عيد الأضحى فى العصر الفاطمى.. ما ذكره المقريزى عن النحر وموائد الطعام

يحتفل العالم الإسلامي بعيد الأضحى المبارك وقد تبدلت الأحوال وتغيرت طرق الاحتفال بهذا العيد على مر العصور، وهنا نتوقف مع قول المؤرخين حيث نتوقف في محطة العصر الفاطمى مع ذكر ما جرى في نحر الأضحيات وموائد الطعام التي كانت تسمى الأسمطة وفقا لرواية المقريزى.
ذكر المقريزي وفقا لكتاب الخطط التوفيقية لعلى مبارك أن المنحر كان بجوار القصر الشرقي الكبير ثم قال هو الموضع الذي اتخذه الخلفاء لنحر الأضاحي في عيد النحر وكان تجاه رحبة باب العيد وموضعه الآن يعرف بالدرب الأصفر تجاه خانقاة بيبرس الجاشنكير وصار موضعه ما بداخل هذا الدرب وظاهره تجاه رأس حارة برجوان.
وكان الخليفة إذا صلى صلاة عيد النحر وخطب ينحر بالمصلى ثم يأتي المنحر المذكور وخلفه المؤذنون يجهرون بالتكبير ويرفعون أصواتهم كلما نحر الخليفة شيئاً وتكون الحربة في يد قاضي القضاة وهو بجانب الخليفة ليناوله إياها إذا نحر وأول من سن منهم إعطاء الضحايا وتفرقتها في أولياء الدولة على قدر رتبهم العزيز بالله نزار بن المعز.
وأما مبلغ المنصرف على الأسمطة في ثلاثة أيام خارجاً عن الأسمطة بالدار المأمونية ألف وثلثمائة وستة وعشرون دينار ومن السكر برسم قصور الحلاوة والقطع المنفوخ المصنوعة بدار الفطرة خارجاً عن المطابخ ثمانية وأربعون قنطاراً ثم نقل عن ابن الطوير أنه إذا انقضى ذو القعدة وأهل ذو الحجة اهتم بالركوب في عيد النحر وهو يوم عاشره ليجري حاله كما جرى في عيد الفطر من الزي والركوب إلى مصلى العيد خارج باب النصر والخطبة كعيد الفطر وثاني يوم وثالثه إلى المنحر وهو المقابل لباب الريح الذي في ركن القصر المقابل لسور دار سعيد السعداء بشارع الجمالية وكان براحاً خاليا لا عمارة فيه فيخرج من هذا الباب الخليفة بنفسه ويكون الوزير واقفاً عليه فيترجل ويدخل ماشياً بين يديه بقربه هذا بعد انفصالهما من المصلى ويكون قد قيد إلى هذا المنحر أحد وثلاثون فصيلاً وناقة أمام مصطبة مفروشة يطلع عليها الخليفة والوزير ثم أكابر الدولة وهو بين الأستاذين المحنكين خدام القصر فيقدم الفراشون له إلى المصطبه رأساً ويكون بيده حربة من رأسها الذي لا سنان فيه ويد قاضي القضاة في أصل سنانها فيجعله القاضي في نحر النحيرة ويطعن بها الخليفة وتجر من بين يديه حتى يأتي على العدة المذكورة فأول نحيرة هي التي تقدد وتسير إلى داعي اليمن وهو الملك فيفرقها على المعتقدين من وزن نصف درهم إلى ربع درهم ثم يعمل ثاني يوم كذلك فيكون عدد ما ينحر سبعاً وعشرين ثم يعمل في اليوم الثالث كذلك فإذا انقضى ذلك خلع الخليفة على الوزير ثيابه الحمراء التي كانت عليه ومنديلاً آخر بغير السمة والعقد المنظوم من القصر عند عود الخليفة من المنحر فيركب الوزير من القصر بالخلع المذكور شاقاً القاهرة فإذا خرج من باب زويله انعطف على يمينه سالكاً على الخليج فيدخل من باب القنطرة إلى دار الوزارة وبذلك ينتهي عيد النحر.
Trending Plus