مشاعر منى تتوهج بالإيمان.. الحجاج يواصلون رمى الجمرات وسط تسهيلات غير مسبوقة.. فرحة عارمة بين ضيوف الرحمن بعد إتمام ذبح الهدى.. رئيس بعثة الحج: حجاجنا بخير.. ونتابعهم على مدار الساعة

في مشهد مهيب تختلط فيه المشاعر الإيمانية بالدموع والدعاء، واصل حجاج بيت الله الحرام أداء شعائر رمي الجمرات في مشعر منى، وسط أجواء روحانية خالصة، تعكس عظمة هذا الركن العظيم من أركان الإسلام.
وحرص الحجاج على المبيت في مشعر منى، بانتظار استكمال رمي الجمرات في الأيام التالية، وذلك في ظل تنظيم دقيق وتسهيلات مكثفة وفرتها الجهات المعنية لضمان سلامتهم وراحتهم.
وشهدت الساعات الماضية استكمال الحجاج لنسك الذبح، حيث بادر العديد منهم بذبح الهدي وفقًا للتوقيت الشرعي، ثم انتقلوا بعد ذلك إلى أداء شعيرة الحلق أو التقصير، وسط مشاعر جياشة وفرحة عارمة ملأت القلوب وارتسمت على الوجوه، تعبيرًا عن الامتنان لله تعالى الذي أكرمهم ببلوغ هذا المقام العظيم.
وتحدث عدد من الحجاج المصريين عن تجربتهم في أداء مناسك الحج، مؤكدين أنهم يشعرون بفرحة لا توصف، بعدما منّ الله عليهم بأداء هذا الركن العظيم، في ظل ما لمسوه من تسهيلات كبيرة وجهود متميزة قدمتها البعثة المصرية الرسمية، التي لم تدّخر جهدًا في خدمة الحجيج منذ لحظة وصولهم إلى الأراضي المقدسة وحتى اللحظة.

مشاعر منى تتوهج بالإيمان
وفي هذا السياق، أكد مساعد وزير الداخلية للشؤون الإدارية، ورئيس بعثة الحج الرسمية، بأن الأوضاع في منى تسير بكل استقرار وانتظام، وأن الحجاج المصريين يعيشون أجواء إيمانية روحانية متميزة، تعكس مدى التنظيم والدقة في متابعة كل تفاصيل أداء المناسك.
وأشار في تصريحات لليوم السابع، إلى أن ضباط بعثة وزارة الداخلية يرافقون الحجاج على مدار الساعة، ويتواجدون معهم في كل المواقع لتقديم الدعم الكامل، مشيدًا بالدور الذي تقوم به غرفة العمليات المركزية التي تتابع تحركات الحجاج بشكل مستمر، وتتعامل فورًا مع أية حالات طارئة أو استفسارات.
وفي الجانب الصحي، أكد الدكتور محمد مصطفى، رئيس البعثة الطبية، أن الحالة الصحية العامة لحجاج مصر مطمئنة، موضحًا أن الفرق الطبية والعيادات في المشاعر تتابع أوضاع الحجاج على مدار اليوم.

مشاعر منى
وأضاف أن البعثة الطبية مجهّزة بكل الإمكانيات التي تضمن تقديم الرعاية الصحية اللازمة فورًا، مشيرًا إلى أن هناك متابعة دقيقة للحجاج، فضلًا عن التعامل السريع مع حالات الإجهاد الحراري أو الطارئة.
ولم تغب مظاهر الفرح عن أجواء منى، حيث توافد الحجاج في مجموعات منتظمة لإتمام شعائرهم، وهم يرددون التلبية والتهليل، وتعلو وجوههم البسمة مع كل خطوة يتقربون فيها إلى الله.
وعلى الرغم من الأعداد الكبيرة، إلا أن التنظيم المحكم سهّل على الجميع أداء الشعائر دون عناء أو ارتباك، مما أضفى على الأجواء مزيدًا من السكينة والطمأنينة.
ورصدت البعثة الإعلامية المصاحبة لبعثة الحج المصرية مشاهد متميزة للتلاحم بين الحجاج، وللتعاون الذي يسود بينهم في مختلف المواقع، وسط إشراف مباشر من البعثات النوعية، سواء الإدارية أو الطبية أو الدينية، التي كانت على أتم الاستعداد لتذليل أي عقبة تواجه الحجاج.
وتواصل بعثة الحج المصرية جهودها الحثيثة لتأمين سبل الراحة لكل الحجاج، سواء من خلال الخدمات الإرشادية، أو عبر التنسيق المستمر مع السلطات السعودية التي قدمت من جانبها نموذجًا متكاملًا في إدارة الحشود وتوفير أقصى درجات الأمان والراحة لضيوف الرحمن.

الحجاج يواصلون رمي الجمرات
ويُنتظر أن يستكمل الحجاج أداء بقية المناسك خلال الأيام القادمة، وسط استعدادات مكثفة للبعثة، بما يضمن اختتامًا آمنًا ومريحًا لهذه الرحلة الإيمانية التي لا تُنسى.
وتتواصل المشاعر الإيمانية الصادقة التي يعيشها الحجيج في الأراضي المقدسة، ليظل الحج رحلة روحانية خالدة، تتجدد فيها العهود، وتصفو فيها القلوب، ويتجلى فيها التراحم والتقوى، وسط دعوات لا تنقطع بأن يتقبل الله منهم حجهم، وأن يعودوا إلى أوطانهم سالمين غانمين، وقد غُفرت ذنوبهم وتطهرت نفوسهم.
وواكبت خطط السلطات السعودية التنظيمية والخدمية لحج هذا العام 1446هـ، رحلة ضيوف الرحمن من مشعر مزدلفة إلى مشعر منى؛ حيث جرى تنفيذها ضمن منظومة تشغيلية متكاملة، انعكست في انسيابية عالية لحركة الحشود، وسهولة وصول الحجاج إلى منشأة الجمرات لأداء شعيرة رمي جمرة العقبة الكبرى، واستكمال مناسكهم خلال أيام التشريق في أجواء يسودها الأمن والطمأنينة والسكينة.
هذه الخطط التي نُفذت بالتنسيق بين مختلف الجهات الأمنية والخدمية، أسهمت في تحقيق أعلى درجات الانضباط والتنظيم، مستندة إلى أدوات تقنية حديثة ونماذج تشغيلية مدروسة، مكّنت من التحكم في تدفقات الحشود وتنقلاتهم بكل سلاسة وأمان، بما يراعي الكثافة البشرية والتنوع الثقافي والجغرافي لضيوف الرحمن من مختلف أنحاء العالم.
.jpeg)
الحجاج يواصلون رمي الجمرات (2)
وفي جانب النقل، واصل قطار المشاعر المقدسة أداءه الفعّال، حيث بلغ إجمالي من تم نقلهم منذ انطلاق تشغيله أكثر من (604) آلاف حاج، موزعين على ثلاث حركات رئيسة؛ الحركة (أ) أكثر من 27 ألف راكب، والحركة (ب) (283) ألف راكب، فيما سجلت الحركة (ج) الأعلى بواقع (294) ألف راكب، ما يُجسد حجم الكفاءة التشغيلية للمنظومة.
وكشفت غرفة التحكم في مركز النقل العام التابع للهيئة الملكية لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، عن تنفيذ عملية النقل عبر أكثر من (23) ألف حافلة، توزعت على ثلاث مسارات ترددية إلى جانب وسائل النقل التقليدي، ضمن أكبر أسطول نقل يُشغَّل على نفس المساحة في العالم، محققة أفضل زمن قياسي لعملية الإفاضة الأولى، في صورة تعكس الاحترافية العالية ودقة التنسيق التشغيلي.
Trending Plus