غياب بهجة العيد فى السودان وسط ارتفاع أصوات المدافع.. قتلى ومصابون فى هجوم للدعم السريع على كردفان.. ومخيم أبو شوك للنازحين هدف للقصف ومقتل 20 شخصًا وإصابة 17.. والميليشيا تستهدف استاد الأبيض بمسيرات انتحارية

غابت أجواء عيد الأضحى المبارك عن ولايات السودان، خاصة في المناطق التي تقع تحت سيطرة ميليشيا الدعم السريع، إذ واصلت ميليشيا الجنجويد استهداف المدنيين والبنية التحتية في عدد من المناطق خاصة في كردفان ودارفور، وهو ما أوقع عدد كبير من المدنيين، وتسبب في دمار هائل في عدد من المرافق الخدمية ومنشآت البنية التحتية.
أعلن الجيش السوداني، قيام ميليشيا الدعم السريع، باستهداف عدة مواقع بمدينة الأبيض، عاصمة ولاية شمال كردفان، باستخدام طائرات مسيرة انتحارية، وهو ما أوقع خمسة قتلى على الأقل وسط المدنيين.
وتسبب القصف، الذي تنفّذه الدعم السريع باستمرار على الأبيض، في وقوع عدد كبير من القتلى والجرحى، ودمار هائل طال المرافق الخدمية والمنشآت المدنية.
وقال بيان أصدره المتحدث باسم الجيش السوداني، إن مواصلة لنهجها الإجرامي وتحدّيها للقانون الدولي الإنساني، استهدفت إحدى الانتحارية مواقع داخل مدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان.
وأوضح أن المواقع التي طالها القصف شملت السوق الكبير والمنطقة الصناعية ومنشآت مدنية أخرى، مما أدى إلى استشهاد خمسة من المدنيين وإصابة آخرين بجروح متفاوتة.
وأدان البيان بشدة ما وصفه بالسلوك الإجرامي، وقال إنه يمثّل نهجًا مستمرًا من الانتهاكات تتبعه المليشيا، بحق المواطنين والأعيان المدنية".
وفي الثالث من يونيو الجاري، هدّد قائد الدعم السريع حميدتى، بشن هجوم واسع على مدينة الأبيض، حيث تتواجد قواته حول المدينة في ثلاث اتجاهات تشمل بارا، والخوي، وحمرة الشيخ، والحمادي، بعد أن حشدت مقاتلين من دارفور وكردفان استطاعوا استعادة عدد من المواقع الاستراتيجية في غرب وجنوب كردفان.
وفى سياق متصل، استهدفت الدعم السريع مخيم أبو شوك للنازحين في ولاية شمال دارفور، بقصف مدفعى متواصل، وهو ما أسفر عن مقتل 20 شخصًا على الأقل وإصابة 17 آخرون خلال يومين.
وقال بيان صادر عن غرفة طوارئ مخيم أبو شوك، إن 14 شخصًا قُتلوا الأربعاء إثر سقوط قذائف مدفعية أطلقتها قوات الدعم السريع صوب نيفاشا بمعسكر أبو شوك، فيما فقد 6 أشخاص حياتهم الخميس، وإصابة 17 آخرين، جراء مواصلة الدعم السريع استهداف المواقع المكتظة بالمدنيين.
واضطر غالبية سكان معسكر أبو شوك ومدينة الفاشر إلى حفر ملاجئ تحت الأرض للحماية من القصف المدفعي وقذائف الطيران المسيّر، ومع ذلك فإن أعدادًا كبيرة من المدنيين يموتون بشكل يومي نتيجة للقصف العشوائي.
وتفرض ميليشيا الدعم السريع، حصارا مشددا على مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، كما قامت بتدمير المرافق الطبية، ومصادر المياه، والأسواق الرئيسية، مما تسبب في شحّ السلع وانعدام بعضها، وتواصل استهداف مخيمى أبو شوك، وزمزم للنازحين في شمال دارفور.
ومن جهة أخرى، استهدفت مليشيا الدعم السريع، استاد الأبيض الدولي بمسيرتين انتحاريتين في اعتداء جديد يضاف إلى سلسلة انتهاكاتها ضد المنشآت المدنية، والمرافق الرياضية بمدينة الأبيض.
وجرى استهداف الاستاد الدولي، أثناء مباراة رسمية بين فريقي شيكان والصفا ضمن منافسات دوري الدرجة الأولى بمدينة الأبيض.
وأكد محمد عبد السميع القوصي، نائب رئيس الاتحاد المحلي لكرة القدم ورئيس لجنة المسابقات، أن الهجوم لم يسفر عن إصابات بين اللاعبين أو الطواقم الفنية أو الجماهير أو الحكام.
ومن جهته أوضح عبد المطلب عبد المتعال رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة، أن الدعم السريع دأبت على استهداف دور الرياضة والشباب والمنشآت المدنية في انتهاك صارخ للمواثيق الدولية التي تجرّم استهداف المنشآت المدنية فى أوقات النزاع.
وأشار إلى أن المليشيا كانت قد استهدفت الأسبوع الماضي مدينة الشباب والرياضة والملعب الأولمبي مما ألحق دماراً واسعاً بالبنية التحتية للمنشآت الرياضية بمدينة الأبيض.
وطالب المجتمع الدولي والاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" بإدانة هذه الاعتداءات التخريبية التي تطال دور الشباب والرياضة فى ولاية شمال كردفان، مؤكدا أن استهداف استاد الأبيض الدولى يمثل جريمة متكررة، لجرائم الدعم السريع، مشددا أن مثل هذه الانتهاكات لن تمنع الولاية من مواصلة أنشطتها الرياضية.
Trending Plus