف لحضارته.. ودي ومحبتي لوطني وللجميع.


 

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

محمود عزت عن كواليس برنامج أبلة فاهيتا: كنا بنقع على الأرض من الضحك

البرلمان الياباني يوافق على اتفاقية تعاون دفاعي مع الفلبين لمواجهة التهديدات

زيزو يتابع حساب الأهلي على إنستجرام ويلغى متابعة الزمالك

زيزو يصل مطار القاهرة للانضمام لبعثة الأهلى فى أمريكا

مؤلف ساعته وتاريخه: الحلقة الأولى ليست عن نيرة أشرف لكنها كانت استلهام درامى


زيزو يتحرك إلى مطار القاهرة للانضمام لبعثة الأهلى فى أمريكا (صورة)

العظمى بالقاهرة تصل 37.. درجات الحرارة المتوقعة حتى الأربعاء المقبل

مصنع "نيرك" نواة جديدة لتوطين صناعات وسائل النقل الكهربائى.. اعرف التفاصيل

زيزو بعد إعلان الأهلى ضمه: كل الطرق تؤدى إلى أرض التاريخ

7 اخبار رياضية لاتفوتك اليوم


الزمالك يشكو "زيزو" إلى لجنة التظلمات بعد إعلان الأهلى ضمه رسمياً

الأهلى يعلن التعاقد رسميا مع أحمد سيد زيزو فى صفقة انتقال حر.. فيديو

طقس شديد الحرارة غدا السبت 7 يونيو بأغلب الأنحاء والعظمى بالقاهرة 36

هدم مزرعة مواشى ومصادرة 10 خراف.. المغرب يلاحق ذبح الأضاحى "اعرف السبب"

ترتيب المرشحين لجائزة الكرة الذهبية 2025.. اعرف موقف محمد صلاح

الزمالك يكشف موقف زيزو من الحصول على مكافأة بطولة كأس مصر

ياسمين عبد العزيز تلتقط سيلفى مع الأضحية قبل ذبحها

تعرف على موعد افتتاح حديقة حيوان الجيزة بعد انتهاء أعمال التطوير

بعد منع ذبح الأضاحى.. مهن موسمية تغيب عن المغرب فى عيد الأضحى

أحمد العوضى يذبح أضحية العيد مع أهل منطقته فى عين شمس

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى