من قديم سيناء إلى صعيد عرفات.. شجون سياسية وإيمانية فى يوم 5 يونيو

حدثان من حقلين مختلفين؛ إلا أننى أجد بينهما وشيجة ما، أو لنقل بصياغة أخرى إننى لا أجد التزامن الصدفوى مجانيا صرفا وعاريا من الإشارات والعبر. ولستُ ممن يربطون الدين بالسياسة، ولا بأية مسألة غيرها من الشأن العام ومعاش الدول وشؤونها المدنية؛ غير أن النظرة هنا ذات طابع فلسفى، بأكثر من كونه طقسيا وروحانيا. حالة أشبه بالولادات المتشابهة من خواصر شتّى، حينما يتوصل الناس إلى الغاية ذاتها من أى طريق سلكوه، ويتلاقى العُباد الذاهلون عن العالم، مع العقلانيين الغائصين فى أمور الدنيا، وتكون الإفادة واحدة على لسانين مُتابينين، وبشعورين لا يبدو ظاهرا أن بينهما رابطا من أى نوع.
يقف الألوف اليوم على صعيد عرفات، شعيرة الحج وركنه الأعظم؛ فيما تعود الذاكرة لثمانٍ وخمسين سنة إلى الوراء. بهجة الطقس تأخذ بمجامع المريدين، وأغلال الماضى ما تزال تتسلط على أقوام لم يغادروا نكسة يونيو 1967 بعد، وفى المساحة الوسيطة بينهما متسع للتدبر والاعتبار، ومزاوجة الحاضر والتاريخ بالروح والمادة معا. وكما لن يعود ضيوف الرحمن من الأراضى المقدسة كما وفدوا عليها، فإن أجيالا سبقتهم فى البقعة نفسها وما حواليها خرجت من صيف أحد أعوام الستينيات على خلاف ما دخلته، وتشاكل الانتصار بالله على النفس، فى أثره العميق، مع الهزيمة أمام عدو أرضى يمكن أن يتمثل بصورة الشيطان فى الحكاية الإيمانية، وأن تُرد الانتكاسة معه إلى إفراط عقائدى أو تفريط، وإلى التقاعس عن الرجم فى أوان دقيق، وبالوسائل الصحيحة وفق الظرف وقتها ومقتضيات اللحظة.
يختلف الحج عن بقية العبادات والركائز العقيدية فى الإسلام. الخيط الناظم لأغلبها شخصى هامس؛ لكنه اختار أن يكون جماعيا هادرا. يحتفظ بلمسة من آثار الذاكرة الروحانية السابقة عليه، ويغلب فيه الامتثال على غيره من المقاربات العقلية الممنطقة. لا اندغام فى الإرث البعيد كاملا، ولا انقطاع أيضا. والارتحال فيه ليس خروجا على حجّية الوطنية، وقد ثبّتها الرسول فى هجرته من مكة بالإشارة إلى الاضطرار لا الاختيار. خرج هاربا بالدين أو من البطش، ويهرب أحفاده فى متوالية زمنية مفتوحة لأكثر من أربعة عشر قرنا؛ لأجل الولادة الجديدة راهنا، واستشعار اللحظة الغابرة بحمولاتها ومعانيها ورمزياتها المكثفة. حدث كبير يُعَد له المؤمن، ولا سبيل إليه إلا بمشقة وجهد كبيرين أيضا. الصفعة التى تأتيك بغتة، أو تسعر خدّك لها اختيارا، وباطمئنان عظيم إلى أنك فى معية الرعاية العلوية. كلاهما يُحدث فعله العميق فى الوعى أولا، ثم فى إمراره إلى فضاء العالم، وإمرار العالم من سيولته المقصودة سعيا إلى الخلق المتجدد، وإعادة الإنشاء على تقويم أقوم من سابقه، وأكثر قدرة على استشراف الخير، أو امتحان الشر والأشرار ببصر ثاقب وبصيرة نافذة.
كلام ربما يبدو جميلا؛ إنما يُحمَل على الإنشاء ومعاظلات البلاغيين. ماذا عن عرفات اليوم والأضحيات غدا؟ وما الرابط الوثيق أو الخافت بينهما وذكرى النكسة التى انقضت حدثا ولم تنته أثرا حتى الساعة؟ الحق أنه لا صلة عضوية من الأساس، ولعلها خاطرة خاصة جدا لا تعنى سوى صاحبها، أو إشكال نفسى ينزلق إلى صفّ الدوال المتضادة فى مداليل ملفقة، أو لعله الحنين إلى عبور يونيو الجاثم بثقله على أنفاس المنطقة منذ وقوعه، والغبطة الحميدة لملائكة بيض يقفون بين يدى الرحمن، وكنت أتطلع لأن أكون فى صحبتهم. إنه العجز عن الهروب من الجسم القديم هنا، أو التشكل فى بديل آخر مع جحافل المتأهبين للولادة هناك فى طقس الاتحاد والتشافى الجماعى.
يتعلق مناط التكليف على الاستطاعة، وفيما يحصرها البعض فى المال والطاقة؛ فإن من معانيها لدىّ الاستعداد النفسى. بمعنى الجاهزية لهذا المشهد العظيم، والنضج الذى لا يُفوّت فرصة الخلق، ولا يسمح للفرد بأن يذهب ويعود بخفىّ حنين. أى أن فاعلية الاستجابة لا تتأسس على المقدرة وحدها، ولا الزمن الطقوسى فحسب؛ إنما على الدراما المرافقة واللاحقة للحاج فى الذهاب والإياب وما بعدهما. وما من حجيّة إطلاقا لأن تغطس فى مسبك الأرواح البديع هذا؛ ثم تعود لعالمك القديم بروحك العتيقة نفسها. جُعِل الحدث للتغيير لا الزيارة، وما لم يتحقق الأول فقد لا يكتمل عمليا بهاء الثانية.
الوفادة على الله امتحان، تكليف لا تشريف. وبينما لا تتحرك الجغرافيا عن مواضعها؛ فكأنها تُمتَحن بالتاريخ/ الزمن، وتأتيها التجارب إلى حيث تقف، أو تجهد للسير تخيلا أو بالإرادة. وعلى هذا المعنى؛ يصح اعتبار الحوادث الكبرى فروض البلاد، والارتباك بين التعثر والاستقامة طقوسها، والهزائم بوّابتها الإلزامية إذا أرادت النصر/ الولادة المتجددة.
على قدر أهل العزم تأتى العزائم، كما قال المتنبى. ومصر كانت أكبر من أن تُمتَحن امتحانا عاديا، وأن تخرج من أوهامها الكبيرة خروج الصغار، أو من دون مخاضٍ قاس وأوجاع منضجة. ولا أمتدح الانكسار قطعا، أو أُرغّب الناس فيه؛ إنما أنظر له من الزاوية المضيئة، لأن الظلام والتشاؤم وغيرهما من الصفات السوداء رفاهية لا نتوفر عليها، وإهدار للدروس والعظات فيما لا يبدد المأساة، ولا يُجدد المعرفة ويعصم من تكرار الزلل. ولأن بضدها تتميز الأشياء؛ فلن نطعم البهجة ونحيط بمعانيها، من دون قياسها إلى ذاكرة حيّة من الشجن، ولا تكتسب الحركة قيمة أو فاعلية إلا قياسا لثابت مرجعى.
أخطأ عبد الناصر من دون شك، وخطيئته سابقة على الهزيمة، ونابعة من شعور وهمى بالانتصار، ومن تقدير غير دقيق للذات. تعاملت ثورة يوليو مع نفسها من منطلق أنها ولادة من العدم، وانقطع قادتها عن ذخيرة الخبرات الطازجة والمتقادمة؛ حتى التى اختبرها بعضهم مباشرة فى وقائع منظورة. خاض الزعيم معارك متأججة مع الصهاينة فى فلسطين؛ لكنه ما استفاد منها ولا أعاد المراجعة والتقييم، ثم دخل إلى مسرحهم ثانيةً بارتجال فوضوى وذاكرة بيضاء.
قُرئ العدوان الثلاثى على غير حقيقته. كان الصمود حاضرا، والعقيدة راسخة، والشعب وجيشه على موجة واحدة هادرة؛ لكن فوارق القوة والإمكانات كانت واضحة وكاسحة. رُدِع الصهاينة مع شركائهم البريطانيين والفرنسيين؛ لأن توازنات القوى الدولية لم تقبل بالمغامرة، فهدد السوفييت وتدخل أيزنهاور؛ وفيما كان يحق لنا أن نفخر بالصلابة والثبات، فإننا فسّرنا المعنوى بلغة مادية، واعتبر ولاة أمورنا غالبا أنهم قادرون على أية مواجهة.
إسرائيل عدو طماع، زُرِعت فى المنطقة لتكون خنجرا فى الخاصرة، وسرطانا يسرح على امتداد الجسد. لكنها تفتش دوما عن الذرائع، وتستحث الخصوم ليُرتبوا لها ما تعجز عن اختراعه، ويستغلونهم والحلفاء للتضافر على إنجاز ما تعجز عنه بمفردها. كانت النيّة مبيّتة فى كل الأحوال؛ لكن مضار التجربة المصرية فى اليمن، وخفة بعض القرارات بشأن خليج العقبة والقوات الدولية، ربما ساعدت على تسريع الوتيرة واستدعاء المخططات قبل أوانها. بالضبط كما حدث فى مقامرة حماس مع الطوفان، وما وفّرت من مناخ جنونى للإبادة وإخراج ملف التهجير من الأدراج.
كانت يونيو 1967 أكبر الهزائم العربية أمام الدولة الملفقة. سبق أن تفوقت فى النكبة على جيوش من ست دول، وأضافت لمساحتها نحو نصف ما نص عليه قرار التقسيم؛ لكنها كانت مواجهة متعجلة ومحدودة زمنا ومكانا، ولم تخرج عن ميدان الصراع الذى حددناه وكنا نسعى لاستخلاصه من موقع المبادرة بالهجوم. أما فى النكسة؛ بحسب الاسم الدعائى المخفف الذى أسبغه عليها هيكل، فقد غُزينا فى عُقر دارنا، وهُزمت عدة جيوش فرادى بعدما كانت ممثلة سابقا فى جيش واحد بشكل رمزى، واقتُطعت من الأراضى ما يقارب ثلاثة أمثال فلسطين التاريخية.
خُدِع ناصر بقدر ما خدع نفسه. انفصل عن الواقع وأسس رؤيته على حقائق مصنعة قسرا فى بيئة أيديولوجية صاخبة، وانطلى عليه أن الأسرة العربية تلتقى معه على الغاية نفسها، وتنخرط بارتضاء وقناعة تحت رايته الزعامية. فوجئ أنه ليس على الصورة التى تصورها، وأن الخذلان قد لا يقل أثرا وفداحة عن الخيانة والعدوان. أيقظته الصفعة من حلمه الرومانسى الطويل؛ فدخل فى طور المراجعة وإعادة التقييم، ونضج فى شهور كما لم يحدث طوال سنوات. اكتملت حكمة الرجل بالهزيمة الثقيلة؛ كعادة الحكماء الذين تصنعهم المآسى على المفاخر ومواكب الأعراس.
انتشر قبل أسابيع مقطع من محادثة طويلة بين الرئيس الراحل، وغرّ ليبيا الصاعد حديثا إلى السلطة فى الجارة الغربية. وثمة يد خفية أرادت أن تنزعه من سياقه، وتوظفه لأغراض سياسية راهنة؛ فمنحوه مسمّى «التسريب» رغم أنه غير سرى من الأساس، ومنشور بين أرشيف عبد الناصر الملحق بمنصة مكتبة الإسكندرية. حتى تلك اللحظة كان جمال قدوة معمّر وأقنومه الحى؛ لهذا بدا الأخير متحفظا فى الكلام ومهذبا فى الصياغات، وإن بدا فيها رغم هذا شىء من المزايدة المضمرة أو «أدب القرود»، فيما كان. الصوت الناصرى الجهور على نبرته المعتادة؛ بفائض من الشجن والمرارة والتعقل أيضا. كان قد أقر مبادرة روجرز لوقف إطلاق النار قبل وقت قصير، وبدا فى حديثه ناقما على بعض النافرين من القطيع العربى، مُلتاعا لسلوكهم الحارّ البذىء، ورافضا أن يكون شاخصا للتصويب، أو نائبا عن الآخرين فى نزواتهم المنفلتة من كل منطق وحساب.
لم تكن الهزيمة تلك التى تسكن حنجرته وتطفر منها مع الحروف؛ بل الوعى العميق والرؤية الجادة والمقاربات العقلانية المتزنة الوازنة. كأن نبى القومية الأول حط قدمه على أول طريق الكفر بها، بل حط على الأرض بعد نحو عقدين من التحليق فى الهواء، لا يربطه حبل غليظ ولا إلى مرتكز يستقر. بدا أنه إذ يُهزَم وتُحتَل أرضه، ينتصر لأول مرة تقريبا على حجاب العقل ويتحرر من الأوهام والسرديات المخترعة عن عجز لا قدرة، وعن تخيل لا تبصّر.
أعادت الهزيمة الاعتبار لفكرة الدولة الوطنية؛ عندما اقتطعت جزءا من لحمها الحى، وأكدت الوقائع الدامغة أن الجرح لا يعنى سوى أصحابه، وأن سيناء لا تشغل الحناجر القومية والبعثية والرجعية المتأججة بكل معانى البطولة والشرف؛ دون برهان أو عمل جاد، كما لا تشغلهم فلسطين أيضا. فكأن مصر إلى وقتها كانت مهجوسة بالماضى، ومُحتلة من أفكار وظلال رمادية ثقيلة، ولأجل أن تفك أغلالها قضت الظروف عليها أن يُستَبدَل احتلالٌ باحتلال؛ لا سيما أن رصد العدو الغريب أيسر من العدو القريب، والتشافى أيضا.
ومن دون تبسيط أو تجميل، كانت يونيو بداية الانعتاق الحقيقى. الهزيمة التى تعيد للعقل اتزانه، أو المشقة التى تصحب الحاج إلى طقوسه لتشهد على ولادته الجديدة. أحرَم عبد الناصر اضطرارا دون سفر أو مواقيت، أتته الأهلة والامتحانات إلى موضع اتكائه، وأُخذت قطعة غالية من الجغرافيا فداء عن خطايا سابقة. والأضحية فى فلسفتها أنها تنحر الضباع السارحة فى سيرتنا وحكاياتنا، وتغسل بقعنا السوداء بالدم، ويطعم منها الغنى والفقير احتفاء بالحياة المتجددة فى لحظة موت خشنة وقاسية.
يمكن القول إنها هزيمة تأجلت عقدين منذ النكبة، وإن شئنا مزيدا من الحفر فأربعة عقود منذ سقوط الامبراطورية العثمانية، أو خمسة منذ سايكس بيكو. كان الإقليم فى حاجة إلى صفعة تخرجنا من إرث الأناضول وسفاحيه، أو تثبت توافقات الامبريالية على ترسيم الخرائط وقد صارت واقعا لا فكاك منه، وتصالح الناس على قدسية الدولة الوطنية ووجوب الاحتماء بها والذود عنها قبل غيرها. باختصار؛ كان يونيو نصيب الحاضر من أمراض الماضى، وقد حررت الشطر الأعظم من الديموغرافيا العربية نفسيا؛ وإن بقيت لديهم رواسب من شعارات القرون الغابرة.
حدث تحول واسع فى كل المناحى، لا على مستوى مصر الرسمية وحدها؛ بل فى المجال الشعبى العام، وتحتيا على مستوى الأفكار والأفراد والتنظيمات. يمكن التأريخ لدولة يوليو على فالق يفصل ما قبل الهزيمة عما بعدها، وكذلك فى الفنون والآداب والصحافة والرأى العام، طبيعة الغناء وأشكاله، والنكتة وحماوتها ومذاقها اللاذع. شُرخت الروح الوطنية الجامعة؛ إن صح الوصف، لكنه ليس شرخ الانكسار والتداعى، بقدر ما يشبه انشقاق قشرة البيضة الجامدة، وابتعاث الحياة بنكهة طازجة من تمثلات الموت.
امتد النضج من ناصر للسادات، واكتمل التعافى من حرب الاستنزاف لنصر أكتوبر واتفاقية السلام. حررت مصر الأرض وتحررت من الأوهام، وتوزع خصومها السابقون بين ديناصورات شعبوية متأججة تنقرض تباعا، أو نعامات تدفن رأسها فى الرمال بعدما أتت ما كانت تأخذه على غيرها. جبهة الصمود والتصدى أورثت دولها خرابا يفوق ما يفعله الاحتلال، وانتقلت من وصى لآخر دون توقف عن زعم الاستقلال والثبات والإرادة الحرة، وبعض المعتدلين رقصوا رقصة المقاطعة ثم بالحماسة نفسها هزّوا خصورهم على إيقاع التسويات السياسية. حُورب المنتصر الوحيد على إسرائيل أواخر السبعينيات لإبرامه اتفاقا يعيد أرضه كاملة، ثم تتابعت عروض الإغراء للصهاينة مع أول مبادرة فى قمة فاس 1988، ثم حلقات متواصلة من المحاولات أبرزها المبادرة العربية فى بيروت 2002، وأحدثها الاتفاقات الإبراهيمية منذ 2020 حتى الآن.
وقد يقول قائل إن الآية مقلوبة فيما سلف، وما نكص العرب إلا لأن مصر استبقتهم، وشقّت الصف وعسّرت مهمة الباحثين عن الإجماع. والحق أن هزائمنا السابقة كانت معا، وهكذا ضاعت فلسطين، واحتُلت الجولان وما زالت، ودرج الصهاينة على دخول لبنان والخروج منه كأنهم فى نزهة. انقسم البعث على نفسه فى سوريا ولبنان، رغم التصاق الجغرافيا واتحاد الأيديولوجيا، وتحاربا وكادا لبعضهما، والتحق كل منهما بفريق. دول كافحت الرجعية وأخرى استثمرت فيها وما تزال، وأنظمة احترمت الجيران مقابل غيرها ممن سعوا وما زالوا للعب فى الخرائط والمجتمعات. اجتماع الضعفاء لا يزيدهم إلا ضعفا؛ ولو بقيت مصر على خيالها القديم لما استعادت أرضها، ولانصرف الآخرون عن مؤازرتها أو حتى الإشفاق عليها، مع الإصرار على منطقهم الوحيد الراسخ بالمقامرة والاستخفاف والقتال وخوض التجارب حتى آخر جندى مصرى.
أطلت وأفضتُ فى يوم يضيق الناس فيه عن كل كلام؛ إما لوجد يعبئ أرواحهم إزاء المشهد الروحانى، أو لأسى تفجره الهزيمة وتداعياتها فى نفوس البعض. كان يونيو سفرتنا الطويلة، وأكتوبر أوبتنا مكللين بالمجد والشرف، وندعو لنوابنا على جبل الله أن يكون ذهابهم وإيابهم هزيمة للأوهام ونصرا على الذات. وعيد سعيد للجميع، وكل عام وأنتم بخير.

Trending Plus