البوابة الحزبية والمواطن الصالح

تعزيز المواطنة الصالحة، عبر البوابة الحزبية من المفردات الرئيسة، التي تتضمنها شتى البرامج الحزبية في بلادنا الحبيبية؛ فالكيان الحزبيُّ يشكل في مجمله أسرة واحدة، قد توافقت على أجندة، تخدم بها الشعب العظيم بفلسفة، تعتمد على الانخراط مع المجتمع، اعتمادًا على ماهية المعايشة؛ كي تستشعر الأحزاب نبض الشارع؛ ومن ثم يتم رصد الاحتياجات العاجلة، والملّحة، والمتطلبات، والطموحات المستقبلية، وهذا من ملامح التربية التي تدل على حب الوطن، من خلال تعزيز الهوية، التي تعتمد على قيمتي الولاء، والانتماء، دون مواربة؛ إذ يرصد المواطن تقدير الدولة، ومؤسساتها له بتقديم كل ما من شأنه أن يسهل عليه طرائق المعيشة الكريمة.
نطمح في أن تعمل أحزابنا السياسية على تعضد ماهية المواطنة الصالحة لدى مجتمعنا الكريم، وخاصة لدى شبابنا الواعد، الذي يعد الثروة القومية لوطننا الآمن، وذلك من خلال غرس، وإكساب، وتنمية القيم النبيلة، والمبادئ، التي تبنى في ضوئها المجتمعات الإنسانية؛ لتصبح قادرة على استكمال مسار نهضتها، والإضافة إلى حضارتها، وهنا نتحدث على فقه لمعنى الكرامة، وعمق لمفهوم العدالة، والحرية المسئولة، وإدراك لفحوى المساواة، سواءً أكان أمام القانون، أم في توزيع الموارد، أم في تقديم الخدمات، ومعايشة؛ لتعزيز فلسفة العمل العام، والتركيز على المصالح العامة، دون الخاصة منها؛ فهذا، وغيره من مسلّمات هوية المواطنة الصالحة، التي يتوجب أن تستقر في النفوس.
بناء الإنسان، وتشكيل وجدانه، وترقية أفكاره، عبر مساهمات فاعلة للبوابة الحزبية، يؤكد أن محبة الوطن من خلال الحفاظ على ثروته البشرية راسخة في أذهان كل من يتحمل عبء العمل العام، وكل من يقدم جهودًا يحاول أن يشارك بها في نهضة هذا الوطن، الذي يسكن في قلوبنا، ويتربع على أفئدتنا؛ ومن ثم نزعم أن الحزب السياسي، يعد ظهيرًا لكل محتاج، أو ضعيف، أو مظلوم، أو مهمش؛ ليعمل على تلبية احتياجاته، ومطالبه المشروعة، كما يقدم كل سُبل الدعم عبر برامجه، ليساعد في تحقيق العدالة الاجتماعية.
هموم الوطن تزول بمواطن صالح، يشارك، ويبذل الجهود تلو الأخرى، ويتقن ما يقوم به من عمل، ويحافظ على ترسيخ النسق القيمي، ولا يتجاوز منظومة الخلق الحميد، الذي آمن به المجتمع، ويسير في ركب الحضارة، ويضع بين نصب عينيه أن تقدم، وازدهار الوطن غاية، لا حياد عنها، وهنا تجد مستويات الوعي بأنماطه المختلفة لديه مرتفعة، ولديه توجهات سياسية إيجابية؛ إذ يستشعر أهمية الاستحقاقات الانتخابية، ويطلع على الأجندات الحزبية؛ ليختار من بينها ما يعضدها؛ كي يحدد مسئوليات من يقع على عاتقه تقدم البلاد، وازدهارها.
بلوغ أهداف التنمية المستدامة قطعًا تقوم على كاهل المواطن الصالح، الذي يصطف خلف وطنه، وقيادته السياسية، ويدرك التحديات، التي تواجه الوطن، ويعي ماهية، وأهمية اللُّحمة الوطنية، والمساندة الشعبية، وضرورة تقوية النسيج المجتمعي، وقوة الجبهة الداخلية، وهنا تتأتى أدوار البوابة الحزبية، التي توضح إنجازات الدولة في كافة ربوعها؛ فمواقع العمل، والإنتاج، وواحات الاستثمار بتنوعاته المختلفة خير شاهد، ودليل على عزيمة المصريين في المضي قدمًا نحو نهضة مستحقة، قد طال انتظارها.
العلاقة بين البوابة الحزبية، والمواطن الصالح أعتقد أنها تكمن في تحمل المسئولية تجاه هذا الوطن الكبير، الذي يحتاج دومًا إلى آليات، تسهم في تحقيق مستهدفاته، التي تتمخض عن رؤى طموحة؛ كي نضمن مستقبلًا مشرقًا لأجيال تتربى في حضن هذا البلد الأمين، وهنا نتحدث دون مواربة عن تناغم، وانسجام بين الغايات الحزبية، والاحتياجات المجتمعية، وبناءً عليه نرصد مظاهر المساندة، والمؤازرة الجماهيرية للأحزاب، التي تستهدف تطلعات الشعب الآنية منها والمستقبلية.. ودي ومحبتي لوطني وللجميع.
Trending Plus